حقوقي: ما يجري في المعتقلات والسجون التركية يعكس العقلية الفاشية للنظام التركي

روناهي/ الدرباسية – قال الحقوقي جمال محمد: “إن ما يعيشه المعتقلون في معتقلات النظام التركي، يلخص العقلية الشوفونية، التي يتمتع بها هذا النظام”، وأشار، إلى إن ما تقوم به دولة الاحتلال التركي يعدّ انتهاكا واضحا للعهود، والمواثيق الدولية، المرتبطة بحقوق المعتقلين، وخاصة السياسيون منهم.

يعيش المعتقلون في السجون التركية ظروفاً صحية، ونفسية صعبة، حيث تتعمد دولة الاحتلال التركي ممارسة هذه الأساليب مع المعتقلين، ولا سيما السياسيون، وذلك معاقبة لكل صوت يعلو في وجه هذا النظام، هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن دولة الاحتلال التركي، ومن خلال ممارساتها الوحشية بحق المعتقلين، تُرسل رسائل للمعارضين، بأن كل صوت يعلو في وجه هذا النظام مصيره الهلاك، والتعذيب.

إن ما تقوم به دولة الاحتلال التركي من فظائع بحق المعتقلين في سجونها، يتم على مرأى ومسمع العالم أجمع، حيث إن العديد من وسائل الإعلام، والوكالات الدولية، وثقت هذه الانتهاكات وعرضتها على العالم، إلا إن مرتكب هذه الفظائع الفاشي أردوغان، لا يزال يتمتع بحكم مطلق دون أن توجه له أي اتهامات تقدمه للمحاكمة الدولية.

المواثيق الدولية في مهب الريح

وحول هذا الموضوع التقت صحيفتنا الحقوقي جمال محمد: “إن دولة الاحتلال التركي تضرب دائما عرض الحائط حقوق الإنسان كلها، وهذا واضح من خلال التعامل الوحشي لجيش الاحتلال التركي مع السكان في المناطق المحتلة، وكذلك من خلال هجماتها على المدن، والقرى الآهلة بالمدنيين في شمال وشرق سوريا، ضف إلى ذلك استخدام دولة الاحتلال التركي للأسلحة الكيميائية المحظورة دوليا في حربها ضد مقاتلي الكريلا في مناطق الدفاع المشروع، إضافة إلى ما سبق، يأتي التعامل اللاإنساني لدولة الاحتلال التركي  مع المعتقلين في سجونها، وخاصة السياسيون، هذه الأمور كلها توضح جليا انتهاك دولة الاحتلال التركي للعهود، والمواثيق المرتبطة بحقوق الإنسان، التي تنص عليها قرارات هيئة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي”.

وتابع محمد: “دولة الاحتلال تعدّ المعتقلين لديها مجردين من إنسانيتهم، وتتعامل معهم على هذا الأساس، مواثيق الأمم المتحدة تتحدث بشكل واضح عن حقوق المعتقلين، وأبسطها اللقاء بمحامييهم وذويهم، ولكن دولة الاحتلال التركي، تقوم بتجريدهم من حقوقهم كافة، كما فعلت في قرارها الأخير، الذي مددت بموجبه قرار حظر لقاء القائد عبد الله أوجلان، وباقي معتقلي جزيرة إمرالي بذويهم ومحامييهم، وبالرغم من تقديم العديد من الطلبات لإلغاء هذا القرار، إلا إن هذه المطالب قوبلت بالرفض، وهذا يدل على درجة تبعية القضاء التركي للسلطة التنفيذية التركية، وتحديدا تبعية القضاء لشخص الفاشي أردوغان”.

مقاومة السجون تدك مضجع الفاشيين

وأضاف محمد: “محاولات دولة الاحتلال التركي؛ لإسكات الأصوات المعارضة باءت كلها بالفشل، فمع كل تشديد الخناق على المعتقلين، نرى تصعيدا للمقاومة في وجه هذه الأساليب الوحشية، فمن جهة يخوض العديد من المعتقلين إضرابا عن الطعام، رفضا للسياسية التعسفية بحقهم، ومن جهة أخرى فإن المواقف الرافضة لما تقوم به دولة الاحتلال التركي، والمنددة بممارساتها لاتزال تتصاعد، سواء من خلال التظاهرات والاحتجاجات، أو من خلال المقاومة البطولية، التي تبديها قوات الدفاع الشعبي في جبال كردستان، هذه المقاومة كلها تثبت أن محاولة دولة الاحتلال التركي قمع الأصوات المعارضة لها؛ لن تأتي بنتيجة، بل ان هذه الممارسات تزيد الشعب إصرارا على المقاومة والصمود”.

الحقوقي جمال محمد أنهى حديثه: “إن ما تقوم به دولة الاحتلال التركي من ممارسات وحشية، لا تتحمل وزرها دولة الاحتلال التركي وحدها، بل إن المجتمع الدولي، الذي لا يزال يلتزم الصمت حيال ما ترتكبه دولة الاحتلال التركي، هو أيضا يتحمل مسؤولية ما يعيشه المعتقلون في المعتقلات التركية، وذلك لأن هذه الدول لا تزال تتخذ موقف المتفرج، ولم تخطُ أي خطوة من شأنها ردع دولة الاحتلال التركي”.