سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

تفجير تقسيم… إرهابٌ معدٌّ للاستثمارِ السياسيّ

رامان آزاد_

يحتاجُ حزبُ العدالة والتنمية الحاكم إلى حدثٍ كبيرٍ يقودُ إلى متغيّرٍ سياسيّ لتجاوزِ المحنة التي يمرُّ بها ويستقطب أصوات الناخبين الأتراك في الامتحان الانتخابيّ القادم، وقد فشلت مساعيه لشنِّ عملية عسكريّة شمال سوريا بذريعة الأمن القوميّ واصطدمت برفض روسيّ وأمريكيّ، ويبدو أنّ أنقرة مقتنعة أنّ المسارَ التصالحي وخطة إعادة اللاجئين لا يضمنان الفوز بالانتخابات، ولكنّ تجديدَ التهديد يتطلبُ بالضرورةِ حدثاً أمنيّاً كبيراً يكونُ رسالة مساومة إلى موسكو وواشنطن.
أنقرة بحاجة لتفجير
هل تحتاجُ حكومةُ العدالة والتنمية تفجيراً في هذا التوقيتِ وما هو التفجيرُ المثاليّ الذي يلبّي حاجتها؟ الإجابة تكمنُ بأسلوبِ تعاطي المراجعِ السياسيّةُ التركيّةُ مع التفجيرِ الذي وقع في شارع الاستقلالِ بمنطقة تقسيم بمدينة إسطنبول، بعد ظهر الأحد 13/11/2022، وأدى لمقتل 6 أشخاص، وإصابة 81 آخرين، بأسلوبٍ تجعله مثاليّاً، ووفق مقتضياتِ الحاجة والمقاساتِ التي تريدها الحكومةُ، واتهمت مباشرةً طرفاً كرديّاً وقالت إنَّ المنفذَ قادمٌ من سوريا!
بدايةً، هناك عشراتُ المواقعِ العسكريّةِ لجيش الاحتلال التركيّ في سوريا يمكن استهدافها، ولا يستدعي الأمر عناءَ السفرِ إلى إسطنبول لتنفيذ التفجير في منطقة سياحيّة بين المدنيين، ليمنحَ الحكومةَ التركيّة فرصةَ الاستثمارِ السياسيّ والانتخابيّ، والفرقُ أنّ التفجيرَ في عفرين عمل مقاوم، وأما في إسطنبول فهو إرهابيّ، وأنقرة تريد إسقاطَ توصيفِ المقاومة بالمطلق، فهي تقول عن عفرين التي تمّ تهجير أهلها أنها “محررة”. وهذا سببٌ أساسيّ لحاجة أنقرة للتفجير!
وإسطنبول تمثلُ العمقَ التركيّ، وما تريد الحكومة قوله، أنَّ التهديدَ للأمنِ التركيّ لا يتوقفُ على الحدودِ، بل يطالُ عمقَ البلادِ، ويتطلبُ السيناريو أن يُذكر فيه عفرين وكوباني ومنبج، وبذلك قالت السلطات التركيّة أنّ منفذةَ التفجير تلقّتِ التعليماتِ من كوباني وجاءت من عفرين، ولفقت حكاية التدريبات…إلخ

مواصفاتُ التفجير المثاليّ بالنسبة لأنقرة:
المكان: أكثرُ المواقع ازدحاماً في إسطنبول، وهو موقعٌ سياحيّ، يلفتُ انتباهَ حكوماتِ العالم، فيما استهدافُ موقعٍ أمنيّ أو عسكريّ له دلالةٌ أخرى، وبذلك يتحقق شرط توصيف التفجير بأنّه “إرهابيّ”، ويؤكد ذلك أسلوبُ التنفيذِ عبر التفجير.
التوقيت: مرحلةُ شدِّ الأعصابِ والتحضيرِ للانتخاباتِ البرلمانيّةِ والرئاسيّة، وما تريده الحكومة الحالية أن تظهر أنّها الضامن الوحيد للأمنِ في البلاد، وإلا ستعمُّ الفوضى.
