قد يختلف تأريخ بعض الأمثال الشعبية، وتوضيح الموقف الحقيقي، الذي وُلدت منه، ومع ذلك يظل المثل قويًا صامدًا يتم تداوله بين عامة الناس، ولعلّ من أبرز الأمثال المتداولة هو المثل القائل: “كلٌّ يرى الناس بعين طبعه”.
قصة المثل: اختلفت الآراء، وتباينت حول الموقف الحقيقي لهذا المثل، ولكن الموقف الأشهر، هو أنه كانت توجد مدينة غريبة جدًا، حيث كان الناس فيها لا يستطيعون رؤية بعضهم وكأنهم عميان، ولكنهم كانوا يستخدمون حاسة السمع في التعامل مع بعضهم، وكانوا يتحركون عن طريق صدى الصوت مثل الوطاويط، وقد كانت هناك منطقة صغيرة في المدينة لا يذهب إليها أي إنسان؛ وذلك لأنها عُرفت أنها بلا صدى صوت، لذلك كان يخشى الناس من الذهاب إليها، حتى لا يتيهون فيها، وذات يوم قرر مجموعة من الشباب أن يقوموا بالذهاب إلى تلك المنطقة؛ كي يعرفوا سرها.
اجتمع الشباب ومشوا مع بعضهم، وهم يتحدثون دائمًا إلى بعضهم، وذلك حتى يتأكدوا أنهم لازالوا مع بعضهم، ولم يتيهوا، وحينما وصلوا إلى تلك المنطقة المزعومة اكتشفوا شيئًا خياليًا، وغريبًا، لقد اكتشفوا أنهم يستطيعون أن يروا بأعينهم، حيث رأى جميعهم الأشخاص، وتعرفوا على المكان، وهم في قمة ذهولهم، وبينما هم كذلك في دهشتهم ظهر إليهم شيخ حدثهم قائلاً: “أهلًا بكم في عين طبعه”، ومنذ ذلك الحين عُرف المثل الشهير “كلٌّ يرى الناس بعين طبعه”. قصة أخرى للمثل: ومن المواقف، التي عبرّت عن ذلك المثل أيضًا موقف ثلاثة رجال، كانوا يمشون في طريقهم، والوقت ليل، والظلام يخيم، فشاهدوا رجلًا يقوم بالحفر في أحد جوانب الطريق، فتحدث الأول قائلًا: لابد أن هذا الرجل قد قتل أحداً، ويريد دفنه أثناء هذا الظلام، بينما أبدى الثاني رأيه قائلًا: لا… فيما يبدو أنه ليس قاتلاً، ولكنه لا يأتمن أحد على ممتلكاته؛ فيخبئها هنا، ثم تحدث الثالث قائلًا: لا… فيما يبدو، لا هذا، ولا ذاك؛ إنه رجل صالح يحفر بئرًا من أجل الماء، ومن هنا تأتي العبرة، أن الصالح يرى غيره من الناس صالحين، أما الفاسد فيراهم فاسدين، وهكذا يأتي المثل “كلٌّ يرى الناس بعين طبعه”.