سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

فنانات: لا أحد يمكنه التعبير عن قضايا النساء سوى المرأة ذاتها

فنانات تشكيليات فلسطينيات تحاكين من خلال معرضٍ فني واقع وتاريخ قطاع غزة، وتبرزن دور المرأة في كافة المجالات.
جسدت 24 فنانة تشكيلية واقع وتاريخ قطاع غزة ومعالمه الأثرية، وأبرزن من خلال لوحاتهن دور المرأة الفلسطينية في المجتمع، موثقات آثار الحرب عليها ومعاناتها في المخيمات.
تحت عنوان “شظايا المدينة” أقامت فنانات تشكيليات الثلاثاء 11تموز/ يوليو معرضاً فنياً يحاكي واقع مدينة غزة ما بين الماضي والحاضر وتبرزن معالمها الأثرية عبر تقنية الحفر والطباعة، مسلطات الضوء على آثار الحرب على النساء ومشاركتهن الفاعلة في كافة المجالات.
وعلى هامش المعرض قالت ألاء الجعبري إحدى القائمات على المعرض “هذه الجهود أخذت ثلاثة أشهر من التدريبات المكثفة، وضم المعرض أكثر من 100 عمل فني صمم بتقنية الحفر والطباعة اليدوية وكل لوحة فنية تجسد إيحاءً محدداً”، لافتةً إلى أن هذا الفن غريب ونادر وتم تنفيذه في قطاع غزة لأول مرة مما أثار دهشة الزوار بالتفاصيل والدقة. وأوضحت أنها تعمل في مجال الرسم والتصميم وتهوى الفنون منذ طفولتها “أعمل على تحويل لوحاتي بألوانها وتفاصيلها لرسالة إنسانية فنية تحمل كل المعاني والمصطلحات، وانتقلت من الرسم اليدوي إلى الرسم الرقمي حتى أجعل رسالتي عالمية”، مشيرةً إلى أنها تطمح لنقل الحقيقة بطريقة فنية للعالم أجمع، كما وتسعى لتطوير مهاراتها وموهبتها في الرسم بأنماط مختلفة غير تقليدية.
من خلال لوحاتها الأربعة سلطت الفنانة التشكيلية بيان أبو نحلة الضوء على أوضاع المرأة الفلسطينية في المخيمات خاصةً في الأزمات والحروب والحصار الذي تعيشه والقيود التي تفرض عليها وإجبارها على العيش ضمن دائرة مغلقة وصغيرة ومكتظة بالسكان “استطعت إبراز المشكلة التي تعاني منها نساء مخيم “يبنا” بناءً تجربة عشتها”.
وأكدت على أن الفنون التشكيلية القديمة تمكنت من إبراز عدة قضايا مجتمعية هامة على رأسها واقع النساء ومعاناتهن، مضيفةً أنها مهتمة بالرسم الورقي والتقنيات اليدوية وأن لها العديد من التجارب في فن الكومكس والديجتال آرت، وتستخدم الفن كأداة لتوثيق اليوميات كأسلوب لفهم الذات وطريقة دمج الفن في حياتها الشبه اعتيادية، وعرضت معظم أعمالها في داخل وخارج القطاع.
وبدورها لفتت الفنانة التشكيلية آلاء الشوا من خلال لوحاتها إلى دور النساء في القطاع الزراعي ومشاركتهن الفاعلة منذ الأزل، كما بينت أهمية مشاركة المرأة في الحياة الاجتماعية “بالفعل نحن نحتاج أدوات جديدة لإظهار إسهامات النساء وإبداعهن ولاسيما أن فن الحفر والطباعة اليدوية عبر عن العديد من القضايا والمواضيع بأسلوب يحاكي العصر والواقع بطريقة سلسة ومباشرة”، مشيرةً إلى أن لوحاتها الثلاثة استغرقت ثلاثة أسابيع لإنجازها نظراً لأن الفن عبر تقنية الحفر والطباعة اليدوية يحتاج إلى الدقة والتركيز.
وأوضحت أنه بإمكان الفتيات التعبير عن مشاكلهن ومعاناتهن من خلال توظيف الفنون التشكيلية بطريقة صحيحة “لا أحد يمكنه التعبير عن قضايا النساء سوى المرأة ذاتها فهي تدرك حجم الواقعة على مثيلاتها”.
في السياق ذاته لفتت تغريد حجازي من خلال أعمالها الفنية إلى أن المرأة الفلسطينية جزء لا يتجزأ من التاريخ والآثار في فلسطين ككل، وأنها الفئة الأكثر تضرراً في الحروب والنكبات “تتمتع الفلسطينيات بقوة الشخصية وجبل المحامل ورمز للصمود وأثبتت ذلك من خلال مشاركتها الفاعلة في الميدان العام وصولاً لتحقيق طموحها مهما كلفها الثمن”، معبرةً عن امتنانها لخوضها هذه التجربة الشيقة والنوعية لإضفائها الكثير من المعلومات والخبرة في توظيف الفن بأسلوب يحاكي الواقع ويجسد الحقيقة.
صفاء العايدي شاركت في المعرض بعمل فني لصورة الفنانة التشكيلية المشهورة فريدا كاهلو في المكسيك والتي تعتبر بطلة الفنون كونها عبرت عن معاناتها وتجربتها الشخصية المريرة من خلال الفن “لقد كانت لوحاتها واقعية وواضحة ويستوعب الجمهور رسالتها بشكل مباشر”، لافتة إلى أن اللوحة تم إنجازها في غضون 18 ساعة.
وكالة أبناء المرأة