المنفذ: يجب أن يكونَ كرديّاً أو محسوباً على جهةٍ كرديّة، وتحديداً حزب العمال الكردستانيّ، ولا تقبلُ الحكومةُ التركيّة أن يكونَ منفذُ الهجومِ تركيّاً ناقماً على سياستها، ولا عنصراً من “داعش”، أو “النصرة” ولا أيّ جهةٍ أخرى. بل أن يكونَ قادماً من سوريا وتحديداً من عفرين التي تحتلها تركيا. لتبررَ سياستها في المنطقة المحتلة.
يُذكر أنّ تسجيلاً صوتياً تم تسريبه في 27/3/2014 لاجتماعٍ بوازرة الخارجية التركيّة وقال فيه هاكان فيدان رئيس الاستخبارات إنّه يمكنُ إرسال أربعة أشخاص إلى سوريا لقصفِ الأراضي التركيّة بثمانية صواريخ أو القيام بعملٍ استفزازي ضد ضريح سليمان شاه ليكون ذريعةَ التدخل العسكريّ في سوريا.
منبج وكوباني في عين العاصفة
المرأة التي أُلقي القبض عليها “أحلام البشير” (23 سنة) والتي زعمت السلطات الأمنية التركيّة أنّها منفذة التفجير، قيل إنّها قادمة من عفرين المحتلة، والعينُ التركيّةُ على كوباني، التي تمّ استهدافها مراراً بالطيران المسيّر والمدفعيّة، والقصة في كوباني مختلفة تماماً، ولذلك قالت السلطات التركيّة إنَّ التقديراتِ الأوليّةَ تشيرُ إلى أنَّ التعليماتِ بتنفيذِ التفجير صدرت من مدينة كوباني.
وفق الراوية التركيّة فإنّهم يعتقدون أنَّ “منفذَ” التفجير عبر من منطقةِ عفرين التي تحتلها تركيا منذ خمس سنوات، وهي بكاملها ضحية العدوان والاحتلال التركيّ، وبذلك أرادت أنقرة عبر فبركة القصة قلبَ الحقيقة، لتجعلَ عفرين منطلقاً لهجومٍ يستهدفُ إسطنبول البعيدة جداً عنها! ويصبحُ الجلادُ ضحيةً!
اللافت أنّ أكثر المعلوماتِ حساسيّةً جاءت بصيغةِ “الاعتقاد”، وحتى ما سمّته السلطاتُ الأمنية أنّه معلومات فقد جاء بصيغةٍ مبهمةٍ، وبكلامٍ بغايةِ الإنشائيّةِ، وكل تلك المعلوماتِ الفضفاضةِ تم ربطها بعقدةٍ واحدةٍ مفادها أنّ المرأة المعتقلةَ اعترفت بانتمائها إلى “حزب العمال”. وبالنسبة لأنقرة فإنّ مجردَ ذكرِ الانتماءِ للحزبِ يجعلُ الخبر صحيحاً حتى لو كان كله قصةً ملفقةً! فالمطلوبُ صياغةُ خبرِ تفجيرٍ مثالي يخدمُ الأجندةِ السياسيّة التركيّة.
بفرض أنّ الراوية الرسميّة ثبتت صحتها، فهي دليلٌ قطعيّ على حجمِ الثغرات الأمنيّة في مواضع عديدة مكّنت منفذة التفجير من التحرك بسهولة لتصل إلى الهدف، لكن الرواية الرسميّة ناقضت نفسها، فالسلطاتُ الأمنيّة التي يمكنها القبض على شخصٍ خطيرٍ خلال ساعات عاجزة عن ضمانِ أمن موقعٍ سياحيّ مهم، ذلك لأنّ مهمة السلطات الأمنيّة لا تنحصر بملاحقة الأشخاص الخطرين واعتقالهم بعد تنفيذ الجرائم، بل الصحيح منع وقوعها.
