سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

فنزويلا الصغرى: نطلب الخبز فيعطونا الرصاص

بيريفان كرباوي_

لم تكن غاية أهالي السويداء سوى الحصول على أبسط الحقوق للاستمرار بالحياة، فكانت الانتفاضة الشعبية الحل الأمثل لهم، لتجابه بقمع كالمعتاد من قبل حكومة دمشق المتحفظة بردها السلطوي.
السويداء هي إحدى المدن السورية تبعد عن دمشق 100 كم، تقع على قمم سلاسل جبلية بركانية خامدة يبلغ عدد سكانها حسب إحصائية رسمية للعام، التي انطلقت فيه الثورة السورية 2011 سبعمائة وسبعين ألف نسمة، أغلب سكانها من الدروز، وأقليات من المسيحين الأرثوذكس بالإضافة إلى مجمع صغير من اللاجئين المسلمين القادمين من درعا، وتشكل نسبة الدروز 87.6% من السكان بينما المسيح 11%، أما المسلمين فإن نسبتهم اثنان % فقط.
نهج مقتبس من ثورة 1925
لقبت السويداء بفنزويلا الصغرى، ولكن التسميات تعددت وأكثرها تداولاً ” جبل العرب”، كما سميت بالتسميات التالية: جيرا نواي، ترايهونيتيد، أورانتيد أو أورانتيس، باشان، جبل حوران، جبل الريان، جبل بني هلال، الجبل الأسود، جبل الدروز.
عرف أهالي السويداء بنهجها الوطني، في مواجهة الاستبداد، وانطلاقة الثورة فيها منذ الثورة السورية الكبرى أو ثورة عام 1925 ضد الاستعمار الفرنسي، بقيادة ثوار من السويداء، خير دليل على ذلك، حيث تسلم سلطان باشا الأطرش قائد الثورة العام القيادة العامة، وناضلوا ضد السياسات الديكتاتورية العسكرية، التي اتبعتها فرنسا، فحصلت معارك عدة بين الطرفين من أبرزها معركتا المزرعة، والكفر، وأجبروا الجيش الفرنسي للانسحاب من المنطقة، وإلى اليوم يناضل أهالي السويداء بالنهج نفسه ضد الاستبداد، فلا فرق بين الانتداب الفرنسي وحكومة دمشق، مازالا يتبعان نهج الاستبداد نفسه وعلى هذا الأساس ينتفض شعوب السويداء يداً بيد لتغيير الواقع والوصول إلى الحرية، في سعي منها لتحقيق الانتصار كما فعلته في الثورة السورية الكبرى.
انتفاضة جديدة للغاية نفسها
كانت السويداء جنوبي سوريا الأخت الداعمة لدرعا في انتفاضتها الشعبية، التي انطلقت في آذار 2011، فالحراك الشعبي الرافض للواقع المعيشي والمطالبة بالتغيير، وإسقاط نظام الحكم في سوريا كان مطلباً لأهالي السويداء، والتي غالبيتهم من الطائفة الدرزية.
وأول تظاهرة في السويداء كانت نقابية؛ نقابة المحامين وذلك بتاريخ 28 آذار 2011 وسارت على منوالها نقابة المهندسين، وعلى إثرها اتسعت رقعة الانتفاضات الشعبية المطالبة بالحقوق المشروعة في أن يعيشوا بكرامة في بلدهم.
كان لتلك الأحداث آنذاك وقع في نفوس أبناء المنطقة كما السابق، لتكون السويداء ساحة لإعلاء الصوت الشعبي الرافض للواقع المعاش، فانضمت إليها فئات الشعب كافة في جميع المجالات، الناشطون، والمثقفون والمواطنون، والسياسيون والإداريون، كذلك الفنانون بنتاجهم الفني، حيث كان للفن الثوري دور في إبرازها بطرق تنتقد حكومة دمشق على تشبثها بمبادئها السلطوية والاستبدادية، فأغنية “يا حيف” التي أداها الفنان السوري سميح شقير المنحدر من السويداء كانت إحدى الأغاني، التي صدرت من أجل الغاية نفسها، وقد سانده ودعمه آخرون كما في أغنية “من إدلب نهتف وننادي. يا سويداء بعالي الصوت”.
