No Result
View All Result
المشاهدات 0
كوباني/ سلافا أحمد ـ
أشار أحد مناضلي “مقاومة كوباني”، وشاهدي الأحداث التي جرت هناك، عبد الرزاق محمد علي، أن النصر، الذي تحقق في كوباني، كان بفضل إرادة ومقاومة الكردستانيين، وأن أبناء الشعب الكردي الذين قاوموا في كوباني، فضلوا الشهادة على العيش بالذل والعبودية، وأن مقاومة كوباني وحدت كردستان بأجزائها الأربعة.
في 15 أيلول عام 2014 هاجمت مرتزقة داعش بدعم عسكري ولوجستي من دولة الاحتلال التركي، مدينة كوباني وقراها، ظناً منهم أن مصير كوباني سيكون كمصير المدن السورية، والعراقية، التي سيطرت عليها داعش، دون أي مقاومة تذكر، لكن مقاومة أبناء كوباني، ووحدات حماية المرأة والشعب، والمقاتلين الذين قدموا من أجزاء كردستان، أبهرت العالم بصمود تاريخي، لم يشهد له مثيل، أولئك الأبطال، الذين اتخذوا قرار الصمود والبقاء حتى آخر رمق من حياتهم، ودافعوا عن أرضهم وهويتهم، ورفضوا الاستسلام والخنوع، متخذين “المقاومة حياة” أساساً لتحقيق النصر.
كوباني المدينة، التي حطمت أسطورة مرتزقة “داعش” التي كانت أداة لتنفيذ مخططات تركيا، في احتلال المزيد من الأراضي السورية، والقضاء على المشروع الديمقراطي في المنطقة، فقد جابهت كوباني ارتزاق ورجس داعش، وكل من وقف خلفه بمقاومة تاريخية.
ولم يتوقع أحد في العالم أن مدينة صغيرة مثل كوباني أن تبدي كل هذه المقاومة، وتصبح رمزاً للمقاومة والصمود في العالم، مقاومة تعجز الكلمات والألسن عن وصفها، هكذا يصفها الشاهدون عليها، وبأسلحة خفيفة ومعدات بسيطة، حاربت وحدات حماية المرأة والشعب، مرتزقة داعش، التي لم تتمكن أي قوة في العالم التصدي لها، مثلت تلك المقاومة التاريخية منعطفاً سياسياً وعسكرياً حيال القضية الكردية في العالم.
المرأة الكردية مثال المرأة الحرة
وكان الدور البارز في تلك المقاومة لمقاتلات وحدات حماية المرأة، ووحدات حماية الشعب، التي حاربت ببطولة مرتزقة داعش، التي أرعبت العالم، وأحدثت هذه المقاومة وضعاً جديداً في المنطقة والعالم. وأصبحت المرأة الكردية مثالاً للمرأة الحرة والمناضلة حيث احتذت بها النساء في العالم أجمع.
وفي الأول من تشرين الثاني عام 2014، تضامنت شعوب العالم لمساندة مقاومة كوباني فخرج الملايين من المتظاهرين في مختلف الدول، وبكافة انتماءاتهم وأعراقهم وأديانهم ولغاتهم، رافعين أعلام وحدات حماية الشعب، ووحدات حماية المرأة، مرددين شعارات تندد بهجمات داعش على كوباني، ومطالبين المجتمع الدولي التدخل واتخاذ التدابير العاجلة لمساندة مقاومة كوباني التاريخية.
في ذلك اليوم أصدر منظمو التظاهرة العالمية بياناً حول جعل يوم الأول من تشرين الثاني، يوماً عالمياً للتضامن مع كوباني، وعليه خرج الملايين من الناس في مظاهرات عارمة في 30 دولة حول العالم، وذلك لتبني مقاومة كوباني، تحت شعار “الاستنفار العالمي من أجل كوباني والإنسانية ضد داعش”.
مقاومة كوباني قلبت الموازين
وفي الذكرى التاسعة لليوم العالمي للتضامن مع مقاومة كوباني؛ تحدث لصحيفتنا، أحد الشاهدين والمشاركين في المقاومة الباسلة لكوباني، عبد الرزاق محمد علي، الذي استهل حديثه: “مقاومة كوباني جاءت لتكون الرد المناسب في وجه أعتى الإرهابيين، وعلى من وقف معهم، وساندهم وأدخلهم، وأجبرتهم تلك المقاومة على التراجع والهزيمة، التي قلبت الموازين الدولية”.
ولفت محمد علي، إلى أن مقاومة كوباني أثبتت أن الكرد لن يتنازلوا عن أرضهم مهما كانت التضحيات، وأثبتوا ذلك قولاً وفعلاً، فمقاومة كوباني كانت نقطة تحول كبيرة لشعوب المنطقة، حيث أجبرت العالم بالتضامن معها، والإعلان عن يوم عالمي للتضامن العالمي معها”.
وعن الأحداث التي حدثت في كوباني، قال محمد علي: “مقاومة كوباني خلقت روحاً وإرادة عظيمة لدى الجميع. والروح الفدائية، التي كانت لدى مقاتلي وحدات حماية المرأة، والشعب في مقاومة كوباني، هي التي كسرت شوكة مرتزقة داعش”.
