سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

هل سنشهد قرناً آخر من الإبادات؟

عصام عيسى/ كاتب وإعلامي_

قرن من الإبادات الجماعية بحق الكرد، والأرمن، والسريان، والإيزيديين والشركس والعرب، ملأت صفحات تاريخ الفاشية التركية السوداء، واليوم يوشك هذا القرن على الأفول، وتبقى الفاشية التركية سليلة العثمانية، ورأس حربة قوى الهيمنة الرأسمالية، لا تريد لهذه الإبادات أن تتوقف، فهي تحارب كل من يقف بوجهها، وضد مشاريعها الدموية الاحتلالية للمنطقة برمتها، وهنا نتحدث عن فلسلفة القائد عبدالله أوجلان، الذي أيقظ شعوب المنطقة من غفلتها، وسلحها بالوعي، وبالفكر الديمقراطي؛ لتكون سداً منيعا في وجه ما يُحاك من مؤامرات وإبادة، بات رأسها يطل من خلال الهجمات الموسعة، والمكثفة مؤخراً على المنطقة.
مع تسارع الأحداث والتطورات على الساحتين الدولية والإقليمية، يبقى الكرد ومشروعهم الديمقراطي مع شعوب المنطقة، محط تجاذبات بين تلك القوى، لاسيما مشروع الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا صاحبة القوى الأكثر فاعلية على الأرض، وفي العالم حتى في مقارعة داعش ودحرها، فدولة الاحتلال التركي مجدداً تنفذ هجمات واسعة ضد مناطق شمال وشرق سوريا، ومع انهيار مرتزقة داعش احترقت الورقة الأقوى للفاشية التركية في تحقيق أطماعها في سوريا والعراق، احترقت تلك الخريطة، التي أراد رسمها أردوغان بدماء مكونات وشعوب المنطقة، وخلف تلك الخريطة، كان يحمل أوراق ميثاقه الملّي؛ ظناً منه أن التاريخ سيعيد نفسه، ويحقق أطماع العثمانية عدوة الشعوب والمعتقدات، إذ أنه ومنذ أيام أطلق جيش الاحتلال التركي وحكومته الفاشية سلسلة غارات جوية استهدفت مدن وأرياف شمال وشرق سوريا، وخلفت شهداء مدنيين ومقاتلين من أبناء المنطقة، وحجة الاحتلال التركي هو الرد على التفجير الإرهابي، ذي الصبغة الاستخباراتية لفاشية أردوغان، لكن في حقيقة الرد والغاية، هناك سلسلة من الأزمات، التي توشي بانهيار هذه الفاشية وأبرزها قرب الانتخابات، والتدخلات الخارجية، وانهيار الاقتصاد، والزج بالمرتزقة من كل حدب وصوب في صراعاتها.
وهنا لا ننسى حرب الفاشية التركية وداعمها الناتو في مناطق الدفاع المشروع ضد قوات الكريلا، صاحبة الفضل الأكبر في دحر داعش سواء في شنكال، أو في شمال وشرق سوريا، حيث يستخدم جيش الاحتلال التركي شتى أنواع الأسلحة المحظورة والكيماوية ضدهم في محاولة منه لسباق الزمن، قبيل مئوية تأسيس تركيا، حيث المؤشرات تدل على ضرواة المقاومة لدى كريلا حرية كردستان، والتي باتت تدافع وتسد الطريق أمام ارتكاب مذابح وإبادات جماعية بحق الشعب الكردي، وسائر شعوب المنطقة، في وقت باتت أطروحة وفلسفة القائد عبدالله اوجلان المتمثلة بشعار “المرأة، الحرية، الحياة ” تدك معاقل السلطات، والأنظمة المستبدة، وهذا ما بات يثير قلق قوى الهيمنة الرأسمالية، التي تحاول القضاء على مناضلي الحركة الكردستانية حاملي راية الإنسانية والخلاص والحرية والديمقراطية، التي تتوق لها شعوب المنطقة والعالم مع قرب أفول قرن من المجازر والإبادات، وتظهر مقاومة بطولية لمنع حدوث مثل تلك المجازر مجدداً مع بداية القرن الجديد.