سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مديرية الآثار تنهي أعمال ترميم قلعة نجم

منبج/ آزاد كردي ـ

 شهدت قلعة نجم؛ الواقعة في مدينة منبج؛ انتهاء أعمال الترميم، التي قامت بها مديرية الآثار؛ التابعة للجنة الثقافة والفن، بعد أن تعرضت هذه القلعة لعدة عوامل مناخية أدت إلى انهيار أجزاء منها في شهر آذار من العام الجاري. 
تسعى مديرية الآثار في مدينة منبج إلى حماية الآثار من الانتهاكات الكبيرة، التي طالتها في الفترة السابقة في ظل سيطرة مرتزقة، ما يسمى بالجيش الوطني، وداعش الإرهابي، وصيانتها من كل الخراب، الذي تتعرض له من العوامل البشرية أو المناخية أيضاً، بل أنها انطلقت بخطاً حثيثة في وضع هذه المواقع على خارطة المعالم السياحية الأثرية، أمام الزوار، وخاصة فيما يتعلق بالمنتجعات السياحية بالتعاون مع مديرية السياحة أيضاً، وتحديداً الأبدة الأثرية قلعة نجم.
وتكتسب قلعة منبج أهمية كبيرة في نفوس أهالي مدينة منبج، إذ تعدّ، إلى كونها من أهم الأوابد الأثرية، فإنها تحمل رمزية وقدسية خاصة لموقعها، ولقربها من نهر الفرات؛ نظراً لالتقاء الخضرة بالماء، حيث يعتادون على زيارتها بشكل مستمر، ودوري طلباً للراحة، وإمضاء للوقت والمتعة.
ورد ذكر قلعة منبج في العديد من المآثر، والسير، والأخبار، إذ مر بها الرحالة العربي، ابن جبير الغافي العاشر من ربيع الأول سنة 579هـ ويذكر: “كان وصولنا إلى الفرات، وعبرنا في الزواريق المقلة المعدة للعبور إلى قلعة جديدة على الشط، تعرف بقلعة نجم، وحولها ديار بادية وفيها سويقة فأقمنا بها مريحين إلى أن تكمل القافلة بالعبور”. (مدونة وطن eSyria، 2009)
وذكرها أيضاً ياقوت الحموي في معجم البلدان: “قلعة حصينة مطلة على الفرات على جبل تحتها ريف عامر، وعندها جسر يعبر عليه، وهي معروفة بجسر منبج، وبينها وبين منبج أربعة فراسخ وهو الآن سنة 621 هـ، وبناها الظاهر غازي بن صلاح الدين الأيوبي، وهي قلعة حصينة عربية إسلامية أيوبية، لها ظاهر طرق يقصر عنه الوصف”. (الشويخ، 1979)
تضرر القلعة
تقول الروايات التاريخية غير المثبتة، أن قلعة منبج كانت موجودة في أزمنة غابرة كالفترة الرومانية، والفترات البيزنطية، ونظراً لأن هذه المنطقة حساسة ولموقعها الاستراتيجي، فمن الطبيعي أن يكون فيها حصن دفاعي أقيم على مقتضيات أمور جبولوتيكية وعسكرية، وبناء على ما تقدم، فإن هذا القدم التاريخي فضلاً على القيام بترميمها في مراحل لاحقة، أديا إلى انهيار جزئي ضمن السور الدفاعي؛ بتاريخ 3/3/2022 والواقع في الطرف الجنوبي الشرقي لقلعة نجم وفي الجزء العلوي من الجدار، وتحديداً ارتفاع الجزء المنهار إلى ما يقارب الستة أمتار، وبعرض عشرة أمتار تقريباً.
وفي هذا السياق، تحدث لصحيفتنا «روناهي» الخبير الآثاري، محمد فارس عن أسباب الانهيار، التي أصابت أجزاء السور الدفاعي قائلاً: “كثرت الشائعات في الآونة الأخيرة، بأن الانهيار الحاصل في السور الدفاعي للقلعة، ناتج عن تعرض القلعة لقصف مدفعي أو ما شابه ذلك، ونحن مديرية آثار قائمون على القلعة، نؤكد أن عملية الانهيار، إنما حدثت نتيجة لعوامل جوية من رياح قوية وأمطار غزيرة، أتت على المنطقة في مطلع الشهر الثالث من هذا العام، إضافة إلى أن مكان الانهيار، سبق وإن شملته أعمال ترميم حديث في فترات سابقة، حيث كانت طريقة ترميمه بشكل غير متقن إضافة إلى عامل الرطوبة أيضاً”.
