سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

صناعة دبس البندورة في الرقة والطبقة ودير الزور تراث واكتفاء ذاتي

الرقة/ حسين علي ـ

تعتبر صناعة الدبس من الصناعات الغذائية الهامة في منطقة حوض الفرات، وخاصةً في الرقة والطبقة ودير الزور، حيث تشتهر بإنتاج دبس الرمان والتمر والعنب والبندورة.
وتعتبر صناعة دبس البندورة من الصناعات القديمة التي عرفتها البشرية، حيث كانت تستخدم البندورة المجففة لصناعة الدبس منها، فتقطف ثمارها في فصل الصيف، وتترك لتجف تحت أشعة الشمس، ومن ثم تُنزع البذور وتوضع في قِدر على النار بإضافة كمية من الماء إليها، مع استمرارية تقليبها، حتى تصبح لزجة للدرجة المطلوبة، لِتُسكب فيما بعد في أوانٍ مُسطحة وكبيرة، وتوضع تحت أشعة الشمس في أماكن بعيدة عن متناول الأطفال، حتى تصبح جاهزة للمؤونة.
كيفيّة صنع دبس البندورة
وعن ذلك، قالت “مريم العلي“، من ريف الرقة لصحيفتنا: “نخصص قطعة من الأرض لزراعة خضروات المنزل ومنها البندورة، إلى أن تنضج، لنقوم بقطافها وعصرها باليدين، ومن ثم بتنقيتها ووضعها في صياني على أسطح المنازل حتى تلجن، أي “تصبح سميكة”، وفيما بعد نضعها داخل أكواب كبيرة “بيدونات” كمونة للشتاء”.
وفي الوقت الحالي، أصبح هناك مصانع خاصة لصناعة دبس البندورة في حوض الفرات، فيما يفضل غالبية قاطني المنطقة، عصرها عن طريق الآلات، تحت إشرافهم، لعدم اختلاطها بشوائب، أو بذور، ويتميز دبس البندورة بفوائد صحيّة كثيرة، حيث يحتوي على نسبة عالية من “اللايكوبين”، الذي يعتبر مضاداً للأكسدة، ويساعد في الوقاية من بعض أنواع السرطان، كما يحتوي على فيتامينات ومعادن مفيدة للجسم، ويطبخ غالباً مع اللحوم والمحاشي، ويعتبر بلونه الأحمر كصلصة للبيتزا والمعكرونة والشاورما والبرغر والكثير من الأطباق الأخرى. وبدوره قال بائع الخضرة محمد الخلف: “هناك إقبال كبير في هذه السنة على شراء البندورة، لصناعة الدبس منها”.
 وأضاف: “وتختلف أسعارها حسب جودتها، فيقصدها الأهالي لجودة ونوعية الدبس الذي يرغبون بصناعته، ناهيك عن فرق الأسعار بين الدبس المحلي الطبيعي والدبس المُصنع في المعامل”.
يشار إلى أن صناعة دبس البندورة في حوض الفرات تُعدُّ من الصناعات الهامة التي تعتمد عليها العديد من الأُسر، لتحسين دخلها، فمنهم من يستفيد من بيعها، ومنهم من يُخزنها كمؤونة للشتاء، كما وتعتبر من أهم الصناعات التقليدية المتوارثة في الريف وحتى المدينة، كما إنها تُعدُّ اكتفاءً ذاتياً، ودعماً لاقتصاد شعوب مناطق شمال وشرق سوريا.