No Result
View All Result
المشاهدات 1
إبراهيم عبود_
نجد أن أي ناقد للعمل أيّاً كان في أي مجال سيواجه كثيراً من النقد، لأنه يضع النقاط على الحروف ويضع الملح على الجرح، ويُسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية، بدل الألقاب والأسماء الحركية أو الفنية التي لا تعبّر عن شخصية أصحابها ولا لفعلهم الحقيقي.
وعليه هذه جملة أسباب تمنع أي إنسان من التقدم والتطور /بالإضافة إلى ما ذكرناه في القسم الأول من المقال/ وتكون عائقاً مباشراً أو ثانوياً في العمل لكل مجالات الحياة:
التكبّر والأنفة
أول خطيئة كانت في البشرية هي التكبر وعدم الاعتراف بالأفضلية، وبدأت من الصراع بين قابيل وهابيل مروراً بصراع إخوة يوسف على الولاية وصولاً إلى صدر الإسلام، وبدأ انتشار الدعوة إلى الإسلام، حيث كان هناك أشخاص اقتنعوا بالفكر التوحيدي وما يحمله من توحيد وإسلام، لكن التكبر منعهم من الاعتراف بأن الدين الإسلامي هو القرار الصحيح واتباع النبي عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء هو خير اتباع.
انتهاءً بالعصر الراهن نجد أحداً يستطيع الاعتراف بارتكابه أي خطأ، لأن مجتمعنا لم يتعود على الاعتراف بالأخطاء لأن الجميع ينظر للآخر بعين الريبة وانتظار ارتكاب الأخطاء، لجعله محل نقد وسخرية، ولأن المجتمع لا يعرف بأن الذي لا يتعلم لا يخطئ، وإن الذي لا يتحرك ودائماً في حالة كسل وسكون هو الذي لا يُخطئ، فالخطأ مرده للحركة ومحاولة الإنتاج. وعدم تغيير الصورة المرسومة لدى الغير عن أسلوبنا، فأي تغيير سيجعلنا نظهر بموقف الضعيف قليل الخبرة وهذا بحد ذاته تحدي بعدم تقبّل النقد والتقييم.
التناقض وازدواجية المعايير
وهذه نستطيع وضعها مع نقطة المصالح، بحيث لا يوجد قاعدة واحدة ومبادئ ثابتة يتبناها صاحب القرار بحيث تكون أفعاله وتحركاته في الحياة والعمل وعلى مستوى الأفراد والأقارب بناءً على المصلحة ذات الازدواجية، بحيث القاعدة متغيرة متطورة باستمرار متناسبة مع الحالة التي أمامنا وهذا في الحقيقة يجب أن يكون حيث المرونة والابتكار والتماشي مع الظروف، لكن بدون تغيير هذه المبادئ أو جعلها تظهر بأنها قرارات شكلية، إذا أردنا أن نأخذ منها وإذا لا تلزم أو تشكّل خطراً على أصحاب النفوذ والسلطة، وهذه ليست حصراً بالعمل السياسي بل تتفرع لتضمن أوسع شرائح المجتمع.
إضاعة وعدم استثمار الفرص
في كل الأوضاع التي تمر على الإنسان سواءً خيراً كانت أم شراً تكون هناك فرص حقيقية للتغيّر تكون عن طريق
كلمة طيبة أو نتيجة موقف معين ظهر في غير محله، أو حدث ظهر سابقاً، وكانت الحالة تطابق هذه العملية أو نتيجة عثرة كانت على الطريق أدت لإظهار حقيقة مخفية كانت غائبة بسبب تكرار الأحداث والروتين الثابت، في أي عمل أو تقديم دعم ما وجهد، ولكن عدم استثماره أو توظيفه لخدمة الظرف الحالي الذي يحتاج إلى تعديل وهذا مرتبط بالنقاط الأخرى السابقة من خوف وضعف إمكانات لخدمة هذه المرحلة.