حديث وزير الداخلية التركيّ سليمان صويلو عن رصد اتصالات بين أفراد خليةٍ دبرت التفجير اقترب من ضفةِ الخيالِ والأفلام، وثمّة نقطة بقيت معلقة في حديثه، متى رُصدت المكالمات؟ لماذا تُرصد؟ فإذا كانتِ المعتقلة “أحلام البشير” قد دخلتِ البلادِ بطرقِ التهريبِ وفق الرواية الحكوميّة، فلا يمكنُ للسلطاتِ الأمنيّة رصد مكالمتها لأنّها شخصيةٌ مجهولةٌ، وهذا الإجراءُ يفترضُ وجودَ أشخاصٍ محددين تتم مراقبتهم بسببِ شبهاتٍ في سلوكهم، وأما رواية أنّ “أحلام” كانت بصدد الهرب إلى اليونان، فيناقضها المشهدُ الذي تداوله الإعلامُ التركيّ لاعتقال المتهمة في منزلٍ بغايةِ الهدوءِ، لا يوحي أبداً بأنّها منفذةُ التفجير، ويفترضُ أنّ “الإرهابيّ” لن يترددَ بالمقاومةِ، أو حتى قتلِ نفسه. كما تم إقحام عائلة كرديّة لاجئة من عفرين بالقصة قالوا إنّ “أحلام” وُجِدت في منزلهم.
ولأنّ الرواية الرسميّة متناقضة وغير مقنعة، عمدتِ السلطاتُ الأمنيّةُ التركيّة إلى استدراكِ النقص وإضافة تفاصيل جديدة لترقيعها، وزادت تناقضها، من قبيل إلقاءِ القبضِ على عددٍ من الأشخاصِ في تركيا، وعلى الأخوين أحمد وعمار جركس، ثم إقحام اسم مدينة منبج بالقصة. ويوم الجمعة قال وزير الداخلية التركيّ، سليمان صويلو إنّهم يواصلون “فك تشفير” الهيكل الكامل الذي يقفُ وراء هجوم شارع الاستقلال، وأشار إلى أنّ أمرَ التنفيذ “جاء من منبج أيضاً”.
بذلك يُعادُ سيناريو يشبه قصةَ الهجوم على مركز أمنيّ في مرسين في 26/9/2022 وقالت السلطات الأمنيّة حينها: إنَّ مسلحتين كرديتين فتحتا النارَ على عناصر الأمن، وأنّهما قدمتا بطائرةٍ شراعيّةٍ من منبج وطارتا لنحو 13 ساعة، شراعيّة (منطاد).

أردوغان نأى بنفسه
لا يدخر أردوغان عادةً أيّ مناسبة للحديث عندما تتعلق المسألة بأيّ طرفٍ كرديّ، وكان تصريحه المقتضب محل شكّ. وهو بطلُ الرواياتِ متقنةِ الحبكةِ والإخراجِ كما في فصول محاولة الانقلاب في 15/7/2016، فيما المسرحيةُ الأخيرةُ كانت فاشلة جداً بكلِّ المعايير، وتفتقر للمسةِ الخبيرِ. وفي تصريح ضبابيّ أشار إلى “رائحة رعب” وهذا تفصيلٌ مهمٌ جداً! وليس ذلك من عادته أبداً.
وزيرَ الداخلية التركيّ سليمان صويلو هو المسؤولُ الأكثر صلةً بالملف السوريّ والأكثر زيارةً للمناطقِ، كان بطلَ هذه المسرحية الخرقاء، والذي كان في زيارة إلى بلدة الراعي، وبعدها افتتح مشروع 600 منزل في إدلب، ثم ظهر في إسطنبول ليقوم بدوره.
أردوغان معروفٌ بالانقلاب أو إزاحة المقربين له بعد استهلاكهم، ويتقنُ قواعد اللعبةِ السياسيّةِ للانفرادِ بالقرارِ السياسيّ والحكوميّ، وصحيحٌ أنّه لم يقبل في مرحلةٍ سابقة استقالة صويلو في 12/4/2020، لأنّ الاستقالة الاعتياديّة من المنصب لا تُنهي مستقبله السياسيّ. ولا يمكنُ استبعادُ الاحتمال الأقل بأنّ يسفر ذلك عن “فركة أذن” لصويلو وترويضه ليكون أكثر طواعيّة!
زيفُ الراوية الرسميّة، ينفتحُ على احتمالاتٍ إضافيّةٍ وتفصيليّة، أقلها تضليلُ المجتمع والرأي العام، ولا تستبعد ضلوعَ المؤسسةِ الأمنيّة بالحادث، لتكون مقدمة لعملٍ سياسيّ وربما عسكريّ، وهذا أخطر بكثير، لأنّها كانت على حساب دماء العشرات، وبذلك أضحت المؤسسة الأمنيّة عبئاً على الناس! والتوصيف هنا يتجاوز الفشل بكثير ويصل حدَّ الخيانة.
