No Result
View All Result
المشاهدات 2
إبراهيم عبود_
دائماً نسمع المحللين يصدعون رؤوسنا بمثل هكذا مصطلحات عند إعطاء وجهة نظر لنزاع ما قائم. فما حقيقة حرب الوكلاء والأصلاء:
الأصيل: من اسمه نستطيع تعريفه (أصل الشيء) وهو الفرع الأول وجذره الأساسي الذي ترجع إليه كل العوامل ويتحكم بها مباشرة أو عن طريق أدوات ثانوية.
الوكيل: ومن اسمه نستطيع تعريفه كما عرفنا الأصيل (وُكل إليه الأمر) أي منح تفويضاً أو سلطة معينة لإنجاز وظيفة معينة تقتضي أن يكون الأصيل بعيداً عنها.
مقارنة بين الحروب وأي منها يطلق عليها حرب الوكالة أو حرب مباشرة.
الأزمة السورية
على مدار ثلاثة عشر عاماً، وبعد المنعطفات التاريخية التي مرت عليها الأرض السورية وتطورات الأحداث وبعد دخول اللاعبين الاقليميين (كتركيا وإيران) ودول الجوار بشقيها الخليجي والعربي، وما تبعها من دخول الدول الكبرى كروسيا وأمريكا، وتبادل الأدوار بينها وما نتج عنها من تقاسم مناطق النفوذ وتوزيعها، بين الأطراف
السورية خدمة لمصالح هذه الدول وإطالة العمر الافتراضي لهذه الحرب، حيث كنا نشاهد توترات حقيقية بين الدول كانت تنتهي إما باتفاقية لتهدئة الأوضاع، أو تبادل مناطق السيطرة بين الأطراف، أو عملية مساومة في ملف آخر؛ لأن الجميع لديه ملفات يمكن التفاوض عليها في الساحة الدولية، وهذا الأمر كنت قد تحدثت عنه قليلا في مقال /كسر حالة التوازن/ وهذا التراجع في المواقف كان البعض يفاجئ الكثيرين، وكيف يمكن أن تتم عملية المداورة والتراجع في المواقف، وفي المواقع، والبعض يصفها بالخيانة أو عملية بيع الحليف، هذه حالة طبيعية؛ لأن هذه الدول تعدُّ الملف السوري من ضمن الملفات والأوراق التي تتفاوض بها إما للقيام بالضغط أو التهديد أو للسيطرة، كل ذلك كان بشكل غير مباشر وعن طريق أحد الأطراف المدعومة من هذه الدولة، وللأسف بعد غياب المشاريع الوطنية لكل طرف، حيث سحبت من أيدي السوريين قضيتهم وكانت المتاجرة بها بسوق الحروب العالمية ومن هنا كان أي تصعيد بين الأطراف السورية يتبعها عملية تفاوض واتفاقيات؛ لأن القضية لا تشكل تهديدا حقيقياً على مصالح الدول أو خطراً استراتيجياً يهدد هذه الدولة أو لا فالجميع ليس على استعداد القيام بحرب من أجل طرف آخر لا يمثل المبادئ الحقيقة التي تتبناها الدول إنما كانت عملية استغلال أو متاجرة أو لنقل كنوع من تبادل المصلحة لكن بدون أي خطر على باقي اللاعبين الدوليين، وهذه الحالة تكررت في أكثر من مرحلة من الحرب السورية ومن هنا مصطلح حرب الوكلاء يناسب هذه الحالة ولن “نفصِّل” لأن الحرب السورية واضحة مع اختلاف وجهات النظر لكل صاحب نفوذ.
الحرب الروسية الأوكرانية
منذ العام والنصف؛ قامت روسيا بإعلان عملية خاصة تستهدف الأراضي الأوكرانية، ومردها لهذه المبادرة أن أوكرانيا بدأت تهدد العمق الروسي والوجود داخل الدولة، بدعم غربي أمريكي، حيث قامت أوكرانيا بطلب انضمام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي يعدُّ روسيا العدو الأول له، واستمرار محاصرة روسيا بعد نجاح عملية سحب الدول السابقة في الاتحاد السوفييتي، وكان آخرها أوكرانيا وهذا الأمر روسيا لا تسمح به في هذه الأيام التي تعتبر نفسها أحد أقطاب العالم بعد فترة الضعف، التي مرت بها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتقاسم دوله من قبل أمريكا والحلف الغربي، وأوكرانيا لروسيا عمق استراتيجي يحميها من التوسع الذي يقوم به حلف الناتو على حدودها الغربية. حيث بدأت بدعم الأقاليم التي تدين بالولاء لروسيا ومحاولة استقلالها من أوكرانيا وهذا ما حدث بإقليم القرم، انتهاء بشن حرب حقيقة على أوكرانيا لجعلها تعود لحالة الحياد المتفق عليها سابقاً بينها وبين أمريكا، وهذا سنتحدث عنه في المراحل القادمة.