عامل الضد
دائماً في أي حدث حتى بالأحداث الخاصة الشخصية، حيث تكون مرتبطة بأحداث خارجية كثيرة ودائماً ما تكون نتيجة هذه الأفعال ذات طابع سلبي على قرارات الفرد المعني بها بمعنى أوضح عندما تكون هناك خطة ما في أي عمل؛ فإن الجهة المعاكسة المُراد تغيير فعلها تملك وتقوم بأشياء تخالف ما يراد له التغيير، وهذا يؤدي لمنع التحول الإيجابي في العمل والمهنة الخاصة، لكن هذه ذات تأثير أضعف العوامل التي سبقتها، حيث الأولوية للخطة الأساسية ومدى تفعيلها بالطريقة المناسبة ومحاولة تنقيحها تبعاً للمعضلة التي ترافقها، وهي تتطلب خطة وفكر قابل للتطور والتدوير ولكي يناسب التأثيرات الأخرى ويظهر مدى قوتها والطريقة التي حُبِكت بها ولكي لا نعطي مبررات لعامل التغيير أو حجج تخفف من خطه أو لكي لا يقوم بالاتكال على أفعال غيره.
ما يمكن القيام به في هذه الحالة:
الخطوة الأولى: دائماً في أي حالة من التعقيد في مجالات الحياة التطوير الفعلي والحل الجذري يبدآن في خطوات وأفعال بسيطة تؤدي نتيجتها لتغير عام في الحالة العامة، وهي تشبه استثمار الفرص لكن تحتاج للخطوة الأولى، حيث استثمار الفرص تكون عن طريق أشياء ليست ضمن تدخّل الفرد نفسه أو عن طريق صدف تحدث نتيجة أخطاء أو أفعال أخرى أما الخطوة الأولى تكون بعامل فردي بعد تصميم من الفرد نفسه ونستطيع تسميتها بالتردد أو عدم الوثوق بصحة هذه البيانات نتيجة فرضيات ليس لها أساس من الصحة أو أوهام نتيجة مقارنتها بأمور أخرى لا تناسب الوضع الحالي فقط بحاجة قرار وبدء تنفيذ وانتظار نتيجة ما اتُخِذ من قرارات.
تحويل الأقوال إلى أفعال: بعد السرد الطويل وتلك النقاط التي ذُكِرت سابقاً، فإن ذلك لا يعني شيء ويبقى حبراً على ورق بدون أي تأثير، وبعد وضع أي طرح للتداول وتبنّي آلية معينة لحل الأزمات على أنواعها، لا يكفي تقديم حلول على الورق والتحدث عنها، وإعطاء توصيفات معينة، بل الطريقة الأنجح تحويل هذه الأقوال والمسودات إلى فعل حقيقي مع متابعة جديّة، تنعكس إيجاباً على سير العمل وتلافي تلك الأخطاء المؤدية لهذه الأزمة.
في الختام: الهروب من الواقع سواءً إلى الأمام أو الخلف وإعطاء حلول جزئية ومراوحة في الدائرة الضيقة نفسها التي أدت لهذا الواقع وهذه الانتكاسة، بحيث يجعلها عصيّة على الحل وأي تغيير لأصحاب القرار وإعطائهم إمكانية التغيير ستكون صعبة جداً لأن التراكم يتطلب حلول خيالية أو قوة خارقة للعادة، وهذا ما نشاهده في مجتمعاتنا، حيث الحلول بسيطة واضحة غير مُكلفة لكن عدم حلها أول بأول وتراكمها وتجاهلها بسبب مراعاة كثير من الأشياء التي تضر أكثر ما تنفع وبسبب ضيق الأفق وقلة الإرادة وضعف الإيمان وعدم وجود روح التحدي والتنافس البنّاء ضمن الشروط والقوانين المعروفة.
نستطيع تلخيص هذا الطرح بتعداد هذه النقاط؛ لأنها كلها مترابطة وأي طرح يعبّر عن الآخر، لكن حاولت تفصيلها وتوضيحها أكثر قدر الإمكان.
No Result
View All Result