No Result
View All Result
المشاهدات 0
محمد إيبش_
مع بداية الألفية الثانية والتحوّلات التي طرأت على المنظومة العالميّة، ومن خلالها تحوّل دور الولايات المتحدة الأمريكية من شرطي للعالم، إلى شركات عالمية عابرة للقارات، وسياسة هذه الشركات لا يهمها من يموت أو يعيش، ولكن المهم أن تربح وفي ظل هذه السياسة نُفذَتْ المؤامرة الدولية بحق القائد أوجلان نظراً لأطرَوحاته فيما يتعلق بقضايا الحرية والديمقراطية والدولة القومية وأمراضها محللاً بذلك بنية نظام الهيمنة العالمية، وأين تكمن نقاط ضعفها وعلى أساس هذا التحليل وضع لنفسه برنامج عمل لتحقيق هدف لم يحققه الذين سبقوه من قادة الكرد الذين قاموا بثورات ذات طابع كلاسيكي، هذا هو الواقع لو تابعنا مراحل تطور حزب العمال الكردستاني وما حققه من قفزات نوعيّة على الصعيد التنظيمي والعسكري، في ظل الأوضاع التي كانت تمر بها تركيا والمنطقة كانت بمثابة رد الروح إلى جسد ميت وهذا يؤكد على ديناميكية الحزب وقائده. لذلك فالمؤامرة لم تأتِ من الفراغ، بل أتت نتيجة متابعة لمراحل تطور حركة حرية كردستان، والتي بدأت بشخص القائد أوجلان هكذا وأن استطاع القائد بتغيير المعادلة التي كان العالم بعدم وجود قضية الشعب الكردي كما أقروها في لوزان في 24 تموز 1923، فجاءت المؤامرة نتيجة امتداد الحركة إلى الأجزاء الأربعة، ناهيك عن وجودهم القوي في عدد من الدول الأوروبية.
وقد توصلوا إلى قناعة بأنهم غير قادرين على احتواء هذه الحركة لذلك تحالفت قوى الهيمنة العالمية في سبيل القضاء على هذه الحركة ظناً منهم بأنهم إذا استطاعوا اعتقال القائد عبد الله أوجلان أو اغتياله سيتمكنون من تصفية الحركة، ولكن وجدوا العكس، وذلك بعد وصوله إلى روما ورغم ذلك ظلت الأطراف المتآمرة مستمرة في سياستها، لحين اعتقاله في نيروبي، وتسليمه إلى الدولة التركية ووضعه في سجن جزيرة إيمرالي بهدف إبعاده عن الحزب والشعب.
استطاع المفكر عبد الله أوجلان أن يجعل من سجن جزيرة إيمرالي، مركزاً للبحث والدراسات، وقيامه بتشخيص الوضع العالمي والإقليمي والمحلي معتمداً على التحليل العلمي للتاريخ، ومراحل تطور الأنظمة المتعاقبة عبر التاريخ بدءاً من دولة السومريين ووصولاً إلى النظام الرأسمالي، وحدد في تحليلاته مكامن الضعف وبالرغم من أن عمر الدولة قد تجاوز الـ 5000 عام، إلا أن الأنظمة التي تدير شؤون تلك الدول لا تمثل إرادة المجتمعات ولا تطلعاتهم، وخاصةً المرأة والشبيبة، فلقد وجد النظام العالمي أنه أمام نظام بديل وهذا ما يهدد مصالحه، لذلك فالصراع القائم هو الصراع بين مشروعين مشروع الحداثة الرأسمالية ومشروع الحداثة الديمقراطية، لأن مساعي الأول هو خلق الفوضى عبر تجزئة المجزأ، بينما المشروع الثاني هو توحيد المجزأ عبر نظام كونفدرالية الشرق الأوسط من خلال حل القضية الكردية وقضية بقية الشعوب عبر طرح مشروع الأمة الديمقراطية على عكس المشروع الأوّل الذي يعتمد على الأنظمة الحاكمة في المنطقة والتي تشكلت وفق مصالح قوى الهيمنة العالمية وتحوّلت إلى أداة قمع للشعوب وإبعادهم عن السياسة وبالتالي إبعادهم عن ذاكرتهم الأخلاقية فالمفكر عبد الله أوجلان يقول تعتبر السياسة الذاكرة الأخلاقية للشعوب وعندما يبتعد أي مجتمع من ذاكرته الأخلاقية فمصيره الإبادة.
ومن هنا علينا أن نوضح للشعوب التواقة للحرية والديمقراطية أن العزلة المفروضة على القائد الأممي والمفكر عبد الله أوجلان ليس النظام التركي وحده من يقف خلفها بل النظام العالمي الذي يسعى إلى رسم خارطة جديدة بما يتوافق مع مصالحه أولاً وأخيراً، لذلك علينا أن نكسر جدار العزلة عن طريق نشر فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان وحشد أكبر عدد من القوى والمؤسسات التي تناهض هذه السياسات البعيدة عن الأخلاق والعدالة والقانون، ومن هنا المعني الأول برفع وتيرة النضال هي المرأة والشبيبة، وجميع عشاق الحرية التي تستعيد كرامة الإنسان وحريته الفكرية، وأن لا ينغروا بما يروّج له النظام العالمي، فصناديق الانتخابات لا تمثّل الديمقراطية ما لم تكون هناك إدارات ذاتية لتدير الشعوب شؤونها بنفسها، الولايات المتحدة الأمريكية لن تسمح بإقامة نظام ديمقراطي في أي بقعة من العالم لأنها تستمد قوتها من قوانينها، وهيكلية نظامها الديمقراطي، وببساطة لو كانت تريد ذلك لأيدت المباحثات بين المفكر عبد الله أوجلان والدولة التركية، على العكس تماماً هي من رفضت خارطة الحل التي قدمها القائد للدولة التركية لحل الأزمة التي تعاني منها تركيا والمنطقة على حدٍ سواء، لأن كف الدولة التركية عن شن الهجمات على حزب العمال الكردستاني يعني نجاح مشروع الأمة الديمقراطية، وهذا لا تقبله الحداثة الرأسمالية، وفي الختام هم من يقفون خلف استمرار العزلة.
No Result
View All Result