ونشاهد دائماً حالات كسر توازن وعمليات تأثيرها قوي في ساحة الحرب، والكل يسأل لماذا لا تحتل روسيا أوكرانيا وتسيطر عليها بشكل كامل؟ فهي تمتلك سلاحاً نووياً وميزان القوى يميل إليها من الجوانب البشرية والعسكرية ولماذا لا تخطو روسيا خطوة إلى الأمام أكثر.
الجواب بالمختصر لأن روسيا لا تحارب أوكرانيا وحدها، ولو كانت وحدها لكان الأمر انتهى منذ زمن بعيد، انما تواجه آلة الحرب الغربية ولتوضيح أكثر تواجه حلف الناتو كله، ولو لم يدخل الحرب بشكل مباشر، فالمصانع الغربية ليس لديها وقت للراحة لتصنيع الذخائر لأوكرانيا، فالسوق الروسية سوق ضخم وآلة الحرب بحاجة لمواكبة التفوق الروسي، فروسيا شهريا تحتاج ٤٠ ألف قذيفة والغرب كله لا يستطيع تلبية هذه الحاجات لأوكرانيا، عدا مد أوكرانيا بأنظمة دفاعية حديثة لكافة أنواع ومتطلبات القتال، وهذا سبب تأخير العملية الروسية ولسبب أهم هو أي خطوة غير مدروسة ستكون في وسط الحرب العالمية الثالثة، فدخول الحلف سيكون تدريجياً كما حروب الشرق الأوسط، وهذا الأمر الأطراف كلها مقتنعة به وهو جعل الخصم يستنزف أكثر لكي يدخل في مواجهته وهذا هدف حلف الأطلسي، وبالإضافة لروسيا فهي تستنزف السوق الغربية ولرؤية أفضل ما تنتجه الخبرات العلمية في مجال تكنولوجيا الحرب.
وقليل من يأخذ بهذه الفرضية وهي أن روسيا تحارب الغرب بأوكرانيا، فليس من المعقول أن تدخل روسيا الحرب مع حلف شمال الأطلسي وهي لم تختبر كفاءة أسلحتها بمقابل كفاءة الغرب الممثل بحلف شمال الأطلسي.
فهنا يجب تحمل الضربات والانتكاسات القوية لصالح تورط أمريكا والحلف أكثر، فالحرب العالمية إذا وقعت يجب أن يكون الجميع جاهزاً لها، بأحدث ما تنتجه هذه الدول ولأن حدوثها سينتج عنه تغيير في خارطة العالم، ونشوء أقطاب جديدة كما حدث بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
الحرب الإيرانية الإسرائيلية المحتملة
تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط بالتحديد منذ عام توحي بأن الذي يحضَّر للمنطقة ستكون عواقبه كارثية، على مستوى العالم والشرق الأوسط بالتحديد، حيث تطورات الأوضاع من غزة إلى لبنان توحي بأن المعركة الشاملة بدأت تنضج ملامحها، وهنا يقول متابعون؛ إنها حرب وكلاء، وهذا خطأ، حيث هنا تتواجد إسرائيل في قلب الصراع، والمعروف عندما تتواجد هذه الدولة تكون “أصيل” وليس وكيلاً، وأنها ستقوم بكل ما يلزم بدون أي رادع، مهما كانت الخطورة التي يمكن أن تحدث، عند اتخاذ أي قرار، فالحرب الدائرة الآن بين حزب الله وإسرائيل هي وحدها كفيلة بتوسع هذا الصراع لتواجد حزب الله على الأرض السورية واقتصار عمل سوريا على الدعم اللوجستي بعيداً عن الدخول المباشر هذا اذا كنا محسنين الظن بعد فترة الحياد الطويلة، ولأن لحزب الله بعد مذهبي في العراق وما تبعه من دخول فصائل عراقية على خط المواجهة.
فتحت جبهة اليمن بقيام الحوثيين بإغلاق الملاحة البحرية في البحر الأحمر ومحاولة فرض حصار اقتصادي وعسكري على إسرائيل، من خلال استهداف السفن المتوجهة للشواطئ الإسرائيلية وبعد عام كامل كانت هناك ١٨١ ضربة، عدا الضربات من خلال المسيرات والصواريخ التي استهدفت عمق الدولة العبرية، وهنا حتى لو كان أثرها محدوداً لكن كتحول ستكون عواقبه خطيرة، حيث استوجب رد إسرائيلي على مناطق يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين وستحدث بالفترة القادمة باستمرار.