أجندة انتخابيّة 
تتناقض السياسة التركيّة ومواقف مسؤوليها مع اقتراب الاختبار الانتخابيّ، وأردوغان مستعدٌ لكلّ السيناريوهات ودفع أيّ ثمن للبقاء في الرئاسة، وجملة أهدافِ مطلوبٌ تحقيقها عبر رسالة الدم. لتكون المحصلة قيادة الناخب التركيّ إلى صناديق الاقتراع!
وأما اختيارُ إسطنبول، فلأنها الخزّانُ الانتخابيّ الضخم، بواقع يتجاوز 10 ملايين ناخب، وهي المدينة التي هزمت أردوغان في الانتخابات البلدية عام 2019 بالجولة الأولى وتمَّ تثبيت الخسارة في جولةِ الإعادةِ، والمطلوبُ الانتقامُ من المدينةِ التي لم تصوّت لمرشحِ العدالة والتنمية بن علي يلدريم. كما أنَّ عمدةَ إسطنبول أكرم إمام أوغلو منافسٌ محتملٌ في الانتخاباتِ الرئاسيّةِ، وسبق التفجير طلبُ الادعاءِ العام التركيّ محاكمة إمام أوغلو لإزاحته من السباق الانتخابيّ.
كشفتِ الانتخاباتُ البلديّة في 31/3/2019 عن تراجعٍ حادٍ للحزبِ الحاكمِ وخسر أكبر المدنِ التركيّة (إسطنبول وأنقرة وإزمير وإنطاليا) وفشل بترميم شعبيته طيلة السنوات الماضية، وبحسب استطلاعات الرأي، لن يكون الأمر سهلاً على أردوغان، ففي استطلاع أجراه معهد أبحاث الرأي التركيّ يونيليم Yöneylem، ذكر 58% من المشاركين أنّهم “في أيّ حال من الأحوال” لن يصوتوا لأردوغان.
وجاء التفجير الحالي قبل سبعة أشهر من الانتخابات المقررة في 18/6/2023، وأثار مخاوف أمنيّة لدى الأتراك من جديد وأعاد إلى الأذهان صور أحداث عامي 2015 ــ 2016 عندما وقعت سلسلة تفجيرات في تركيا أودت بحياة 826 شخصاً خلال 146 يوماً.
خلال عام 2015 وقعت في تركيا عدة تفجيرات في مواقع مختلفة بعضها كان مجازر مثل أنقرة وسروج سبقت مرحلتي الانتخابات البرلمانيّة.
فقد أسفرت نتائج الانتخاباتِ البرلمانيّة في 7/6/2015 عن مفاجأة فجّرها حزبُ الشعوبِ الديمقراطيّ بتحقيق نسبة 13%، فيما تراجعت شعبيّة حزب العدالة والتنمية، فلعب دوراً معطلاً لتشكيلِ حكومة ائتلافيّة، لتُعادَ الانتخاباتُ في 1/11/2015، وسعى الحزب الحاكم لاستثمار التفجيراتِ ووضع الناخبين الأتراك أمام خيارٍ افتراضيّ ولسان حاله: إما نحن أو الفوضى! وبعبارة أخرى عمد الحزب الحاكم إلى تزوير بيئة الانتخاب بخلق وضعٍ من التوترِ الخوف، ودفع الناس إلى صناديق الاقتراع وقد تمَّ تحريض هواجسهم للحد الأقصى! وخلال جولات الانتخاب الماضية لم يُبدِ أردوغان خوفاً من الصناديق، بل هي لعبته المفضلة، وبذلك يؤكد للعالم أنّ وجوده في السلطة يستندُ إلى الديمقراطيّة.
وبذلك فالتفجير يخدم مباشرةً الأجندة الانتخابيّة لاستهداف حزب الشعوب الديمقراطيّ، فالحزب الحاكم هو المستفيدُ من التفجير! والمطلوبُ إيجادُ اختراقٍ كبيرٍ في حاضنةِ حزبِ الشعوب، واستمالة الناخبين وبخاصةٍ الكرد.
