سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الدولة التركية لم تعد تصمد أمام مقاومة الكرد

هيفيدار خالد


يوماً بعد آخر تشتد وتحتدم هجمات دولة الاحتلال التركي ضد الشعب الكردي في أجزاء كردستان الأربعة وأماكن وجودهم كافةً. وذلك باستخدام أساليب وطرق شتى لشن هجمات ضدهم وانتهاج أشكال الحروب والإرهاب كافةً بحقهم للنيل من نضالهم ومقاومتهم، وباتباع كل السياسات العدائية، بدءاً من إنكارهم إلى محاولات القضاء عليهم وإنهاء وجودهم الذي يسعى إليه جاهداً ويذكره في كل مناسبة؛ فلا يكاد يمر يوم إلا ويخرج رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان ويطلق تصريحاتٍ معاديةً للشعب الكردي ومقاتلي الحرية في جبال كردستان الذين يخوضون مقاومةً تاريخيةً ضد هجمات نظام أردوغان ومخططاته التوسعية والاحتلالية.

أردوغان يخشى من النضال الحر الذي يخوضه الكرد في أجزاء كردستان الأربعة؛ ولذلك قبل أيام هدد الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا لقيامها بتنظيم انتخابات البلديات في المنطقة وأكد أنه سوف يستهدف المنطقة ويشن هجوماً في حال تطبيق هذا الإجراء الديمقراطي الشعبي، وتذرع بأن هذه الخطوة تشكّل خطراً على أمن سوريا وسلامتها وعلى الأمن القومي التركي، ليقوم بعدها باحتجاز الرئيس المشترك المنتخب لبلدية مدينة هكاري محمد صديق آكيش، الذي انُتخب من الشعب في انتخابات البلديات في شهر آذار الماضي وحصل آلاف الأصوات من شعبه، إلا أن سلطات النظام التركي أقالته وتم تنصيب حاكم هكاري مكانه.

وبحسب ما صرّح به المسؤولون في حزب المساواة وديمقراطية الشعوب بأن احتجاز محمد صديق آكيش مبني على ادعاءات لا أساس لها من الصحة وأكدوا بأن إقالة آكيش المنخرط بشكلٍ عام في مجال السياسة الديمقراطية، تمثل ضربةً واضحةً ضد إرادة شعب هكاري، الذي يشكل الكرد غالبيته. ويواصل النظام التركي سياساته ضد المعارضين وخاصةً المعتقلين في السجون الفاشية ويفرض عليهم إجراءاتٍ تعسفيةً ويطبق بحقهم قوانين مجحفةً بشكلٍ متواصل وسط صمت دولي حيال ما يتعرض له المعتقلون الكرد في هذه السجون والمعتقلات.

وفي إقليم كردستان يواصل النظام التركي قصف القرى الآهلة بالمدنيين ما يخلّف بشكل يومي جرحى وشهداء بين صفوف المدنيين ويُلحِق أضراراً بممتلكاتهم. ويحاول بث الخوف والرعب بين صفوفهم لإجبارهم على الهجرة من ديارهم وأرضهم. لذا؛ على الشعب الكردي من الآن فصاعداً تصعيد مقاومته أكثر في وجه سياسات الدولة التركية التي تحاول إزالة الكرد من الوجود والقضاء عليهم. مقاومة الشعب الكردي اليوم وصلت إلى أعلى مستوى، وأصبح لها صدى في المنطقة وخاصةً كريلا تحرير كردستان التي تخوض اليوم مقاومةً تاريخيةً في جبال كردستان. لذا؛ على الجميع دعم قوات الدفاع الشعبي وتبني مقاومتهم العظمية والوقوف في وجه سياسات الدولة التركية المارقة وعدم السماح لها بارتكاب مجازر أخرى بحق الكرد وذلك من خلال تنظيم ذاتهم وصفوفهم والتكاتف معاً في هذه المرحلة التاريخية المهمة وتلقين أعداء الشعب دروساً جديدةً في الفترة القادمة.