لا قوة تفوق إرادتهم
الهدف والمطلب الأساسي لأبناء السويداء منذ بداية الثورة السورية 2011 كان كغيرها من المناطق السورية، التي انضمت إلى الربيع العربي؛ فكان تحسين الواقع المعيشي في صدارة تلك المطالب، فتراكمات عشرات السنين دعتها إلى الانتفاضة، والانضمام إلى الثورة، الاحتقان الشعبي كان يتطلب تنفيس لإراحة الشعب، فخرجت كما البلدان السورية الأخرى بتغيير نظام الحكم المتشبث بمواقفة الأحادية في كل شيء سواء باللغة، أو القومية أو العلم الواحد، واستمرت الانتفاضة لتتأجج بين الفنية والأخرى كون الطرف الآخر لا يلبي أياً من متطلبات الشعب، بل يزيدها ويفاقمها كل سنة.
فعلى مدار أكثر من عقد من الزمن تتأجج الانتفاضات الشعبية في السويداء، متشبثة بمطالبها الجوهرية، لتؤكد أبناء السويداء بأنها أصحاب حق وسيدافعون عن حقوقهم، واشتداد القمع الأمني ضدهم لن يجدي نفعاً، فالإرادة التي انطلقوا بها في مسيرتهم أقوى من تسلطهم.
شعارات تمس الواقع
أغلب الشعارات، التي رُفعت آنذاك واليوم تلامس الواقع ” واحد، واحد، واحد الشعب السوري واحد”، “ارحل نريد دولة مدنية علمانية تجمع السوريين وتساوي بينهم” و”ارحل ليرحل الاحتلال عنا”، “بدنا نعيش بكرامة”، “ما ظل شيء للفقير”، “أن هدر المال العام هم الفاسدون وليس المواطنون”، و”كرامة… مساواة… عدالة، نطلب الخبز فيعطونا الرصاص”، كل تلك الشعارات وانتشارها على مراحل أوحت بأن الفقر ينخر عظام أبناء المنطقة هنا، وإن القمع لم يعد يحتمل، وإن تغيير الواقع لابد منه.
بداية العام ونهايته في لوحة واحدة
في شباط 2022 تكررت مشاهد الانتفاضة في السويداء على تدهور الأوضاع الاقتصادية، وبخاصة بعد خفض الدعم الذي دخل حيز التنفيذ، فشهدت مناطق متفرقة من السويداء مسيرات واحتجاجات مطالبين بإلغاء تخفيضات الدعم، التي أعقبت زيادة أسعار البنزين في الأشهر الأخيرة التي سبقته.
أكد المنتفضون آنذاك بأن القرار يفاقم محنة السوريين، الذين نجوا من ويلات حرب مدمرة مستمرة منذ عشر سنوات ويعانون الآن من أجل توفير الغذاء والإمدادات الأساسية في مواجهة استشراء التضخم، وتآكل الأجور، فشددوا بأن انطلاقتهم هي من وجع الأهالي، وسيبقى الحراك السلمي قائماً حتى تحقيق المطالب.
وفي الشهر الأخير من العام نفسه، تشهد السويداء الوقائع نفسها، حيث تعالى مرة أخرى صوت الحرية في السويداء رداً على تدهور الأوضاع المعيشية، فاقتحم المنتفضون مقر محافظة السويداء (السرايا الحكومي) في جنوب البلاد يوم الأحد الرابع من الشهر الجاري، وأضرموا النار في أجزاء من المبنى وسط تبادل كثيف لإطلاق النار.
ووصفت هذه الانتفاضة بالعفوية من قبل مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، مؤكداً أن تسعة ملايين مواطن سوري يعيشون تحت خط الفقر، في مناطق سيطرة حكومة دمشق، وبأن خروج المتظاهرين رسالة ضد تجويع الشعب.
تصريحات نارية حول المقاومة الشعبية
من أرض المقاومة، وصف مصدر مقرب من الرئاسة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز؛ الشيخ حكمت الهجري في اتصال مع السويداء 24 بأن ما حصل بحراك سلمي عفوي من “شعب صامد هدّه الجوع والحاجة، وآلمته المزاودات وآذته القسوة وعدم الاستجابة لمطالبه المحقة، من كل ما يعانيه من الجهات وعلى الجبهات كلها”.