تناقض التعاطي مع الكُرد
مساران متناقضان جداً يعمل عليهما حزب العدالة والتنمية إزاء التعاطي مع الكرد، وهو ما يعكس انقساماً سياسيّاً في الأوساط التركيّة، رغم وحدة الهدف فيما يتصل بالانتخابات، وهو محاولة إقصاء أصوات الكرد من المعادلة الانتخابيّة، ومسعى للحيلولةِ من أن تذهب لصالح المعارضة.
المسار الأول يمكن توصيفه بأنّه قوميّ راديكاليّ ينبع من كراهية الكرد ويتعلقُ بمحاولةِ إيجادِ الظروفِ لعمليّةٍ عسكريّةٍ جديدةٍ شمال سوريا، وكان تفجير إسطنبول، رسالة متعددة المستويات، وكانت إلى موسكو وواشنطن اللتين رفضتا العملية ومضمونها “يجب أن نقوم بعملٍ عسكريّ جديد لأن أمننا القوميّ مهدد من كوباني تحديداً. وتصريح صويلو برفضِ التعزيةِ الأمريكيّة يؤكدُ هذا المعنى.
المسار الثاني تضمّن العملَ على محوري أدرنة وإيمرالي، فقد زار وزير العدل التركيّ باكير بوزداغ في 2/11/2022 سجن أدرنة والتقى صلاح الدين ديميرتاش، فيما كشفت زعيمة حزب الخير ميرال أكشينار عن زيارة لإيمرالي واللقاء مع عبد الله أوجلان، وهذا المسارُ البراغماتيّ يستندُ إلى عبرةٍ مستخلصةٍ من الانتخابات البلدية في 31/3/2019، يوم صوّت الكرد لصالح المعارضة، فقلبت أصواتهم المعادلات، واستطلاعات الرأي تشير إلى زيادة شعبيته اليوم.
المفارقة أنّ دولت باهجلي زعيم الحركة القومية أعلن الثلاثاء 8/11/2022 خلال كلمته أمام نوابه، أنّه يؤيد التواصل مع حزب الشعوب الديمقراطيّ، والذي لطالما وُصِف بأنّه الجناح السياسيّ لحزب العمال! وأقرّ باهجلي بالنقاش مع الحزب حول التعديل الدستوريّ، رغم أنّه أعلى صوت يدعو لإغلاقه فقال: “إنّها خطوة طبيعيّة للتفاوض مع حزب الشعوب الديمقراطيّ للعملِ على الدستور”.
معركة إعلاميّة
على غير العادة، تولى المسؤولون الأتراك وتحديداً سليمان صويلو مهمةَ الحديث عن التفجير، فيما نأى أردوغان يوم أمس بنفسه عن اتهامِ أيّ جهة كرديّة، وهذا مؤشر توزيع الأدوار، لأنّ صويلو وزير الداخلية، فيما اتهام أردوغان سياسيّ فقط، أي أنّهم أرادوا إضفاء مصداقيّة شكليّة على تسلسلِ الاتهام. ونقلت وكالة الاناضول للأنباء، عن صويلو في تصريحات صحفيّة، إنّ منفذي الهجوم “الإرهابيّ” كانوا سيهربون إلى اليونان اليوم الاثنين لو لم يتم إلقاءُ القبض عليهم. وبذلك يضيف صويلو حلقة إضافيّة مثاليّة عبر الحديث عن سرعةِ إلقاءِ القبضِ على مرتكبِ التفجيرِ!
السؤال المطروح لماذا يعتبر تفجير إسطنبول عملاً إرهابيّاً وبادرت مختلف الحكومات لتقديم العزاء فيها، فيما مجزرة الأطفال في تل رفعت في 2/12/2019 التي تسبب بها القصف التركي وراح ضحيتها عشرة أشخاص بينهم 8 أطفال اُعتبرت مجردَ عملٍ عسكريّ ولم تحظَ بالاهتمام الدوليّ، وتم تجاهلها؟ وهذا سبب آخر لحاجةِ أنقرة للتفجيرِ، لتظهرَ أمام العالمِ أنّها ضحيةُ الإرهابِ!
هي معركة إعلاميّة في الحد الأدنى، والرسالة تلقفها الناخب التركيّ، والمواطنة الصوماليّة سيُخلى سبيلها بصمتٍ، وستبقى تداعياتُ الضجّةِ الإعلاميّةِ التي أثارتها أنقرة.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle