رامان آزاد_
انتهت صلاحية شعار “المهاجرين والأنصار” الذي رفعته الحكومة التركيّة وبررت به استقبالَ اللاجئين السوريين، ونبرةُ العنصريّةُ في ارتفاع، وأضحى السوريون محلَّ الاتهام بالأزمة الاقتصاديّة، وبالتوازي معها زادت جرائمُ الاعتداءِ على السوريين وقتلهم، ولا تتوفرُ إحصائيّة لعدد الضحايا من مختلف الفئات العمريّة، وانتهى العمل على سياسة الحدود المفتوحة، بإقامة سورٍ إسمنتيّ عالٍ على طول الحدودِ مزوّدٍ بأبراج وأجهزة المراقبة، وأُصدرتِ التعليماتُ لحرسِ الحدودِ بإطلاقِ النار على كلِّ من يقتربِ من الحدودِ، واحتل الجيش التركيّ مناطق سوريّة يُمارسُ القتل فيها بذريعة الأمن القوميّ.
كشفت سلسلة حوادث الاعتداء في الفترة الأخيرة في تركيا تبلور نزعةٍ عنصريّةٍ ضد العرب وبخاصةٍ السوريين، وإن بدت ظاهراً حوادث فرديّة وشجارات عابرة، لكن تكررت وتحولت لموجة عارمة تجتاح مواقعَ التواصل الافتراضي، وأصبح الخطاب المعادي للاجئين السوريين وبقائهم في تركيا معتاداً، لتردّ الحكومة بأنّ إعادتهم إلى بلادهم مسألة وقت، واتسع الخطابُ ليشملَ المقيمين والسيّاح العرب، لدرجة الخشية من التحدثِ باللغة العربيّة في الأماكن والمواصلات العامة. وتعمدت الحكومة تجاهل موجة العنصريّة والتحريض على الكراهية، لتخفيف ضغطِ الانتقادِ عليها.
شكّلت جولة إعادة الانتخابات الرئاسيّة في أيار محطة مفصليّة في ملف «العنصريّة الجديدة» بتركيا، وانتشرت سريعاً عبر منصات التواصل الافتراضي مشاهد الاعتداء وإهانة العرب وبلغت حدّ جرائم القتل. واستخدمت المعارضة العلمانيّة والقوميّة المتشددة، ملف اللاجئين كعاملِ ضغط بوجه الحزب الحاكم ووظفتها في المعركة الانتخابيّة بالتوازي مع الأزمةِ الاقتصاديّةِ. فيما سعى الحزب الحاكم لانتزاع ملف اللاجئين من يد المعارضة عبر سلسلة إجراءات حكوميّة عقب الانتخابات، تمثّلت بحملات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين ومخالفي شروط الإقامة. ومع تقاعسها عن إصدار قرارات حازمة تحدُّ من العنصريّة، يُطرح السؤال هل مازالت تركيا بلداً آمناً للسوريين والعرب؟
جرائم قتل استهدفت لاجئين السوريين
قُتل الأربعاء 11/10/2023 الشاب السوريّ أحمد محمود الصغير من مدينة حلب بالرصاص على يد مواطن تركيّ أثناء عودته من عمله إلى المنزل في منطقة دوز تبة بولاية عينتاب، واستقرت الرصاصة أسفل رأسه، ولم تُجدِ محاولة إسعافه إلى المشفى، فيما لم تعرف أسباب إطلاق النار. والضحية متزوج وأب لطفلةٍ وحيدةٍ.
18/9/2023 قتل الشاب السوريّ أحمد مدراتي على يد تركيّ في مكان عمله بمحلٍ لبيع الموبايلات بولاية أضنة التركيّة. وسببُ القتل عدم دفعه “خوة” للعصابة التي ارتكبت جريمة القتل، والشاب الضحية متزوج ولديه طفل وزوجته حامل.
وفي حادث آخر، ذكرت صحيفة “جمهوريات” التركيّة، أنّ الشاب السوريّ “عمار طبوش” قُتل على يدِ صاحب عمله “باكير.ج” بعد رفض الأخير دفع مستحقات سابقة تُقدّر بألف ليرة تركية، يوم السبت 16/9/2023. فقد طالب الشاب بمستحقاته فنشب جدال لفظيّ بينهما، أطلق على إثره “باكير.ج” النار عليه ليفارق الحياة.