النساء الإيزيديات: عامنا سيكتمل بتحرر الإيزيديات المعتقلات لدى داعش

قامشلو/ دعاء يوسف –

تمر على المجتمع الإيزيدي هذه الأيام أعياد الأربعاء الأحمر، متمثلة برأس السنة الإيزيدية، التي تزهو فيها الأفراح، وتقام الليالي الملاح، مع تغيير الأرض زينتها في الربيع المشرق المزهر بالبنفسج، وبشقائق النعمان، فيحتفل الشعب الإيزيدي بأعيادهم القومية، والدينية؛ ليثبتوا للعالم أجمع، أن فكر الإرهاب والرعب الداعشي، قد ولى، ولا يستطيع كسر رغباتهم في العيش بسلام، فراحت وحدات المرأة ـ شنكال YJS حاملة مشاعل الأعياد، مستذكرات شهداء مجزرة شنكال، التي ارتكبها داعش في تلك الآونة.

عن عمر يناهز الثمانين عاماً، احتفلت الجدة “زهرة حسن إبراهيم” مع أبناء شعبها، برأس السنة الإيزيدية -عيد الأربعاء الأحمر- فتصفق سعيدة تارة، وتوزع البيض الملون على الأطفال تارة أخرى، فها هي اليوم تمارس طقوسها، وشعائرها الدينية بكل حرية، بوجهها المبتسم، وزيها الفلكلوري التراثي.

وبهذا المعنى أثبتت المرأة الإيزيدية في عيدها، أنها قادرة على إدارة مجتمعها، والوقوف ضد المحاولات؛ لإنهاء وجود المجتمع الإيزيدي، بتلك القوة والعزيمة التي حملتها ضفائر الجدات، وتوارثتها الأجيال، وقفت المرأة الإيزيدية درعاً ضد محاولات الاحتلال، ومحو تاريخ الإيزيديين.

وقد تعرض الشعب الإيزيدي عبر تاريخه لـ 74 فرماناً من أعداء الشعب الكردي، وعلى رأسهم الدولة العثمانية، وخليفتها الدولة التركية، وكان للمرأة الدور الكبير في الوقوف ضد هذه الفرمانات، والمخططات، التي حيكت ضد شعب مسالم على أرضه منذ آلاف السنين، وآخر هذه الفرمانات “مجزرة شنكال في الثالث من آب 2014م، التي نفذتها مرتزقة داعش”.

شنكال جرح مازال نازفاً

وبالرغم من أجواء الاحتفالات، التي عاشها الشعب الإيزيدي، فلم ينس ما جرى له، فبقيت صور مجزرة شنكال عالقة في ذهنه، وبذلك قالت الجدة زهرة: “نعيش اليوم تحت راية الإدارة الذاتية، ونمارس طقوسنا بحرية، وقد جاءت الشعوب لتشاركنا هذا العيد، وبالرغم من تلك الحرية، ما زالت احتفالاتنا حزينة في تذكر جرائم مرتزقة داعش”.

وهم لم ينسوا ما حدث في جرائم الإبادة، لكنهم يبقون محتفلين، بأعيادهم التي تثبت هويتهم، ووجودهم على هذه الأرض، ومتفائلين بأعياد العام القادم بانضمام الأسيرات، والمختطفات عند مرتزقة داعش إلى مراسم الاحتفال بالأعياد الوطنية لهم في الأعوام القادمة.

واختتمت الجدة زهرة الحسن حديثها: “بروح الشهيدات وعزيمة الحفيدات، التي حملنَّ روح المقاومة سنستمر حتى تتحرر المعتقلات، لكن هناك غصة في حلوقنا، إذ لاتزال العديد من النساء في قبضة مرتزقة داعش، وهذا يبين مدى التحدي الكبير، الذي نعيشه، فهؤلاء اللواتي في قبضة المرتزقة، ويعانين ظروفاً لا يمكن تصورها، أمهاتهن، وشقيقاتهن ينتظرن لحظة تحررهن، وعودتهن للعيش معهن”.

من ضحية للإرهاب إلى قوة رادعه له

واستذكرت الشابة “جين سيدو” هجوم مرتزقة داعش على شنكال بعد انسحاب البيشمركة من نقاطها، لترتكب المرتزقة أبشع الجرائم بحق أهالي شنكال، وقتلوا واختطفوا الآلاف من الإيزيديين: “لم تصمت المرأة الإيزيدية على الجرائم المرتكبة، بل نظمت صفوفها، وانتقمت للمختطفات، وللشهداء، فشكلت وحدات YJS التي حملت على عاتقها الثأر من مرتزقة داعش، وشاركت المقاتلات في الحملات التي دارت ضد المرتزقة، وكان لهنًّ دور في تحرير القرى الإيزيدية من مرتزقة داعش، وتحرير العشرات من المختطفات”.

وتابعت جين حديثها عن المعتقلات والأسيرات: “لقد عاهدنا أنفسنا ألا تتكرر هذه المجزرة، وهذا الظلم بحقنا، فكل دين له الحق بممارسة حقوقه، وشعائره الدينية، وهذه المجزرة كانت الصفعة المؤلمة، التي أيقظتنا لندافع عن حقوقنا ولن تتكرر، وبأراداتنا، وقوتنا سنحرر نساءنا من أيدي المرتزقة”.

كما أهدت جين هذا العيد للنساء الإيزيديات، اللواتي، يقاتلن بجانب قوات سوريا الديمقراطية، وشاركن بالعديد من الحملات، كحملة تحرير الرقة من مرتزقة داعش، ليهدين هذا النصر لعموم شعب شنكال، واختتمت جين: “سنبقى نحارب، ونقف في وجه كل محتل، يسعى لهدم ما بنيناه، ونعاهد في هذا العيد المعتقلات، أننا سنواصل النضال، ونحارب الإرهاب، حتى نحرر المختطفات كلها”.