وأوضح: “المقاومة الباسلة، التي حصلت في كوباني، وصمودها أمام مرتزقة داعش، أفاقت ضمير شعوب العالم، فكان التضامن معها، وبعد الإعلان عن يوم التضامن العالمي مع كوباني، أُسس التحالف الدولي ضد داعش بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ومساندتها لوحدات حماية الشعب والمرأة، فبدأت عمليات التحرير في كوباني، ومناطق شمال وشرق سوريا كافة من رجس داعش”.
قصص حية لا يمكن نسيانها
وفي إحدى القصص المقاومة، التي سردها محمد علي، بأن قدم أحد المقاتلين روحه ثمناً لإيصال الطعام لرفاقه، الذين انقطع عنهم الطعام لعدة أيام، هكذا كانت الروح الرفاقية والإرادة في مقاومة كوباني، وكانت من الأسباب الأساسية لاستشهاد عشرات المقاتلين لانقطاع الماء والطعام عنهم”.
وأشار محمد علي إلى أنه كان شاهداً على دخول مجموعة من الشبان إلى المدينة دعما لمقاومتها، وكانوا من باكور كردستان، ، قاصدين كوباني للمشاركة في مقاومتها العظيمة، كنا أنا وبعض الرفاق في استقبالهم، وحين وصول المجموعة كان المساء مخيماً على المدنية، وبعد وصولهم أخذنا قسطاً من الراحة، للمشاركة في المقاومة في صباح اليوم التالي، إلا إنهم أصروا على المشاركة مباشرة في المقاومة، ونتيجة إصرارهم الدؤوب، تم السماح لهم بالذهاب لجبهات القتال في أحياء المدينة، وفي صباح اليوم التالي عندما كنا نقوم بأخذ تكميل الجبهات صدمنا باستشهاد عدد من الرفاق في تلك المجموعة”.
وتطرق محمد علي: “مدنية كوباني لا تزال هدفاً لمخططات تركيا الاحتلالية والتخريبية في المنطقة، فمنذ انطلاق ثورة 19 تموز، ودولة الاحتلال التركي تصر على احتلال مدينة كوباني، لأن كوباني هي الشريان الرئيسي الواصل بين إقليم عفرين، وإقليم الجزيرة”.
وبين: “كان لتركيا وداعش الهدف نفسه في السيطرة على المدينة، التي انطلقت منها ثورة 19 تموز في شمال وشرق سوريا، عندما تم إخراج عناصر النظام السوري من المدينة على يد أهالي المنطقة لتمتد شرارة الثورة إلى باقي المدن في شمال وشرق سوريا، فالنصر الذي تحقق في مقاومة كوباني، لما كان يتحقق لولا الإرادة والعزيمة بتحقيق النصر، فكل من جاء من مناطق كردستان المختلفة، كانوا يفضلون الشهادة، والدفاع عن كوباني، فوحدوا كردستان بدمائهم المقدسة بأجزائها الأربعة في كوباني”.
تحرير كوباني أساس الانتصارات
وبعد مقاومة دامت 134 يوما، تمكنت وحدات حماية المرأة، والشعب، من دحر مرتزقة داعش من أرجاء مدينة كوباني، والإعلان عن انهيار ما تسمى بخلافة داعش الإرهابية في كوباني، ومن ثم واصل المقاتلون الأبطال النضال والمقاومة؛ فتوجهوا بعد ذلك لتحرير صرين، وكري سبي، ومن ثم بقية المناطق، التي سيطرت عليها داعش، وصولا لآخر معاقله في الريف الشرقي لدير الزور في الباغوز، ومن هناك تم الإعلان بالقضاء على داعش جغرافيا وعسكرياً.
وأشار محمد علي: إلى أن “حلم أردوغان بالنيل من إرادة الشعوب، وتصفية الكرد، لم يتحقق لأن قلعة المقاومة كوباني أفشلت المخطط التوسعي لدولة الاحتلال التركي، وعلى الرغم من الدعم الكبير الذي قدمته تركيا لداعش، لكنها هزمت شر هزيمة، ولذلك، قام أردوغان بالهجوم على عفرين، وكري سبي، وسري كانيه، كي ينتقم لربيبته داعش، ما أدى إلى احتلال تلك المدن، حيث يرتكب جيش الاحتلال التركي ومرتزقته شتى أنواع الانتهاكات والجرائم، بحق ساكنيها، وهو يحاول جاهداً لتحقيق حلمه العثماني في المنطقة، باحتلال المزيد من الأراضي السورية وضمها للأراضي التركية”.
وأردف محمد علي: “دولة الاحتلال التركي، لم تكتفِ باحتلال تلك المناطق، حيث تهدد كل يوم بأنها ستقوم بهجمات جديدة على شمال وشرق سوريا، تحت حجج واهية حول الأمن القومي والخطر على أراضيها، والكل يعلم، ما الهدف التركي من هذه التهديدات”.
واختتم عبد الرزاق محمد علي، حديثه: “الاحتلال التركي يسعى لاقتطاع المزيد من الأراضي السورية، ويهدد الأمن والأمان والاستقرار، الذي يعيشه أبناء شمال وشرق سوريا، لكن إرادة الشعوب، التي تتخذ مبدأ الأمة الديمقراطية، وأخوة الشعوب أساساً لها، ستفشل تلك المخططات، وبتلك الروح الفدائية، التي حدثت في مقاومة كوباني، هزمنا مرتزقة داعش، وبتلك الروح المقاومة سنحرر أراضينا المغتصبة من براثن الاحتلال ومرتزقته”.
No Result
View All Result