أحد الشهود: الديمقراطي الكردستاني يعتقل شبان روج آفا لوطنيتهم

روناهي/ كوباني ـ

ممارسات الحزب الديمقراطي الكردستاني، أصبحت مسايرة وموافقة لمخططات تركيا في ضرب الكرد أينما وجدوا، وذلك عبر تواطئه مع المخططات التركية الاحتلالية في أجزاء كردستان الأربعة، ودعمها لمحاربة الكريلا، وبهذا أصبح المنقذ للأجندات التركية.

الشاب “م ـ خ”، كردي الأصل، من سكان مدينة كوباني، يبلغ من العمر 25 عاماً، ذهب أواخر عام 2019 إلى باشور كردستان بحثاً عن العمل؛ لتأمين لقمة العيش لعائلته المؤلفة من ستة أشخاص، لكنه تفاجأ بحكومة، تتبع أنصارها لمعاداة الشعب الكردي.

البحث عن لقمة العيش

قصد الشاب “م ـ خ” باشور كردستان بحثاً عن فرصة عمل لتأمين لقمة عيشه وتأسيس حياة آمنة ومستقرة، بعيدة عن الحرب والدمار، لكنه انصدم بالسلطة الحاكمة والتي أصبحت أجندة وأداة لدولة الاحتلال التركي في مناطقها، فباتت تحارب لصالح مخططات تركيا الإرهابية، وتنفيذ مشاريعها الإجرامية الساعية لخلق الدمار، والفتنة بين الشعب الكردي.

“م ـ خ” شابٌ من كنف عائلة وطنية، ضحت بأحد فلذات كبدها في سبيل حماية أرضه، ووطنه من الطغاة والدكتاتوريين، لكن للأسف المواطن الذي ضحى بروحه ودمه فداءً للوطن، كان السبب بطرد أخيه من باشور كردستان بتهمٍ عارية عن الصحة.

فعند ذهابه لباشور كردستان كان يحلم بحياة مستقرة، لكن ذاك البلد، الذي قصده، لم يكن كما كان متوقعا منه أن يكون بلد الأمن والسلام والاستقرار، الذي حلم به.

من لاجئ إلى سجين

وبعد عمله الذي دام ثلاثة أعوام متتالية في مدن باشور كردستان “هولير، دهوك، سلمانية”، طلبته السلطات في مدينة هولير، بحجة الموافقة على طلبه لاستلام الإقامة هناك، لكن الشاب “م ـ خ” كان يعلم بأنها خدعة؛ لاصطياده فريسة وزجه في سجونهم بتهم باطلة.

وعقب ذهاب الشاب إلى مقر شؤون الهجرة والجوازات، تم إلقاء القبض عليه مباشرة دون توضيح أسباب الاعتقال.

ولمعرفة تفاصيل قصة اعتقال الشاب “م ـ خ”، قصدت صحيفتنا “روناهي” منزل الشاب، والتقت معه هناك في مدينة كوباني فحدثنا قائلاً: “كان الهدف من لجوئي إلى باشور كردستان هو البحث عن فرصة عمل لتأمين لقمة العيش لعائلتي، والتخلص من الحرب والدمار في سوريا”.

وأضاف: “كان أملي بحكومة باشور كردستان كبيراً، حتى أني لم أكن أعد ذهابي إليها نزوحاً، كونه جزءاً من وطني المنقسم، لكن للأسف لقد خيبوا ظني وخذلوني بتواطؤهم، وتنفيذهم لمخططات دولة تركيا الفاشية”.

وعن كيفية اعتقاله قال الشاب: “إنه تلقى اتصالاً من دائرة شؤون الهجرة، أخبروه بقبول طلبه لاستلام إقامته في الإقليم، ووجوب ذهابه لاستلامها”.

واستمر حديثه بالقول: “عقب ذهابي إليهم، وتقديم معلوماتي الكاملة لهم، تم اعتقالي على الفور من قبل قوات الأساييش في محافظة هولير، حيث تم احتجازي لمدة ثمانية أيام على التوالي في أحد سجون مدينة هولير، دون إجراء أي تحقيق أو إعلامي بسبب اعتقالي”.

وأضاف: “بعد قضاء ثمانية أيام في الزنزانة دون أي سؤال أو جواب، تم نقلي إلى سجن آخر، وحينها أجروا معي التحقيق على أساس، إني كنت أعمل مع قوات سوريا الديمقراطية، وإنني أنتمي لعائلة وطنية، وذوي شهيد، لقد كان بحوزتهم جميع معلومات وتفاصيل عائلتي”.

كما قال أيضاً: “إن تحقيقاتهم كانت على أساس، أن العمل مع قوات سوريا الديمقراطية جرماً وخيانة، لكن في الحقيقة، إنني لما أكن أعمل مع أي جهة عسكرية، أو مدنية في روج آفا، وكان ذنبي الوحيد هو انتمائي لعائلة وطنية محبة لأرضها وقوميتها، ولم أكن أعلم بأن حبنا، ووطنيتنا ستصبح يوماً ما جرماً نعاقب عليه”.

كما أوضح قائلاً: “لم أكن الوحيد، الذي اعتقل بتلك التهمة الباطلة، بل كان معي العشرات من الشبان من روج آفا وخاصة من مدينة كوباني، وكنا جميعاً متهمين عندهم بالعمالة مع قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا”.

مؤكداً: “بأن حكومة باشور كردستان قد بدأت منذ فترة بحملة اعتقال شبان روج آفا، وتوريطهم بتهمٍ باطلة، وبعدها يتم طردهم إلى مناطق روج آفا، أو تسلميهم للحشد الشعبي، وبعدها لحكومة دمشق، حيث تم تسليم بعض الشباب ممن كانوا معي في سجن هولير، للحشد الشعبي ليقوموا بتسليمهم فيما بعد إلى حكومة دمشق”.

واختتم الشاب “م ـ خ” حديثه بالقول: “بعد اثنين وعشرين يوماً من اعتقالي وتعذيبي وتحقيقاتهم المستمرة معي، لم يتمكنوا تثبيت أي تهمة ضدي، لذا قرروا طردي أنا وشاب آخر أيضاً من مدينة كوباني، في التاسع من تشرين الثاني الحالي، مع غروب الشمس إلى أراضي روج آفا، وحتى أننا لم نكن نعلم أين رمونا، فقط أكملنا مسيرتنا مشياً على الأقدام، حتى وصلنا إلى أحد نقاط قوات الحماية الذاتية، الواقعة على الحدود المحاذية لباشور كردستان، ومكثنا عندهم في تلك الليلة، ليقوموا بعدها في اليوم الثاني بإيصالنا إلى مدينة قامشلو، لنتمكن بعدها بالتواصل مع عوائلنا لنطمئنهم علينا، وأكملنا بعدها مسيرتنا حتى وصلنا إلى منازلنا”.