 تقع قلعة منبج على الضفة الغربية شرقي مدينة منبج على بعد 30 كيلو متراً، ولا تزال تحافظ على كثير من جدتها، وروعة بنيانها، وإتقان عمارتها، وهي رابضة فوق أكمة من أكمات الفرات، تطل من الشرق على نهر الفرات، وتطل من جهة الشمال على آكام صخرية بيضاء، ومن الجنوب على عدوتي الفرات.
الخبير الأثري محمد فارس، أوضح أن: “مديرية الآثار تدخلت لترميم القلعة من باب الحفاظ على التراث الثقافي، وعلى سلامة الموقع، بما في ذلك أهميته التاريخية، وجوانبه الجمالية، والمرئية وكون قلعة نجم من أهم الأوابد الأثرية المتربعة على شاطئ الفرات، إن مثل هذه المواقع الأثرية المرتفعة بحاجة لعمليات صيانة، وترميم بشكل دوري؛ وذلك للمحافظة على بنائها من الاندثار لا سيما أنه لم تجر للقلعة أي أعمال صيانة، أو ترميم منذ أكثر من أربعة عشر عاماً، بالإضافة إلى تفادي اتساع مساحة الانهيار الحاصل”.
الفارس أضاف أن: “مديرية الآثار في مدينة منبج بالتعاون مع لجنة الثقافة والفن، قامت بإعداد دراسة لإعادة ترميم الجزء المنهار، والمفقود من سور قلعة منبج، وشملت الدراسة أعمال الترميم وفق عدد من المراحل، لإظهارها بأبهى صورة وبألقها المتجدد”.
وبحسب، الفارس، فإن: “تجميع الحجارة المتساقطة من الجدار، وفرزها لإعادة بنائها من جديد، كما تم تعويض الجزء المفقود منها، وغير الصالح بحجارة من محيط القلعة المشابهة للحجارة الأساسية المستخدمة قديماً في بناء القلعة، وبالأحجام السابقة نفسها، في المرحلة التالية أزالت بقايا الجدار الاستنادي المستخدم في الترميم القديم، إضافة إلى بقايا الحجارة وكميات التربة من محيط مكان الانهيار، علاوة على تأمين مساحة مناسبة للعمل بالبناء بكل أريحية كون مكان العمل مرتفع ومحدود”.
واستدرك قائلاً: “تلا المرحلتين السابقتين تجهيز مواد البناء الأصلية من طينة، وملاط لتتناسب مع طبيعة بناء الموقع، أضف إلى ذلك رفع مواد البناء والحجارة، وإيصالها إلى مكان العمل، أما المرحلة الأخيرة تضمنت البناء بمعدل مدماك بناء لكل يوم”.
ووصف الفارس: “أعمال الترميم بالصعبة على الرغم أن مديرية الآثار تقوم جاهدة، بالإمكانات المتواضعة، والمحدودة في محاولة لتخطي الصعوبات، التي تواجهها من أجل الحفاظ على ما تبقى من إرث ثقافي، ومعالم أثرية وتاريخية، لما لها من أهمية خاصة، إذا أخذنا بعين الاعتبار، أنها ملك للبشرية جمعاء”.
الخبير الأثري، محمد الفارس، أكد بأن: “مديرية الآثار وضعت خططاً مستقبلية للبدء بأعمال الصيانة الدورية للقلعة، مختتماً حديثه بأن من أهم الأعمال والمشاريع المستقبلية، إنارة القلعة داخلياً وخارجياً، وترميم بعض من أجزاء الجدران، التي تحتاج لعمل إسعافي، إضافة إلى وضع حِمايات (درابزون) ضمن المناطق الخطرة، والمكشوفة”.
الغاية من تشييد القلعة
تعد قلعة نجم نقطة عبور أساسية على نهر الفرات، وعرفت بـ «جسر منبج»، وليس كما يعتقد البعض أنها أنشئت بغرض الاستجمام، أي لحماية هذا الممر الاستراتيجي الهام، الذي يربط مناطق بحر المتوسط ببلاد الرافدين، ويربط أيضاً جنوب الأناضول بمناطق سوريا الداخلية، ومن هنا أريد للقلعة أن تقوم بدور وظيفي عسكري دفاعي استراتيجي.
أما الهدف الأبرز لتشييدها فلغرض صد الهجمات المعادية من قبل الحملات الصليبية، من قبل نور الدين الزنكي ثم تلاه الظاهر غازي، وشهدت القلعة حملات ترميم في الفترة المملوكية، ثم أهملت بعد أن تعرضت للتدمير من قبل هولاكو، وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر سكنتها قبائل بدوية قاموا باستعصاء على الوالي العثماني آنذاك، فكانت النتيجة أن قصفت القلعة بالمدافع من الطرف الغربي، وآثار التدمير لا تزال واضحة حتى الآن.