وخطر اندلاع حرب شاملة أو عالمية لأن اليمن يتحكم بموارد البحر الأحمر ومضيق باب المندب ولم يبقَ إلا السفن الروسية والصينية في خانة الأصدقاء أو غير المستهدفين.
ولا ننسى التكلفة الاقتصادية الناتجة عن جعل البحر الأحمر منطقة غير قابلة للملاحة، وكان بالأمس تقرير مصري يوضح الخسائر في قناة السويس وتقدر بثمانية مليار دولار وهذا مجرد ضربات عند إتاحة الفرصة فالتعامل الاقتصادي مهم مثله مثل الخطر العسكري، ولولا تقديم تسهيلات من مصر والأردن لكانت إسرائيل تعاني من حالة انهيار حقيقي وهذه كلها عوامل حرب شاملة إذا ما عولجت بطريقة تبعد شبح الحرب الشاملة الكبرى.
واذا ما عدنا لعمليات الاغتيال التي حدثت داخل حزب الله وفي داخل إيران من خلال استهداف قيادات حزب الله اللبناني، حيث يتواجد ضباط الحرس الثوري وقبلها عملية اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس داخل إيران، وقبل هذا كله قصف السفارة الإيرانية في دمشق وما نتج عنه عملية رد أولية من إيران باستهداف بمسيرات وصواريخ بالستية، وفي الواقع هذه كانت تمثيلية لكن أخذ قرار الرد والرد بحد ذاته تطور ملحوظ في سير الأحداث على مستوى الشرق الأوسط، فإسرائيل لم تتعرض لاعتداء مباشر من دولة مهما كانت الأسباب، إلا الضربة التي نفذها نظام صدام حسين ودفع ثمنها لاحقاً.
وأخيرا الرد الإيراني الأخير الذي تم بأكثر من ٢٠٠ صاروخ متطور، وهذه ثاني ضربة إيرانية وتشكل تهديداً حقيقياً على بنية الجيش الإسرائيلي، فالعالم كله شاهد تأثيرها وكمية الصواريخ المستخدمة باعتبارها صواريخ فرط صوتية، وتعتبر من الأجيال المتطورة في الصناعة الإيرانية، وأظهرت فشل منظومات الدفاع الجوي في اعتراضها لأول

مرة، وهذا ما دفع إسرائيل والأخ الأكبر لها أمريكا لتبني سياسة دفع الثمن، ورفع سقف التوقعات باستهداف منشآت وبنية تحتية في المجال النووي السلمي الإيراني، وهذا إن حدث سيكون بمثابة إعلان انطلاقة الحرب العالمية الثالثة، فضرب مفاعلات نووية حتى سلمية أو مصافي نفط ولدولة مثل إيران تملك نفوذاً كبيراً في منقطة الشرق الأوسط وبوجود الحماية الأمريكية، ممثلة بالقواعد العسكرية والأساطيل البحرية وبالطبع لن يحدث هذا الأمر بغض الطرف من روسيا، فهذه الحرب إن حدثت ستختلف عن حالة الصراع وتبادل النفوذ في سوريا، لأنها تمثل خطراً وجودياً وحيوياً للدولة المستهدفة أياً كانت، ومن هنا خطر اندلاع نزاع إقليمي دولي كبير جداً.
لأن إسرائيل لم تكتفِ بغزة ولبنان وما شاهدناه من حالة النشوة الحاصلة بعد الضربات القوية لحزب الله، حيث بدأ سقف الطموحات الحقيقي يظهر على العلن منها حقيقة قيام إسرائيل الكبرى الممتدة حدودها من النيل إلى الفرات، وما يتطلبه من احتلال باقي الدول بعد أضعاف حزب الله وحالة الجمود في دول الطوق الفلسطيني التي تمثل حزاماً أمنياً يحمي فلسطين.
ومادامت الحرب في غزة لم تهدأ وتيرتها ومع بدء توسع كرة اللهب إلى لبنان والتي أكدتها منذ اللحظة الأولى بأنها حرب حقيقية، وبدأ الشعور بالخطر الحقيقي في إيران من الطموحات التوسعية لإسرائيل، بعد حالة الصبر الاستراتيجي الإيراني الذي أدى لجعل إسرائيل لا ترى أمامها أي أحد، وإعلان تصريحات بإمكانية ضرب حتى المرشد الإيراني الذي يعتبر الرمز الأول لإيران، والشيعة في العالم وعليه سنكون أمام تصعيد خطير ينبئ بحرب عالمية كبرى أو حرب إقليمية طويلة لذلك يحاول الكل تجنبها، وبالوقت نفسه إظهار القوة بأنه على استعداد المخاطرة، ولعب دور حيوي في المنطقة، ولذلك أسميتها في مقال سابق حالة “الجنون”، فمتى “ستكون” لا أحد يعلم.
No Result
View All Result