سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الجدايل… تسريحة شعر المرأة الفراتية

الطبقة – تحرص المرأة الفراتية على تطويل شعرها، إذ لا يكتمل المشهد الجمالي بعد العصبة، إلا بوجود ضفيرتين تتماوجان على كتفيها. ويعتبر الشعر حالةً جماليةً تضيف إلى جمال المرأة الفراتية جمالاً آخر: «فلانة عليها جديلة سوامرة».وتحرص كلُّ الأمهات في منطقة الفرات على تربية شَعر بناتهن منذ نعومة أظفارهن، فتقوم بتمشيطها، وتضفيرها، ثم تربط كل ضفيرة بشرائط قد تكون من قماش تختاره بلون الشعر، أو بخيط مبروم من الصوف، وهو ما يطلق عليه حسب لهجة أهل «الفرات» اسم «الخبوب»، والحكمة برأيها من ذلك أن الشَعر الذي تلعب به الريح لا يُربَّى، ولا يطول.
وهناك تسريحة خاصة بالمرأة، حيث تصفف المرأة الفراتية شعرها بهذه الطريقة: إذ تختزل خصلة منه ثم تفتلها، وتقوم بعد ذلك بضمها إلى الضفيرة، وهي ما تعرف حسب لهجة أهل «الفرات» العامية «بالكُذْلَة»، وبذلك تصبح على يمين الوجه وعلى يساره «كذلتان»، وهي مثنى «كُذله»، تبرز نهاية الأذن بينها وبين بقية الشعر، وتغطي ذلك الفراغ بما يعرف «بالتراجي»، وهي نوع من الحلي الخاصة بالزينة، وتعرف بالعربية بالأقراط، أو الحَلق، فيبدو الوجه لوحةً تشكيليةً، مؤلفةً من «العصبة» في أعلى الرأس، فـ «الكذلتين» ثم «التراجي»، و»الملفع» الشفاف، وهذه إحدى اللوحات الجمالية التي تتميز بها المرأة الفراتية عن مثيلاتها. وحول العناية بالشَعر تحرص المرأة الفراتية على المحافظة على شعرها حتى آخر العمر، وتقوم بوضع «الحنِّة» عليه من وقت إلى آخر، وتمزج معها بعض النباتات العطرة، كجوزة الطيب، والقرنفل، الذي يعمّر الشعر برائحة عطرة، وتضيف إليها أيضاً قشور ثمرة الجوز، لاعتقادها أنها تقوي جذور الشعر، وتضفي عليه لوناً غامقاً، وفي هذه الحالة تحصل على فائدتين، الأولى طبية، والثانية جمالية بما يخص لون الشعر، ولا تقصه إلا في حالات الحزن فقط.
والجدير ذكره أن النساء اللواتي يلتزمن بالتسريحة القديمة للشعر في منطقة «الفرات» حالياً هن من كبيرات العمر فقط، بينما الصبايا اليافعات، بدأن بملاحقة التطور في هذا المجال، ولا نرى صبية تزين شعرها بطريقة نساء «الرقة» قديماً، إلا في المناسبات التي تخص التذكير بتراث هذه المنطقة فقط.