النحاتة فاطمة سليمان تعود لممارسة موهبتها

روناهي / الطبقة-فاطمة سليمان شابة بالغة من العمر 25سنة، تعلمت فن النحت في سنة 13، في المركز الثقافي في مدينة الطبقة، وانقطعت عن ممارسة هذا الفن لفترة طويلة، وخاصةً بعد احتلال المركز الثقافي من قبل جبهة النصرة وخليفتها داعش، والتي تعتبر النحت كفراً وتعاقب الفن بالذبح بسيوفهم الحاقدة على أهالي المنطقة.

وفي لقاء أجرته صحيفتنا مع النحاتة فاطمة سليمان والتي حدثتنا عن قصة تعلمها النحت وعن منحوتاتها التي دمروها المرتزقة خلال سيطرتهم على المنطقة قائلةً: “تعلمت النحت في سنة 13، كنت وقتها في الصف الخامس، في المركز الثقافي في مدينة الطبقة على يد الفنان التشكيلي مصطفى الصافي، وكانت أهم أعمالي في ذلك الوقت تمثال يمثل وجه لرجل مسن ووجه مريم العذراء، ولكان كان مصير هذه المنحوتات هي التدمير على يد جبهة النصرة في عام 2013م، خلال فترة سيطرتها على المدينة، وفي حقبة داعش كان المركز الثقافي مقراً لهم حيث كانت معدومة الثقافة بشكلٍ عام، ولم أستطيع مزاولة موهبتي في النحت في تلك الفترة، لأن نهاية كل  فنان في تلك الفترة كانت الذبح على يد مرتزقة داعش”.

وبعد تحرير المدينة عاد الأمل لفاطمة بالعودة إلى النحت من جديد بعد سطوع شمس الحرية بتحرير المنطقة من داعش على يد مقاتلات ومقاتلين قوات سوريا الديمقراطية، وبهذا الصدد أضافت فاطمة بأنه بعد تحرير الطبقة كان المركز الثقافي مدمراً، لذا كانت تدرس في إحدى المدارس، وبعد افتتاح المركز الثقافي عادت إلى النحت وكان أول عمل قامت بها هو طاووس بالاشتراك مع أحد زملائها في قسم النحت.

وفي الحديث عن قلة المواد وأدوات النحت، أشارت فاطمة بأنها مُصِرّة هي ورفاقها في القسم على متابعة المسيرة في الفن، وتابعت حديثها بالقول: “نعاني من قلة مواد النحت، والآن نستخدم الصلصال وأحيانا نستخدم البيلون ولكن لا تطول الأعمال لفترة طويلة بسبب تفسخ هذه المواد، ونستخدم أيضاً الكلس ولكن العمل فيها صعب وخاصةً في فصل الشتاء، وأستخدم في النحت حالياً المنشار فقط”.

ونوهت بأنها وبالاشتراك مع زميلها في القسم يقومان بنحت تمثال استذكاري لشهيد وهو مقاتل من قوات سوريا الديمقراطية. وأكدت فاطمة بأنها في الفترة القادمة ستشارك في معرض المرأة في المركز الثقافي والذي سيُقام لعرض إنتاج المرأة الثقافي.

وعن دور المرأة في الثقافة أضافت فاطمة بأنه يجب على المرأة أن يكون لها دور كبير في الثقافة، ولا يكون حكراً على الرجل فقط. وخاصةً أن البعض يقول أن الفتيات لا يستطعن القيام بهذه الأعمال وخاصةً النحت، ولكن بالحقيقة تستطيع فعل أكثر من ذلك، وفي المعرض الذي سيُقام في المركز الثقافي مما يستوجب على المرأة أن تعبّر عن ذاتها وتضع لمساتها في مجال الفن والثقافة.