قامشلو/ علي خضيرـ
عقب انتهاء الفصل الدراسي الأول في جامعة روج آفا بتاريخ 10/2/2023، تم تقييم أبرز التحديات، والصعوبات التي واجهت الطلاب، والتسهيلات التي قدمت لاجتيازها، إضافةً إلى الخطط المقترحة، من قبل الإداريين، والكادر التدريسي فيها، لتعويض الفاقد الدراسي، والذي سببه، انتشار بعض الأمراض، وحدوث الزلزال المدمر، والسعي نحو مستقبلٍ أفضل.
بدأ الفصل الدراسي الأول في جامعة روج آفا، بتاريخ 8/10/2022، والذي انتهى بمستوىً جيد، بتاريخ 10/2/2023، بالرغم من تعرضه لبعض العوائق، من خلال الظروف الصعبة، التي مرت بها المنطقة، وخاصة الزلزال المدمر، الذي حصل في نهاية الفصل الأول، ما أدى إلى تمديد فترة الامتحانات فيه.
أبرز الصعوبات
فخلال زيارتنا لجامعة روج آفا، التقينا الرئيسة المشتركة للجامعة “شيندا داوود“، والتي حدثتنا عن أبرز المشاكل والصعوبات، التي واجهت الطلاب، فقالت: “كانت هناك شكاوى، من قبل الطلاب في بعض المواد العامة، لبعض الفروع، (كفرع منهجية البحث، ومادّة أساسيّات البحث العلمي)، بسبب صعوبة المادّة، كونها تدرس أفكاراً جديدة، ولم يكونوا ملمين بها في السابق، ولمساعدتهم، قمنا بتشكيل لجنة خاصة، لتقييم هذه المواد، وتكليف مختصين بالمجال ذاته، لإعادة كتابة منهاجها، إضافة إلى تدريب الكادر التدريسي المختص، لتفادي بعض المشاكل، وتجاوز الصعوبات من قبل الطلاب”.
وأضافت: “كما وقمنا بتغيير أماكن بعض الفروع، حيث تم نقل كلية العمارة من الحسكة إلى قامشلو، لعدم وجود أكاديميين أكفَّاء، ومختصين هناك، وسنقوم أيضاً، ببناء هرم جامعة في مدينة قامشلو، ليستفيد طلابنا المختصّون بمادّة العمارة، في هذه المرحلة، وقيامهم بتشكيل (استاجات)، وتطبيق ما تعلَّموه في الجامعة عملياً، ليستطيعوا من خلالها عمل مشاريع تخرُّج، كمستمعٍ في الجامعة التي درس فيها”.
خطط لتطوير كلية الطب
وفيما يخص تطوير كلية الطب بيَّنت شيندا: “عانينا من بعض النَّقص في تأمين أطباء مختصين، للتَّدريس في كلِّيّة الطّب، حيث تداركنا هذه المشكلة في نهاية الفصل، من خلال التعاقد مع أكثر من طبيب”.
تقييم نتائج الفصل الأول
وحول مجريات الفصل الأول، وتقييمها، التقت صحيفتنا “روناهي” مدرِّس مادة اللغة العربية في جامعة روج آفا “سليمان محمود“، والذي تحدَّث: “أتممنا الفصل الأول بشكل جيد، بالرغم من مواجهتنا لبعض المشاكل في نهاية الفصل فترة الامتحانات، بحدوث الزلزال المدمر، والذي أثر على العملية التعليمية، والتربوية بشكل عام، فالظروف الأمنية، والسياسية، والكوارث الطبيعية، لها تأثيرات أيضاً، ولكن تجاوزنا هذه الظروف بقدر الإمكان، حيث قمنا بتأجيل امتحان مادتين، خشية على أرواح طلابنا، وخاصة الماكثون منهم في السَّكن الجامعي”.
واستمر محمود قائلاً: “فيما يتعلق بالمواد التي دُرّست في القسم العربي، كانت نتائجها غير متوقعة، حيث كان من المفترض، أن تكون بمستويات أعلى، وأفضل، لكنها باتت دون ذلك، بسبب وجود فجوة حاصلة ما بين المرحلة الإعدادية، والثانوية، والجامعية للطالب، ففي مقرَّرات الجامعة، يوجد مناهج معينة، يفترض تدريسها للطلاب، ولكن ضعف مستواهم التَّعليمي، يسبب صعوبة كبيرة في دراسة مثل هذه المواد، أو المناهج، حيث أنَّ الطالب لم يكن ملمَّاً بالأفكار الكافية، ولم يوجد أساس لمستواه العلمي في المراحل الإعدادية والثانوية، لذا فقد تلقينا نسبة رسوب عالية، الأمر الذي دفعنا للبدء من الصِّفر، لتكوين أساس علمي قوي لهم”.