كما ودعم نشطاء تلك الانتفاضة بالتعبير عن آرائهم، فالشاب منيف رشيد، عبر صفحته الشخصية في “فيسبوك”، أكد أن هدفه من الوقفة كان، “نقل سؤال يتردد على ألسنة الغالبية العظمى من الناس في السويداء، كيف بدنا نعيش؟”، مضيفاً: “كيف بدنا نعيش وقد طاولت الحرب لقمتنا وحياتنا، وإن بقينا هكذا فسنصل لحياة الإنسان البدائي خلال أشهر! أنا إنسان وأريد العيش بظروف إنسانية طبيعية”.
محاولات لإسكات صوت الحرية
سعت حكومة دمشق إلى إسكات صوت الحق كعادتها، لدى انتفاضة الشعب في أي بقعة سورية كانت، والسويداء لاقت نصيبها من ذلك منذ انطلاقة انتفاضتها، والأخيرة منها أيضاً جوبهت من قبل حكومة دمشق بالرد نفسه، من خلال إطلاق النار وقتل العديد من المنتفضين.
واستقدمت جيش الحكومة تعزيزات عسكرية كبيرة من مقر اللواء 12 بمدينة ازرع شمال درعا لمدينة السويداء، حسب ما أفاد شهود عيان لنورث برس، علماً أن وزارة الداخلية التابعة للحكومة، قد أصدرت بياناً توعدت فيه بملاحقة ما أسمتهم “الخارجين عن القانون” في السويداء في إشارة إلى المنتفضين.
وشددت الداخلية على أنها ستتخذ الإجراءات القانونية بحق “من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار المحافظة”، على حد وصف البيان.
ومن جانب آخر كشف ممثل الرئاسة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز؛ الشيخ حكمت الهجري محاولات الحكومة لتزييف الوقائع قائلاً: “أنا لا يهمني ما دينك وما طائفتك، لأن الظروف التي نمر بها أظن أنها أعادتنا كلنا إلى فطرتنا البشرية الأولى، لأنها تشمل الكل، أنا ليس هدفي قطع شارع ولا إسقاط أحد؛ أنا إنسان يريد أن يعيش بكرامة فقط، إذا كنت تشعر بالظلم مثلي شاركني وقف إلى جانبي، لأن صوتي وصوتك سيحدثان فرقا”.
وذكر أيضاً: لكن كالعادة تحاول بعض الجهات المشبوهة حرف الحقائق، وتغيير العناوين حيث جاء تصرفهم اليوم مع المواطنين بقمة السوء، حيث اندسوا بينهم وحاولوا إيذاءهم فاستعر الشارع بشكل عشوائي، وحصل ما حصل وحاول بعض المارقين استغلال الموقف، والإساءة لتحييد الحقيقة عن أصولها وتسليط الأضواء على شغب اصطنعوه”.
وأضاف: “أهلنا وطنيون وأحرار، ولا يثنيهم عن طلب حقهم أي تحوير، أو تحريف ومهما علت الأصوات لطمس الحقيقة ومهما دمروا لإزاحة النظر عن مطالب الشارع، فقد أصبحت وسائلهم الدنيئة لإسكات الناس معروفه، ومكشوفة للجميع”.
معتبراً أنها كانت محاولة لحرف الكلمات والمطالبات والأوجاع، ونقل صورة مشوهة ومغايرة للحقيقة لتشويه سمعة الحراك السلمي عند الجهات المعنية، والرأي العام.
وأكمل: “نحن نطالب بمحاسبة وإقصاء كل من قام بهذا الفساد والتخريب بين الناس والأهالي المحتجين، وكل من وجههم وأشعل فتيل هذه الفتنة ونحمل المسؤولية كاملة للجهة والأشخاص الفاسدين في مواقعهم؛ كونهم أثاروا هذه الفتنة بهدف تحييد الحراك الشعبي عن حقيقته السلمية المحقة، خاتماً حديثه بالرحمة للشهداء والشفاء للجرحى”.
دعم خارجي لأصحاب الحق
بعد تصاعد الانتفاضة في السويداء بادر مجلس سوريا الديمقراطية، إصدار بيان أكد فيه مساندته للشعب المناضل هناك، وجاء في البيان: “إن هذه الاحتجاجات الشعبية المدفوعة بحالة من الاحتقان؛ بسبب سوء الأوضاع الاجتماعية وتدهور الحالة الاقتصادية للمواطنين، وحرمان المواطنين من الوقود، ومواد التدفئة، والمياه والكهرباء والغلاء العام، فضلا عن فوضى أمنية تعيشها هذه المحافظة، والتي تلعب فيها الميلشيات دوراً تخريبياً كعمليات السرقة، والنهب، والتشليح وتهريب المخدرات وتعميم الفساد بين الشباب”.
