No Result
View All Result
المشاهدات 4
هيفيدار خالد –
خريجات جامعة روج آفا ميراث مسري خان خسروي عنوان خبر نُشِر على وكالة أنباء هاوار في قسم المرأة. لفت عنوان الخبر انتباهي وأنا اتصفح مواقع الأخبار أبحث عن موضوع ومعلومة جديدة أو خبر ملفت للنظر كعادتي كل يوم. قرأتُ الخبر من العنوان إلى أخر جملة مكتوبة فيه. لفت انتباهي في الخبر الكثير من المعلومات، إلا أن المعلومة التي لفتت انتباهي بشكل أكثر وتركت أثراً كبيراً في ذهني، المرأة الكردية التي أخذت دورها في التعليم ولأول مرة في التاريخ ألا وهي مسري خان خسروي. على الرغم من بحثي الواسع عن تاريخ النساء اللواتي لعبنَ دوراً كبيراً في التاريخ وبشكل خاص في التعليم والأدب الكردي، لأنني واثقة من أن الوعي التاريخي مهم بالنسبة لنا نحن النساء ومعرفة تاريخنا خطوة فريدة لتطوير نضالنا وذواتنا، إلا أنني لم أكن قد سمعت أو قرأت عن امرأة كردية درست الأدب الكردي في التاريخ.
يُعتبر التعليم بالنسبة للإنسان عامةً وللمرأة بشكل خاص الخطوة الأولى والأساسية، وحتى إننا نستطيع القول الأهم للتحرر الفكري والثقافي باعتباره الأم والمعلمة الأولى في الأسرة بالإضافة للعب دورها البارز والبناء في تنمية المجتمع الإنساني والنهوض به. فالمرأة هي الحقيقة الأولى والتي لعبت الدور الأهم في وضع الجزء الأكبر من اللبنات الأساسية في المجتمع. ونرى بأن المرأة منذ بداية تاريخ الإنسانية وحتى يومنا هذا لعبت دوراً كبيراً في بناء المجتمع والرقي به، إلا أنها لم تنل مكانتها التعليمية التي تستحقها نتيجة النظرة الدونية لها والناتجة عن الذهنية الذكورية وأنها لا تستطيع فعل أي شيء بدون الرجل وحُرِمت العديد من حقوقها في الحياة. على الرغم من كل هذه الممارسات بحقها، تمكنت أول امرأة كردية في التاريخ أن تأخذ دورها في التعليم وتدون اسمها في التاريخ، وهي المعلمة الكردية للغة والأدب الكردي مسري خان خسروي، التي تم تعيينها في أول جمهورية كردية “جمهورية مهاباد” من قِبل قاضي محمد رئيس جهورية مهاباد، ودرست اللغة والأدب الكردي في مدرسة قلعة “سردار” بمدينة بوكان القريبة من مهاباد بشرق كردستان، وتوفيت مسري خان قبل أشهر عن عمر ناهز ستة وثمانين عاماً، وهي من مدينة بوكان وذلك بعد أن سطّرت اسمها في تاريخ الأدب الكردي بتعليم المئات من الطلبة الكرد لتترك ميراثاً لمئات الأجيال القادمة من بعدها. وخريجات جامعة روج آفا اليوم ميراث مسري خان خسروي الكردية التي أصبحت الهوية الأدبية والثقافية لهن. اليوم وبعد أن حُرِم الكرد من التعليم بلغتهم نتيجة سياسات الأنظمة القمعية خلال السنوات الماضية، ولم يستطعن ممارسة حقوقهن والتعلم بلغتهن بالإضافة إلى تهميش دور المرأة في التعليم، ومن خلال افتتاح الجامعات في روج آفا وشمال سوريا بات الكرد والمرأة الكردية على وجه الخصوص يستطعن تحقيق حلمهن الذي أصبح واقعاً قائماً بفضل جهود خيرة أبناء وبنات هذا الوطن، الذين سطروا الملاحم لتحقيق الفرصة الذهبية ومستقبل أجمل للجميع.
No Result
View All Result