No Result
View All Result
المشاهدات 3
نوري سعيد_
يقال لا صداقات ولا عداوات دائمة في السياسة، هذا يعني حسب المثل الشعبي “ضحك ع الدقن” وإذا كان أردوغان يريد إعادة العلاقات مع سوريا، فلا شك أن السوريين يرفضون هكذا سياسة، فأردوغان يعادي سوريا وهاجم النظام بعبارات لا تليق إلا به وحده، ومع ذلك يحاول التقرب من سوريا، واتهم
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأن له يد في مقتل الرئيس محمد مرسي، ومع ذلك استقبله في أنقرة في الرابع من أيلول المنصرم، وهنا نقول “صحيح يلي استحوا ماتوا” أما نحن في سوريا فنريد علاقات دائمة وصادقة انطلاقاً من المثل الدارج عندنا “الجار قبل الدا” ولأننا نفهم السياسة على إنها علم إدارة المجتمعات الإنسانية، وليس فن المراوغة والتحايل والاحتلال والإيقاع بالآخرين، كما يفهمها أردوغان زعيم العدالة والتنمية التركي، فعندما استلم هذا الحزب السلطة في تركيا ٢٠٠٢ رفع شعار صفر مشاكل مع الجيران، بينما تعتبر تركيا الآن على رأس قائمة الدول المارقة في المنطقة بسبب تدخلاتها وزرع الفتن بين شعوب تلك الدول ومنها سوريا وهي تحاول بكافة السبل القضاء على الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا مع إن (قسد) الجناح العسكري للإدارة هزمت داعش عسكرياً في أكثر من مكان، وحافظت على الأمن والاستقرار والسلم الأهلي في المنطقة.
وإذا كان الحديث يجري حالياً حول لقاء رباعي برعاية روسية ايرانية لإعادة العلاقات بين سوريا وتركيا، لأن تركيا كما يبدو أصبحت تقبل الانسحاب من سوريا بموجب جدول زمني، وهنا يمكننا القول (إذا أخرجت تركيا جيشها من سوريا من الباب فإنها ستدخل من الشباك، لأن الحل والربط في تركيا ليس بيد الحكومات المتعاقبة، بل بيد العـسكر الذين يعملون على إعادة أمجاد السلطنة والعثمنة العدوانية التوسعية، كما يدور الحديث عن أضنة بصيغة جديدة، وللعلم سوريا لن تسمح بأي اجتياح تركي للأراضي السورية لأن أضنة ١٩٩٨ فُرضت على سوريا، فتركيا إذا احتلت أرضاً لا تخرج أبداً بدليل ما حصل في الباب وإعزاز ومارع وعفرين.. الخ) وهنا نسأل: هل تقبل تركيا لسوريا اجتياح أراضيها لملاحقة مرتزقة الإخوان المسلمين؟ وهي تحاول إزالة تهمة المحتل عن قواتها المتواجدة في سوريا، وهنا نقول: سوريا لن تقوم بذلك إلا إذا سحبت تركيا كل قواتها من سوريا، وعدم التدخل في شؤونها.
ختاماً: أردوغان رئيس فاقد المصداقية إقليمياً وعالمياً ولا يؤمن له جانب ولا يجوز له وضع الشروط لسوريا في إعادة علاقاته معه؛ لأن تركيا هي المعتدية وليست سوريا، وسنظل كسوريين متمسكين بنهج السياسة الأخلاقية القائمة على الاحترام المتبادل، وسنظل أيضا نرفض أسلوب “الضحك ع الدقن” لأننا صادقون في تعاملنا مع الآخرين بعكس تركيا.
No Result
View All Result