سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

سفير سعودي في دمشق.. هل طوت البلدان صفحة الصراع؟

 هيفيدار خالد_

عيّنت السعودية قبل أيام سفيراً لها في العاصمة السورية دمشق وذلك بعد أكثر من عقدٍ على القطيعة، في خطوةٍ جاءت بعد استئناف البلدين علاقتهما الدبلوماسية في تشرين أول الماضي. إلا أن نبأ افتتاح الرياض السفارة في دمشق مرةً أخرى، أثار ردود فعلٍ كبيرةً من جميع الأطراف السورية وخاصة الجهات المنخرطة في الأزمة القائمة في البلاد منذ أكثر 13 عاماً، بالإضافة إلى دول غربية وعربية عديدة، قاطعت حكومة دمشق بعد اندلاع الأزمة.
تحاول الرياض من خلال هذه الخطوة الجديدة تصفير المشاكل مع دول الجوار وخاصّةً سوريا، والتركيز على تعزيز التنمية وخطّة التحوّلات الاقتصادية التي أطلقتها ضمن رؤية السعودية 2030. كما تعمل الرياض على تعزيز دور دبلوماسيتها وتنشيطها إقليمياً ودولياً عبر انفتاحها على الكثير من الدول التي تأزّمت علاقاتها معها وشابها التوتر في الكثير من المرات.
من جهةٍ أخرى ربط محللون ومراقبون للشأن السوري، موضوع عودة السفير السعودي إلى دمشق بأسباب كثيرة منها ما يتعلّق بدور ما تسمى المعارضة السورية التي لم يبق لها أي دور أو أثر بعد أن ارتهنت للقوى الإقليمية والخارجية ولم تستطع إيجاد أي ما من شأنه المساهمة في الوصول إلى حل حقيقي للمعضلة السورية وتحقيق الأهداف التي خرجت من أجلها منذ أول يوم لبدء الأزمة في البلاد. ذلك على الرغم من أن الرياض أيضاً من الدول التي كانت تدعم مجموعات ما تسمى المعارضة السورية ومنها ما يعرف باسم جيش الإسلام الذي حارب حكومة دمشق لفترة من الزمن وقدمت لها الداعم الكامل.
إلا أن آخرين كثر رأوا في عودة العلاقات مع حكومة دمشق انعكاسات سلبية على الداخل السوري مشيرين أنها لا تخدم الشعب السوري بأي شكل من الأشكال بعد أن بات الشعب يعيش أصعب مراحل حياته في الوقت الحالي. ولا سيما أن خطوة السعودية هذه تساهم في تعزيز دور حكومة دمشق وتساعدها على تقديم نفسها على أنها جهة شرعية من قبل العديد من الأطراف الإقليمية وبالتالي إنتاج نفسها من جديد وفرضها على الشعب السوري وبالتالي خنقه وتجريده من إرادته.
نعم خطوة السعودية ستزيد من مشقات الشعب السوري أكثر فأكثر، فحكومة دمشق لا تستطيع ولن تستطيع إيجاد حل لمعاناة السوريين، أو تقليص تداعيات الحرب المدمرة على حياتهم، فهي من قتل وشرد الآلاف بالبراميل والطائرات والأسلحة المحرمة دولياً.
نعم حل الأزمة السورية يمر من تكاتف جميع السوريين وعقد حوار سوري ـ سوري مع أطراف في الداخل السوري ممن تمتلك مشروع حل شامل يشمل جميع السوريين، وليس بإعادة تعويم النظام السوري الحالي؛ لأن الشعب السوري بحاجة إلى حلول حقيقية بعيدة عن تدخلات الخارج التي لم تقدم للشعب السوري بالأساس أي دعم حقيقي حتى الآن.