وأكد المجلس، بأن سوء الأوضاع لا يقتصر على محافظة السويداء، إنما تعانيه مناطق سيطرة سلطة دمشق كلها، الأمر الذي يخلق بيئة مواتية يجعل من الأوضاع قابلة للانفجار، وفي سياق ثورة الكرامة التي تسعى لإنجاز أهدافها في مواجهة أزمة الجوع، التي تسببت بها سياسات نظام الاستبداد المركزي التي تعمل على تركيع الشعب، وإخضاعه وإجباره على الصمت، بدلا من العمل على رفع المعاناة والظلم عبر مواجهة أسبابه جذرياً.
وأبدى بموقفه المساند من خلال البيان: “إن مجلس سوريا الديمقراطية يقف إلى جانب أبناء مدينة السويداء، ويدين استهداف المتظاهرين العُزّل ويدعو سلطة دمشق لمراجعة سياساتها تجاه الوضع السوري، الذي بات مأساوياً وعلى الضامن الروسي تحمل مسؤولياته الكاملة تجاه أمن وسلامة أهالينا في السويداء”.
الحل يكمن في نموذج الإدارة الذاتية
يسعى أهالي السويداء وفق تصريحات رسمية، بأنها تتطلع إلى تطبيق مشروع الإدارة الذاتية هناك، كونه النموذج الأمثل لحل الأزمة السورية ككل، وليس فقط في السويداء، فالتجربة الناجحة للإدارة الذاتية جعلتها مطلب جميع الشعوب التواقة للحرية بنهج الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب، والسويداء ليست ببعيدة عنها؛ كونها تشكل فسيفساء من الطوائف المتحدة والمتضامنة.
حيث كشف الناطق الرسمي باسم منظمة “السويداء أولاً” مروان مداح، لوكالة أنباء هاوار في آب عام 2021: “الحقيقة لا وجود للإدارة الذاتية في السويداء، إذا تكلمنا عن معنى الإدارة الذاتية السياسي الاحترافي، من النواحي الأمنية شهدت السويداء تطورات ما يشبه الاعتماد على الذات.
وكشف: “ستقوم السويداء بتأسيس الإدارة، لكنه موضوع مبكر، نملك قوى سياسية في السويداء، تدعو وتنظم لأجل تشكيل إدارة سواء أفراد أو قوى سياسية”.
وقال مداح: “بمنظمتنا الخاصة، التي أقوم بإدارتها بمجلسها التأسيسي -منظمة السويداء أولاً – وهي منظمة سياسية مسجلة في لندن، بدأنا في أكتوبر 2018، بطرح فكرة نموذج شمال وشرق سوريا على شكل نموذج للاقتداء والاستلهام، وتجربة الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا شبيهة بتجارب شعوب أخرى مثل سنغافورة، وهذه التجربة بمثابة النهوض من الفوضى، فهي تضم نخبة صغيرة من الناس تشكل هيئة، وتقود المنطقة، وتجتاز المصاعب”.
وأضاف: “بالفعل هي (الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا) ناجحة إذا قارناها بظروف سوريا، نحن لا نستطيع أن نقارن الإدارة الذاتية، التي نجحت في شمال وشرق سوريا ببلجيكا والسويد بل نقارنها بباقي أجزاء الوطن السوري، من الناحية الاقتصادية والسياسية، والاجتماعية أفضل بما لا يقاس، هناك ملاحظات وأخطاء أمر طبيعي، لكن ميزة الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا أنها قابلة للنقد، وتستجيب له وهذا شيء رائع وعظيم”.
وزاد: “نحن في الجبل ننظر للإدارة في شمال وشرق سوريا كنموذج للاستلهام”.
وشدد “نحن كمنظمة تسعى لإقامة إدارة ذاتية على شبيهة بتجربة شمال وشرق سوريا، على أنها تجربة ملهمة ورائدة بسوريا، وجنّبت منطقة شمال وشرق سوريا ويلات عديدة وفوضى بالإضافة إلى الأزمات الاقتصادية الخانقة، التي تعيشها باقي المناطق السورية، وخاصةً مناطق سيطرة النظام، وكما جنّبت المنطقة من المشاكل والتحديات الأمنية الخطيرة”.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle