محمد بيرم: مُحاصرة المدنيين جريمة بحق الإنسانيّة

الشهباء/ فريدة عمر –

شجب مسؤول حزب سوريا المستقبل لعفرين والشهباء محمد بيرم، ما تقوم به حكومة دمشق تجاه مقاطعة الشهباء، وحيي الشيخ مقصود والأشرفية، مؤكداً أنَها تصب في مخطط كسر إرادة الشعب، وأشار إلى أن المجتمع الدولي مشارك فيما يحدث.

تتعمّد حكومة دمشق ممارسة أساليب التضييق على الأهالي القاطنين في مقاطعة الشهباء وحيي الشيخ مقصود والأشرفية، وغالبيتهم من مهجَري عفرين الذي هُجِروا قسراً من ديارهم، نتيجة الاحتلال التركي في 18 آذار من عام 2018، وذلك عبر عدة أساليب جميعها تصب في مخطط كسر إرادة الشعب، ودفعهم نحو التشريد والتهجير مرةً أخرى، ما يؤكد أن سياساتها تتوافق مع سياسة المحتل التركي الذي يرتكب الانتهاكات والجرائم بحق أهالي المناطق المحتلة من الأراضي السوريّة.

حصار حكومة دمشق يُزيدُ المعاناة

حول ذلك، التقت صحيفتنا، بمسؤول حزب سوريا المستقبل لعفرين والشهباء، محمد بيرم، وحول حصار حكومة دمشق تجاه أهالي الشهباء وحيي الشيخ مقصود والأشرفية، حدثنا: “إنَ الأهالي القاطنين في الشهباء وحيي الشيخ مقصود والأشرفية، مواطنين سوريين قبل كل شيء، وهذه المناطق جزء لا يتجزأ من الأراضي السوريّة، وتحديداً القسم الأكبر من ساكنيها هم من مُهجرَي عفرين، الذين هُجِّروا نتيجة احتلال عفرين، ووحشية المحتل التركي ومرتزقته، وعانوا ظروف التهجير القسري، والمحتل التركي يرتكب بشكلٍ يومي جرائم لا أخلاقية في عفرين، من نهب وسرقة جميع ممتلكاتهم، واختطاف واغتصاب وغيرها من الانتهاكات، وكان على حكومة دمشق أن تأخذ هذا الوضع بعين الاعتبار، وتُقدّم الدعم لقاطني هذه المناطق، إلا أنها تتعمّد الحصار لتزيد من معاناتهم”.

وأشار بيرم: إلى إن “سياسة الحصار التي تتبعها حكومة دمشق بحق المدنيين في الشهباء وحيي الشيخ مقصود والأشرفية، تزيد من الصعوبات، وتعرّض المنطقة للمزيد من الهجمات التركيّة، حيث تتعمد حكومة دمشق محاصرة الشهباء للتضييق على مُهجري عفرين هناك، وتمنع دخول المواد إليها، ما يفتح المجال أمام وقوع كوارث إنسانية في جميع المجالات الخدمية والصحية والتعليمية، والحصار عمل منافي لجميع القيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية والقوانين الدوليّة، فمحاصرة المدنيين يُعتبر جريمة بكل المقاييس، ويندرج في لائحة جرائم الحرب ضد الإنسانية”.

المجتمع الدولي مسؤول عمّا يحدث

وانتقد بيرم، صمت المجتمع الدولي حيال ما يحدث، فقال: “إنَ ما يحدث من انتهاكات وجرائم بحق المدنيين العُزّل بكافة أشكالها، وأينما كان انتهاك صارخ للقرارات الدوليّة، وبخاصةٍ أن ما يحدث يجري تحت أنظار العالم أجمع، لكن حتى اللحظة هناك صمت دولي مُخزِ، والمنظمات والجهات المعنية تغض الطرف عن كل ما يحدث في تلك المناطق، وهذا يدل بشكلٍ علني وواضح على شراكة المجتمع الدولي بالتواطؤ في سياسة إبادة الشعوب، بدلاً من القيام بواجبها الإنساني والأخلاقي تجاه المدنيين في الشهباء وحيي الشيخ مقصود والأشرفية”.

وأكَد بيرم: إن “حل الأزمة السوريّة يكمن في الحوار الجاد بين السوريين، وعلى الجميع العمل من أجل تحقيق مصلحة الشعب السوري، وإيجاد الحل للأزمة السوريّة بالطرق السياسية والسلمية، ولكن يبدو أن هناك من يعمل على إطالة عمر الأزمة في سوريا، لتحقيق مصالحه وعلى حساب دماء مئات الألوف من السوريين، لأنهم هم الذين تسببوا في زيادة حدة الصراع ودمار سوريا، وكلنا نعلم بأن ما تسمى بالثورة السوريّة خرجت عن مسارها الحقيقي لعدم وجود شخصيات ثورية حقيقة تقود هذه الثورة، ولأنها تبنت المصالح الشخصية فقط”.

واختتم محمد بيرم حديثه بالقول: “نحن السوريين أولى بإيجاد الحلول للأزمة السوريّة، وكما قلت سابقاً الحل يكمن بالحوار والبحث عن الحل الجذري، والاستجابة لمتطلبات السوريين، وليس الانجرار وراء القوى الخارجية التي لا يهمها سوى تحقيق مصالحها، نحن مع أي تقدّم في سبيل حل الأزمة في سوريا، شريطة أن تكون في خدمة الشعب السوري، وشعوب المنطقة بكل مذاهبهم وأديانهم، لذلك على جميع القوى والأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية، المُضي قُدماً لإيجاد الحل، وبناء سورية تعددية ديمقراطية لا مركزية”.

ومن الجدير ذكره، بأنَه ومنذ شهر آب من العام المنصرم، شددت حكومة دمشق الحصار على مقاطعة الشهباء، وحيي الشيخ مقصود والأشرفية، ومنعت بشكلٍ كلي دخول المواد إليها، ما تسبب بخلق العديد من المشاكل منها انقطاع تام للكهرباء والمياه، وتوقف الأعمال الخدميّة والصحيّة.