دعم الاقتصاد المجتمعي وخلق فرص العمل بتل كوجر

تقرير/ نزهان محمد –

تُعتبر التنمية الاقتصادية أحد أهم متطلبات العصر التي لا بد من الوقوف عليها، ولا سيما للمجتمعات التي تمتلك مقومات الاقتصاد الناجح كافة، لكن تفتقر إلى كيفية الاستفادة من تلك المقومات، ولكي تتغلب المجتمعات على معوقات التنمية الاقتصادية عليها أن تتمسك بالوسائل والأدوات التي تمكنها من التغلب على الواقع المفروض، فالمجتمعات تكتسب صفة الرقي عندما تكون فعالة من الناحية الاقتصادية وتمتلك اقتصاداً متيناً.
وفي خطوة تعتبر عملية نحو تطوير الاقتصاد المجتمعي تسعى كل من هيئة الزراعة، ومركز التنمية الاقتصادية إلى فتح مكاتب للزراعة والتعاونيات في كامل شمال سورية حتى يتسنى لكل فرد المساهمة في بناء وتطوير اقتصاد المجتمع. وحول هذه الخطوة قامت صحيفتنا بإعداد التقرير التالي عن افتتاح مكتبي الزراعة والتعاونيات في بلدة تل كوجر.

مقاومة آثار الحروب

الحرب تخلق الفوضى والدمار؛ والحرب السورية أثرت على المجتمع والبيئة ولم يسلم منها أي شيء، ومقاومة آثار الحروب تكون بالبناء ولا سيما ببناء المؤسسات الاقتصادية ورعايتها لتفادي مخلفات الحروب؛ وبهذه الكلمة؛ افتتح رئيس لجنة الزراعة في كركي لكي شفان دلي مكتبي الزراعة والتعاونيات في تل كوجر وبارك هذا الافتتاح لكل أهالي البلدة قائلاً: «تُعتبر هذه البلدة ومحيطها منطقة زراعية بامتياز، وكمساعدة لأهالي تل كوجر ارتأينا أنه من الضروري القيام بهذه الخطوة»
ونوه إلى أن الفلاحين والمزارعين قبل هذا اليوم كانوا يلاقون صعوبة في الحصول على المستلزمات الزراعية من تراخيص ووقود أو أي أمر يتعلق بتأمين مستلزمات الثروة الحيوانية، على سبيل المثال فتح صيدلية زراعية، أو عيادة بيطرية، فقد كانوا يقصدون كركي لكي أو قامشلو، ولكن الآن اختلف الوضع، فافتتاح مكتب الزراعة في تل كوجر سيكون في خدمة المزارعين ومربي الثروة الحيوانية في كامل البلدة ومحيطها، وسوف يكون هذا المركز مقراً من أهم مقرات تطوير اقتصاد المجتمع.

إرساء مبدأ التشاركية في العمل

ومن جانبها؛ أكدت الإدارية في اتحاد التعاونيات (الكوبراتيفات) ليلى يوسف قائلةً: «من أجل إرساء مفهوم التعاون والعمل المشترك نسعى لنشر مفهوم الجمعيات التعاونية في الحياة الاجتماعية، وهو مفهوم جديد، حيث نرغب في أن يتحول العمل الجماعي إلى ثقافة شاملة، ومن هذا المنطلق نرمي إلى فتح دور للتعاونيات في كامل مدن وأرياف المقاطعة، ويأتي افتتاح دار التعاونيات في تل كوجر تطبيقاً للخطة التي وضعناها في الاتحاد».
وأضافت ليلى: إنَّ المجتمع هو الأساس في تنشئة الكوبراتيفات التي تعتمد على تلبية احتياجات المواطنين من خلال العمل الجماعي، فمبدأ الكوبراتيف يستند على التعاضد والتكاتف في تأمين الحاجات الأساسية للمجتمع، والعمل على أساس الإدارة الذاتية والتشاركية في إدارة المشاريع، وأشارت إلى أن من أهم أهدافهم المتمثلة في افتتاح هذا المقر هو خدمة المجتمع والطبيعة والحد من الاحتكار والرأسمالية الفردية والحفاظ على الإرث التاريخي للاقتصاد الاجتماعي والعمل على تطويره ونشره بين المجتمع.

مشاريعنا تحقق العدالة الاجتماعية

أما الإداري في دار تعاونيات تل كوجر وائل حامد فلم يخفي سعادته في افتتاح هذا المكتب بقوله: «أنا سعيد جداً وإنها لَبُشرى سارة لجميع قاطني تل كوجر. إن إنشاء مثل هذه الدار في بلدتنا سوف تكون ملتقى لجميع أهالي المنطقة، وكل فرد لديه أفكار لتطوير الحياة الاقتصادية في المنطقة، فإنّ أبوابنا مفتوحة أمام الجميع».
وأردف وائل حامد: «حتى يستطيع المجتمع أن يصل إلى الكمال الاقتصادي عليه أن يشرف بنفسه على مشاريعه التي تخدمه»، ونوَّه إلى أن تل كوجر منطقة زراعية؛ إضافةً إلى غناها بالثروة الحيوانية، وأكد: «في تل كوجر أكثر من (122) كوميناً، ومن أجل خلق مجتمع تشاركي قمنا قبل افتتاح المكتب بحملة توعية للتعريف بالحياة التشاركية ومبدأ الجمعيات التعاونية، ودورهما في النمو بالاقتصاد المجتمعي وتطويره»، وتابع حامد: «بعد الالتقاء بمعظم شرائح المجتمع، وإجراء النقاشات معهم تعرفنا على متطلبات المجتمع الأساسية، وذلك انطلاقاً من المواد الأولية المتوفرة، وحسب رغبة الأهالي وضعنا نصب أعيننا القيام بمشاريع خدمية يستفيد منها كل أبناء المنطقة كمشاريع إقامة الأفران، ومشاريع الآمبيرات، وإنشاء مصنع للألبان والأجبان؛ وسوف نسعى بكل طاقتنا إلى افتتاح أي مشروع يخدم المجتمع ويحقق العدالة الاجتماعية».