وأضاف: “لذلك، يجب إيجاد حلول لهذه المشكلة، عن طريق اجتماعات دورية، لرئاسة الجامعة، والمدارس الثانوية والإعدادية، وبالتالي كشف أسباب ضعف مستوى الطلاب”.
تجاوز الصعوبات
وعن التسهيلات، التي يقدمها الكادر التدريسي، لطلابهم، قال محمود: “إضافة إلى كل ذلك، فنحن ككادر تدريسي، نراعي أيضاً ظروف الطلاب، ومستوياتهم حسب طبيعة المادة، وشخصية المدرس، فبعض المواد تكون ذات مستويات صعبة، لذا، نتماشى مع قدرة الطالب على الاستيعاب، والفهم الجيد للمادة، حيث أنَّنا نرتقي بالطالب، ونعيد تأسيسه، ليكن ملمَاً بجميع المعلومات المترتبة عليه في مادَّة معيَّنة، وكما يقولون (لكل مقامٍ مقال)، وباستخدام أسلوب الترغيب، والترهيب عندما تكون نسبة الرسوب عالية”.
كما وكان لنا لقاء مع طالب الأدب الكردي، سنة ثانية “أحمد بنكين مصطفى“، حيث قال: “تجاوزنا الفصل الأول بشكل جيد، فمن ناحية المدرسين، والمواد التي تلقَّيناها كانت جيِّدة جدَّاً، حيث اكتسبنا خبرات من مواد جديدة تابعة للفصل الأول، سواءً كانت مواد مساعدة، أو أساسية (كلسانيات، أدب كلاسيك)، أو لهجات ثانية، مثل (الصورانية، الزازاكية)، فقد كانت تجربة جديدة لنا كطلاب”.
وأضاف مصطفى: “ومن ناحية تَّقييم الطلَاب، فلا يعتمد على درجة الامتحان فقط، إنَما يتم من خلال التقييم الدوري لكل محاضرة، والمشاركة والمتابعة فيها، وتقديم المشاريع اليومية، أو الشهرية، والحضور اليومي للدوام، كونه أساسياً في الجامعة، لأنها لاتزال في مرحلتها التَّأسيسية”.
وتابع: “واجهنا صعوبات من ناحية المواد، حيث أن أغلبيتها جديدة بالنسبة لنا، وقد تجاوزناها بمساعدة المدرسين، وواجهنا أيضاً مشكلةً، قد أثَّرت كثيراً على نفسيتنا، وهي كارثة الزلزال، والتي حصلت في فترة الامتحانات”. واختتم الطالب “أحمد بنكين مصطفى”، حديثه: “بالرغم من أنَّ جامعة روج آفا حديثة التأسيس، وما زالت تعاني من نقص في المستويات العلمية للطلاب، وقلة توفر مدرسين، أو دكاترة ذوي خبرات عالية، لأغلب المواد الرئيسية فيها، إلَّا أن هناك محاولات لتقدُّمها وتطويرها عاماً بعد عام، من خلال استدعاء مختصين بالشهادات العليا، أو تدريب الكادر بهذه الاختصاصات، كما أن هناك أيضاً تساهلات من قبل الإدارة والمدرِّسين، لمساعدة الطَّلبة، في اجتياز العقبات”.
ويشار إلى أنه، يوجد في جامعة روج آفا، عشر كليات، وكلٌ منها تضم عدة فروع، إضافة إلى كلية العلوم السياسية، التي استحدثت هذا العام، كما وتحولت بعض المعاهد إلى كليات، مثل (الاتصالات، ميكاترونيك، والحاسوب، والهندسة)، وكلية علم التكنولوجيا التي كانت تضم سبعة فروع (اتصالات، ميكاترونيك، حاسوب، فيزياء، كيمياء، علوم، رياضيات)، تم إضافة فرع (بيوكيمستري) إليها هذا العام أيضاً.
