روناهي/ قامشلو ـ الكثير من الجماهير الرياضية تُطالب أن تتم إعادة ترميم الرياضة في سوريا بشكلٍ عام، وفي لعبة كرة القدم بشكلٍ خاص، وانتقاء المواهب واللاعبين الذين يستحقون اللعب في المنتخبات، ولكن كانت المحسوبيات هي الطاغية على هذه الرياضة بالكامل، وحتى إدارة الأندية كان تُعيَّن من قِبل أفرع حزب البعث في المدن كافة في البلاد.
وتسارعت الأحداث في سوريا بشكلٍ كبير، حيث تسقط المدينة تلو الأخرى حتى سقطت حكومة دمشق، ولكن قبل ذلك كانت منافسات الدوري السوري الممتاز مستمرة، وعند سقوط حلب في البداية تقرر من الاتحاد “العربي” السوري التابع لحكومة دمشق استمرار الدوري، ولكن أن تكون المباريات دون جمهور، وتلاها قرار آخر بإيقاف الدوري كاملاً على طلب الأندية ولكافة الفئات بحسب بيان نُشِر على صفحة الاتحاد “العربي” السوري لكرة القدم التابع لحكومة دمشق، وعاشت الجولات الأربعة من الدوري السوري الممتاز في مرحلة الذهاب استقالة أربعة مدربين.
فأول مدرب قدّم الاستقالة كان “حسين عفش” مدرب رجال نادي أهلي حلب بعد التعادل مع الطليعة بهدف لهدف في المباراة ضمن منافسات الجولة الثانية، سبقها هزيمة من نادي الوثبة بهدف دون رد بالجولة الأولى من الدوري، علماً لم تمضِ ساعات حتى تم تعيين “أحمد هواش” مدرّباً بدلاً عنه، وفي الوقت نفسه؛ قرر مجلس إدارة النادي “حسم 25% من رواتب اللاعبين والكادر الفني نتيجة الأداء السيء وإيقاف كافة المستحقّات لحين تحسّن النتائج”.
المدرب الثاني كان “معن الراشد” مدرب رجال نادي الوثبة الذي هو الآخر قدّم استقالته بعد الخسارة من حطين بهدفين دون رد، وذلك ضمن منافسات الجولة الرابعة من الدوري السوري الممتاز للرجال، وتم تعيين المدرب “فراس معسعس” بدلاً عنه، كما قرر مجلس إدارة نادي الوثبة “خصم 50% من رواتب لاعبي فئة الرجال لحين تحسّن النتائج”.
المدرب الثالث تم إقالته هو “اسماعيل السهو” مدرب رجال نادي الفتوة من دير الزور، وعيّن خلفاً له المدرب “محمد خلف”، وجاءت الإقالة بعد تعرّض الفتوة لخسارة مفاجئة أمام الشرطة بهدف دون رد في الجولة الرابعة لمرحلة الذهاب من الدوري الممتاز لكرة القدم.
المدرب الرابع الذي تمت إقالته هو “محمد شديد” مدرب نادي جبلة الساحلي، وتم تعيين مناف رمضان خلفاً، ولعب نادي جبلة أربع مباريات حصد خلالها نقطتين فقط.، وسجل هدفًا وحيدًا واستقبلت شباكه ثلاثة أهداف. وقضية إقالة أو استقالة المدربين في الدوري السوري لم تكُن بشيء جديد، ففي الموسم الماضي 2023 ـ 2024، في مرحلة الذهاب فقط كان هناك ثمانية مُدربين قد أُقيلوا أو استقالوا من تدريب أنديتهم خلال هذه المرحلة فقط!
وربما يكون الدوري السوري الممتاز بكرة القدم قد سجل رقماً قياسياً عالمياً، ولأول مرة بتاريخه، حيث لم يُكمل أي نادٍ في الدرجة الممتازة مع مدرب واحد خلال الموسم 2022 ـ 2023.
وذكرنا بعض التفاصيل عن الدوري السوري الممتاز حتى نؤكد أن الكرة السوريّة كانت تعاني دائماً من الكثير من الجوانب، وهي سلسلة مكملة لأزمة الكرة السوريّة بشكلٍ عام، والتي غرقت في الفساد بالكامل، وحتى مؤخراً قدّم محي الدين دولة عضو الاتحاد العربي السوري لكرة القدم استقالته من رئاسة لجنة المسابقات واستمراره في عضوية الاتحاد دون ذكر الأسباب.
وكانت المنتخبات معروفة بأن المحسوبيات هي المُسيطرة عليها، وعلى وجه الخصوص لعبة كرة القدم التي كانت تعيش مهازل حقيقية، ففي حال فاز المنتخب السوري بمباراة يستغربون ويظنون أنه حلم، نعم فقد كان حلم تلك الجماهير هو رؤية المنتخب السوري للرجال في مونديال كأس العالم، ولكنه فشل في التأهل إلى الدور الثالث من تصفيات كأس العالم 2026، وعقب هذا الفشل أعلن الأرجنتيني “هيكتور كوبر”، المدير الفني لمنتخب سوريا، استقالته من منصبه بعد الخسارة الثقيلة أمام اليابان وبخمسة أهداف دون رد، ضمن الجولة السادسة والأخيرة، من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2026 وكأس آسيا 2027، ولكن قد نشهد منتخب سوري جديد بعد تساقط المدن، وبعض المعلومات تتحدث أن هناك لاعبين خرجوا من البلاد.