الشيخ أحمد حمو: من واجب المجتمع الدولي حماية المدافعين عن الإنسانية

كوباني/ سلافا أحمد –

انتصار غيّر مجرى التاريخ في العالم، فكوباني تحولت إلى أيقونة للسلام والحرية في العالم، بانتصارها على الإرهاب والتطرف، كتبت حروفها بدماء أبطالها وأبنائها الأحرار، غيرت من خلالها ملامح العالم، حيث شكل انتصارها على داعش بداية لنهاية الخلافة المزعومة، معلنة رحيل الظلام، والاستعباد، وبزوغ فجر الحرية، والسلام، والاستقرار، وأخوة الشعوب والعيش المشترك؛ هذا ما يرويه أحد شهود المقاومة.

بمقاومتها البطولية تحولت المدينة الصغيرة إلى أيقونة للتحرر والنضال في العالم، حيث تصدر اسمها المواقع، والفضائيات، والصحف العالمية، والإقليمية، والمحلية، إنها الإرادة الحرة لأبطال وبطلات كوباني، الذين رفضوا الخضوع والخنوع لإرادة الشر، والظلام، وحررت ترابها من رجس الإرهاب.

مدينة كوباني حطمت آمال مرتزقة “داعش”، الذين كانوا أداة بيد المحتل التركي، وهي التي خططت لاحتلال كوباني، جابهت كوباني إرهاب داعش بمقاومة تاريخية، وسطر أبناء كوباني، ومقاتلو ومقاتلات وحدات حماية الشعب والمرأة، ومقاتلون ناصروها من مختلف مناطق كردستان، ملحمة كبرى، ومن هناك بدأ تراجع داعش لتحقق الانتصار وراء الآخر.

كوباني عُرفت بمقاومتها، وصمودها، وإرادتها، وعزيمتها القوية، لتصبح رمزاً للمقاومة والنضال في العالم أجمع، فكانت مقاومتها سبباً لجذب الأنظار، وتدخل المجتمع الدولي لمحاربة الإرهاب، ونواة هذه المقاومة كانت وحدات حماية الشعب والمرأة، فتشكلت بعدها قوات سوريا الديمقراطية، التي كان لها الدور الأبرز بالقضاء على داعش في شمال وشرق سوريا.

هاجم مرتزقة داعش مدينة كوباني في الثالث عشر من أيلول لعام 2014، والجميع كان يظن أن مصير كوباني سيكون مصيرها شبيهاً بمصير المدن، التي هاجمتها داعش من قبل في سوريا والعراق، لكن المقاومة التي دامت 134 يوماً، أجبرت الجميع برفع القبعات، والانحناء تبجيلاً للمقاومة البطولية، التي رسمها المدافعون عنها.

وعُدت هزيمة مرتزقة داعش في مدينة كوباني هزيمة تاريخية سطرت بأحرف من ذهب، وانتصار كوباني عُدّ نقطة التحول في هزيمة الإرهاب، لتكون بداية لانهيار خلافة داعش المزعومة، حيث كانت النهاية المنتظرة في الباغوز بدير الزور.

رغم قلة الإمكانات العسكرية لوحدات حماية الشعب والمرأة، لكنهم لقنوا داعش وداعميهم دروساً في التضحية والمقاومة والفداء، ما أجبر العالم على الوقوف خلف المقاتلين الأبطال متضامنين مع كوباني، في الأول من شهر تشرين الثاني، وأعلنوا ذاك اليوم يوماً عالمياً للتضامن مع كوباني كل عام.

تركيا دعمت داعش لإسقاط كوباني 

وحول ذلك تحدث لصحيفتنا أحد شهود مقاومة كوباني التاريخية الشيخ أحمد حمو فقال: “كانت مدينة كوباني نقطة التحول الكبرى لإيقاف تمدد داعش، ودولة الاحتلال التركي حاولت بشتى الوسائل إسقاط كوباني، لكن أبناءها والمدافعين عن الإنسانية كان لهم رأي آخر، فصمدوا وتصدوا لداعش ومخططات داعميهم من المحتل التركي وغيره، وكسروا شوكة مرتزقة داعش، واستطاعوا النصر عليهم”.

 وتابع حمو: “كوباني انطلقت منها ثورة التاسع عشر من تموز، وهي التي رفضت الأنظمة المستبدة، كان الهدف من تلك الثورة نشر السلام، والحرية، والديمقراطية في المنطقة، وقوى الهيمنة العالمية، وعلى رأسهم تركيا، فقد حاولوا إفشال تلك الثورة، باستغلالهم مرتزقة داعش الإرهابي، الذي كان كابوساً يؤرق كاهل المجتمع الدولي بأكمله، لكنهم بعزيمة، ومقاومة أبناء كوباني، والمقاتلين، الذين جاؤوا من أجزاء كردستان أفشلوا مخطط احتلال كوباني”.

وأشار حمو: “لقد احتل داعش العديد من المدن الكبيرة في سوريا والعراق في أيام قليلة، ولم تستطع أي قوة الصمود أمامه، حتى وصل لمدينة المقاومة والنضال كوباني، فتمكن أبناؤها الأبطال من كسر شوكتها، والإعلان بعدها عن نهاية خلافتهم المزعومة بدير الزور”.                                 

توافق المقاومة لنفير القائد أوجلان

وأضاف حمو: “مقاومة ونضال أبناء كوباني، ومقاتلي وحدات حماية المرأة والشعب، كانت كفيلة بلفت الأنظار إليها، وعليها استجاب المئات من الشبان والشابات من مختلف أجزاء كردستان ودول العالم، لتلبية النفير العام، الذي أطلقه القائد عبد الله أوجلان من أجل حماية كوباني، لتصبح مدينة كوباني أيقونة المقاومة العالمية، وتشد أنظار العالم إليها بعدما حققت النصر على الإرهاب”.

واختتم الشيخ أحمد حمو حديثه: “لقد حارب أبناء كوباني والمنطقة نيابةً عن العالم، وفدوا أرواحهم في سبيل حماية الإنسانية والعالم من رجس وتطرف داعش، وحققت النصر على الإرهاب، لذا من واجب المجتمع الدولي والمدافعين عن الإنسانية، أن يكسروا صمتهم، ويتصدوا للهجمات والتهديدات التركية المستمرة، على شمال وشرق سوريا وكوباني خاصة، ما يساهم بالوقوف في وجه الإرهاب والاحتلال وحماية الأمن الاستقرار والسلم في العالم أجمع”.