إعداد/ دلير حسن
بعد اللغط والاتهامات بالكذب من العديد من الصفحات بأن نادي برشلونة الإسباني غير مشارك بالمشروع الرياضي الذي سيُنفذ بشمال وشرق سوريا وإقليم كردستان في هذا الصيف، نشرت مؤسسة نادي برشلونة الإسباني مؤخراً عبر موقعها الرسمي إنهم من المساهمين في المشروع الذي سيُقام في الفترة المقبلة ولتدحض بذلك كل تلك الافتراءات.
ويوجد لنادي برشلونة الإسباني مؤسسة وتُسمى “مؤسسة برشلونة” (FC Barcelona Foundation)، وتعمل بالتركيز على التنمية الاجتماعية من خلال دعم المشاريع المجتمعية التي تستخدم الرياضة كوسيلة لدمج الشباب وتقديم الدعم للأشخاص ذوي الهمم أي الاحتياجات الخاصة.
وبعد سخرية واتهامات من قبل الكثيرين في أن هذه المؤسسة لا علاقة لها بالمشروع الرياضي والمجتمعي الذي سينفذ في شمال وشرق سوريا هذا الصيف نشر موقع مؤسسة نادي برشلونة الإسباني لكرة القدم، أنهم يعملون مع شركاء آخرين على مشروع بعنوان كرة القدم من أجل السلام في سوريا والعراق مع أوليغير بريساس.
كما جاء في الموقع أيضاً عن إن ولادة رابطة الأمل هو: “مشروع دولي بالتعاون مع مؤسسة برشلونة يستخدم كرة القدم لإعادة بناء النسيج الاجتماعي وتعزيز التعايش في شمال وشرق سوريا وكردستان العراق”.
وأكد الموقع الرسمي لمؤسسة برشلونة عن مشاركتهم في المشروع الرياضي والمجتمعي الذي سوف يُطلق في كل من شمال وشرق سوريا وإقليم كردستان في هذا الصيف.
وفي 25 من شهر نيسان الماضي أعلن عبر مؤتمر صحفي عُقد بمدينة كوباني بشمال وشرق سوريا من قبل وفد قدم مدينة برشلونة وبحضور رسمي من الإدارة الذاتية بمقاطعة الفرات، وممثلين عن بعض المنظمات ومنها محلية وهي منظمة “دوز”، عن التجهيز للبدء بإقامة مشاريع رياضية تستهدف الأطفال وذويهم بمناطق شمال وشرق سوريا. وتم اختيار مدينة كوباني كونها أيقونة المقاومة العالمي لكسر داعش.
ويأتي المشروع عبر عدة منظمات محلية وأجنبية وهي: (Novact وDoz وLa Caserna وUPP وCasa Nostra Casa Vostra).
وستنفذ المشاريع بأربعة مدن وهي (كوباني والرقة والحسكة وتربه سبيه) في شمال وشرق سوريا. ويهدف المشروع غير التشجيع على ممارسة الرياضة إلى خلق التماسك الاجتماعي والتعافي من مخلّفات الحرب التي خلقتها مرتزقة داعش بالمنطقة، وذلك عبر لعبة كرة القدم.
والمشاريع هي إطلاق مدارس كروية في المدن المذكورة وتستهدف الأطفال من عمر ثمانية أعوام إلى 14 عاماً. بالإضافة لنشاطات خاصة بذوي المتدربين من الأطفال وتفعيل دورهم في التماسك المجتمعي وبناء السلام في المجتمعات. كما يتضمن المشروع دوري لمدة يومين بين أطفال جميع الشعوب في شمال وشرقي سوريا. علماً سينفذ المشروع نفسه في إقليم كردستان بمدن (هولير ـ السليمانية)، ودول أخرى منها الأردن.
وساهمت مؤسسة برشلونة عبر إرسال لاعب نادي برشلونة الإسباني السابق “أوليغر بريساس” والذي قام بتدريب 12 مدرباً لمدة أسبوع من أجل تأهيلهم على منهجية وآلية تنفيذ المشروع مع الأطفال وذويهم.
وذكر موقع مؤسسة برشلونة عن إن المشروع يتمحور حول ثلاثة خطوط عمل رئيسية:
1- البحث والتطوير لنموذج مبتكر لبناء السلام من خلال الرياضة، استنادًا إلى منهجيات La Caserna وبرنامج SportNet التابع لمؤسسة برشلونة.
2- تدريب المدربين وتعزيز المنظمات الشعبية المحلية العاملة في مجال بناء السلام، مع اتباع نهج يراعي الفوارق بين الجنسين.
3ـ تنفيذ المبادرات التي يقودها المجتمع: مدارس كرة القدم التي تدير نفسها ولا تعتمد على التمويل الدولي المستقبلي، لتصبح مساحات للمرونة الجماعية.
كما أضاف الموقع أنه ترى المنظمات الشريكة أن هذا المشروع بمثابة تجربة تجريبية ستخضع للرصد والتقييم والتعلم المستمر، وسيتم تكييف نموذج كرة القدم المجتمعية الذي يتم تنفيذه مع السياقات والاحتياجات المحلية، بهدف أن يصبح منهجية قابلة للتكرار في مناطق أخرى من العالم، حيث هناك حاجة إلى إعادة البناء الاجتماعي والتعايش.
كما أشار موقع مؤسسة برشلونة: “يهدف المشروع إلى مشاركة أكثر من 600 طفل وشاب (تتراوح أعمارهم بين 8 و14 عامًا) مشاركةً مباشرة، مع معايير تضمن التكافؤ بين الجنسين، والتنوع العرقي، وإدماج اللاجئين وسكان الريف، الذين سيجتمعون أسبوعيًا للعب كرة القدم. وتجمع عملية التسجيل بين التسجيل المفتوح والتواصل المُستهدف لضمان إدماج الفئات الأكثر ضعفًا”.
ويُمكن تنفيذ هذا المشروع بفضل تمويل من الوكالة الكتالونية للتعاون الإنمائي، التي التزمت بنموذج مبتكر لبناء السلام يرتكز على الرياضة والحياة المجتمعية. كما يستفيد من المشاركة التطوعية لمختلف الجهات الفاعلة الملتزمة بتعزيز العدالة العالمية والتعايش السلمي وحقوق الإنسان
أوليغير بريساس في كوباني
وقاد اللاعب السابق لبرشلونة أوليغير بريساس “مهمة مشتركة في نيسان 2025 في سوريا والعراق، وأدار عدة جلسات تدريبية لفرق التدريب المستقبلية لمدارس كرة القدم المجتمعية”، حسب ما أعلن عبر الموقع. علماً سيبدأ المشروع في 25 حزيران 2025 ويستمر حتى تشرين الأول 2026 “.
ويعتبر هذا المشروع من المشاريع الرياضية الضخمة والذي ينفذ للمرة الأولى بهذا الحجم بشمال وشرق سوريا، وتعتبر منظمة “دوز” المحلية ذات دور كبير لهذا المشروع الذي سيُنظم بالمنطقة، وهي خطوة رائدة لمنظمة من المجتمع المدني الذي مازال متقاعساً من الكثير من النواحي تجاه تنفيذ المشاريع الهامة والهادفة لخدمة المواطنين، وذلك مثل المشروع المذكور آنفاً.
جدير بالذكر في العام 2021، اعترف برلمان إقليم كاتالونيا، بكامل هيئته سياسياً بالإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، داعياً جميع مؤسساته والمجتمع المدني إلى إعادة إعمار المنطقة هناك.