No Result
View All Result
المشاهدات 2
عين عيسى/ حسام إسماعيل ـ
بآهاتٍ وتنهدات… تخترق من خلالها ذكرياتها الجميلة لتصل الى مرحلة الشباب عندما كانت تصحبها والدتها إلى “الوشامة” لرسم عدد منها في مناطق عدة من الوجه تُعبّر من خلالها عن الجمال، وتتباهى به أمام صديقاتها ويملؤها فخراً واعتزازاً.
المُسنّة رابعة محمد علي تقطن مخيم مهجري كري سبي، سبق أن أجرت صحيفتنا لقاء معها “في وقتٍ سابق” دار حول معرض للتراث أُقيم بالمخيم، وتحدثت من خلاله عن أهمية التمسك بالتاريخ الحضاري، والعادات والتقاليد لارتباطها بالهوية الثقافية والحضارية لشعوب المنطقة، يتجدد الحديث هذه المرة عن الوشم الذي يرتسم بفخرٍ على وجهها الشامخ الذي يملأه العنفوان والشموخ الممزوج بروح المقاومة لتحرير الأرض والعودة إلى الديار بعد تحريرها.
رسومات مُذهِلة
ويُعرف الوشم بأنه علامات أو رموز أو رسومات، تُرسم على منطقة مختارة من الجسد ذات اسم معين، ثم تُرش بمادة “النيلج”، وأهل الفرات أطلقوا على الوشم اسم “الدك”، وأسموا المادة التي تُذَر على مكان الوشم لإظهار الرسوم “الغنج”. لا تذكر المُسنة رابعة متى رسمت الوشم على وجهها، لكنها تؤكد بأنه كان في عمر الرابعة أو الخامسة عشر أي قبل زواجها ببضع سنوات قليلة إذ تزوجت في عمرٍ مبكر.
وتتذكر أنه في ذلك الوقت طلبت من “الوشامة” أن ترسم لها وشم “الرثامية” و”الرواك” على وجهها، وهما من أشهر أنواع الوشم المعروفة، فالأول يدل على جمال البنت والثاني يدل على نسبها الطيب، وتتذكر بأنها تألمت كثيراً، حيث إنه كان من الطبيعي أن يتورم مكان الوشم ويستمر ذلك عدة أيام، ليظهر أخيراً الوشم كما رسمته “الوشامة” وبلونه الأخضر المعروف، حيث شعرت بالسعادة والسرور وهي تستمع لأغنية شعبية أو بيت شعر شعبي يذكر وشم “الرثامية” أو “الرواك”.
ولا يقتصر الدق أو الوشم بحسب المسنة على النساء بل يشمل الرجال أيضاً، حيث كانوا يوشمون لأسباب عدة منها لاعتقادات ومنها كعلاج من مرض ما، أو لإبعاد العين الشريرة الحاسدة، وتؤكد بأن حالات الوشم للرجال قليلة إذا ما قورنت بالإناث لغرض الزينة والتجميل.

أماكن ودلالات الوشم
وعن أماكن الوشم تُشير المُسنة “رابعة محمد علي” إلى أنها تتركز في “الساقين، والرسغين، والصدر، وظاهر الكفين، والساعدين، والجبهة، والأنف ومن ألوانها الأزرق، والأخضر، والأسود، واللون الأسود نادر نوعاً ما، وذلك بسبب حاجته إلى تقنية عالية.
وعن دلالاتها تقول المُسنّة بأنها كانت تسمع من الأمهات والجدات بأن الوشوم توقف الممارسات الشريرة من قبل الحساد، فهو على الأغلب يُمثل دق الرثامية بينما هنالك وشم آخر وهو وشم الفم، ويسمى اللجام ويدل على أن المرأة ساكتة ومؤدبة لا تقول إلا الحكمة وهي ملجومة عن الخطأ، في حين أن وشم الحنك ويسمونه “الرواك” وهو رسم يأخذ بأطراف الذقن بشكل سلسلة، وهو يدل على أن هذه المرأة لها “مربط” أصيل كمرابط الخيول الأصيلة، ومفردة “المربط” تعني النسب والأصل الطيب.
No Result
View All Result