قامشلو/ دعاء يوسف –
بدأ حلمه عاشقاً لخشبة جسّدت أجمل معاني الجمال، لتتراقص على ألواحها طموحاته وشغفه، فلم يتوقف ليستمر في تحقيق الإنجازات على مدار خمس وأربعين سنة، ليُعدّ البنية الأساسية لبناء وتطور ألواح خشبة مسرح الطفل.
دخل عالم الفن من خلال فرقة العمالية المسرحيةـ وفرقة المركز الثقافي في مدينة قامشلو، لتكون أول الطرق الذي سلكه نحو الحلم، فحيكت الخيوط وصُهِرت الصعاب أمام طموح عملاق المسرح، وسبقه الشغف والحب لتعجز الكلمات عن التعبير أمام مخرج حول خشبة المسرح إلى ساحة لا يمكن لأمرؤ أبعاد بصره عنها.
عروض تأسر المشاهد فتأخذ منها العبرة، ليأخذك في مسرحياته لعالمه الخاص، وكأنه ينشر عبقاً ساهر في أجواء المسرح، فتجد المتعة والبسمة الحزن والفرح تتغير تعابيرك مع كل مشهد، لتكون هذه المساحة الصغيرة بوابتك لعالم أكبر.
لم يكن المسرح بالنسبة له حكاية في ختامها يتزوج الأبطال، أو حدثاً أجندته الصراع بين اتجاهين أو فكرتين متناقضتين.
لم يجعل من مسرحياته ساحة يقوم مؤلف على كتابتها، ومخرج ما يشخصها فوق خشبته بمساعدة مجموعة ممثلين يتقمصون الشخصيات المسرحية بحرفية عالية المستوى، لتأتي الإنارة راسمةً ملامح المكان تتخللها بعض الموسيقا والمشاعر ليصاحب نهاية العرض بعض التصفيق تقديراً أو مجاملة، وكل هذا يذهب حالما تخطو أقدام المشاهد خارج ساحة العرض المسرحي، فهو حَمَل مسرحياته فكراً تطرح النقاش في عقول مشاهدهاً ليضيف بعداً جديداً لذاته المقهورة.