ويحيط بالقلعة خندق محفور في قلب الصخر عمقه خمسة أمتار، وعرضه خمسة وعشرون متراً، طولها من الشرق إلى الغرب 170 متراً، ومن الشمال إلى الجنوب 130 متراً، ذات طابقين، ولها ثلاثة جدران ضخمة، فالأول الخارجي الراكب على طرف الأكمة المنحدر علوه 18 متراً، وعلو الثاني ثمانية أمتار، وعلو الثالث خمسة أمتار، وهو بشكل مدرج. (الضابطي، 2009)
وصف القلعة
ويصف الباحث، وليد مشوح في كتابه “حضارة وادي الفرات” قلعة نجم بأنها: “تتميز بالتنويع الكبير بشكل الأبراج الموزعة على محيط القلعة، بأشكالها العديدة إن كانت مربعة، أو مستطيلة، أو مضلّعة. ومدخل القلعة متجه إلى الشرق لا يزال سليماً والباب مرتفع نحو مترين… ويصعد إلى القلعة من جهة الشمال من خلال فجوة في الجدار، وقد كُتب على طبقة الباب بخط النسخ سطران “تجددت في دولة مولانا السلطان الملك الظاهر لمدة أولها بسنة خمس وستمائة، وآخرها سنة اثنتي عشرة وستمائة”.
المشوح يضيف بأنه: “خلف الباب بخمسة أمتار دهليز قام في طرفيه جداران متقابلان علوهما نحو عشرة أمتار في الشمال الأيمن، منها باب أو قوس شاهق، جميل البناء ينفذ إلى غرفة خفراء الباب، وما تزال الدهاليز وممرات القلعة سالمة، وكلها معقودة بالحجارة المنحوتة، وفي وسط عقودها كوات النور، وفي وسطها باحة سماوية، وفي جهتها الشرقية داخلها جامع، ثلاثة من جدرانه سالمة وفيه محراب، وعلى يمينه دائرة فيها اسم الجلالة، وسقف الجامع متهدم ماعدا غرفة متصلة بالجامع سالمة”. (المشوح، 1989)

نهضة القلعة سياحياً
وفي سياق متصل، بدأت لجنة الثقافة والفن بالتعاون مع كل من مديرية السياحة والآثار في مدينة منبج بالعمل على إنشاء منتجع سياحي استثماري، بمحاذاة قلعة نجم الأثرية، بهدف تنشيط المنطقة سياحياً والاستفادة من هذا المعلم الحضاري المهم.
الرئيسة المشتركة لمديرية السياحة في مدينة منبج، ختام محمد علي، تحدثت لصحيفتنا «روناهي» حول ذلك قائلة: “تعمل مديرية السياحة على إنشاء منتجع سياحي استثماري بمحاذاة قلعة نجم الأثرية؛ بهدف تنشيط المنطقة سياحياً والاستفادة من هذا المعلم الحضاري المهم، وبكلفة تقديرية أولية لهذا العام قدرت 48 ألف دولار”.
وأضافت: “يتضمن المشروع مسح الشاطئ هندسياً واختيار الموقع المناسب بالإضافة إلى اختيار الإطلالة المميزة مع مراعاة ارتفاع، وانخفاض منسوب مياه البحيرة الدوري أو السنوي؛ كمرحلة أولى.
أما المرحلة الثانية: تتضمن إنشاء مطعم مؤلف من طابق واحد بمساحة تقديرية حوالي 300م٢. وأنشئ المشروع على جرف صخري بارز، ومرتفع وهذا الجرف على شكل جزيرة محاطة بالمياه من ثلاث جهات، وتصميم المبنى يحمل الشكل الخماسي، ويحيطه تراس مطل على المياه من جميع الجهات”.
وأوضحت بأن: “إنجاز المرحلة الأولى من المشروع سينتهي هذا العام، وفي العام القادم سيكون هناك استكمال للعمل لبعض النقاط، التي لم تستكمل، إضافة إلى تجهيز معدات ولوازم المطعم وإنشاء شاطئ رملي مع مدينة ألعاب للأطفال، ومسبح، وننوه بأن كل مقومات العامل السياحي موجودة في الموقع، الذي تم اختياره من موقع أثري وتاريخي إلى شاطئ مائي”.
واختتمت الرئيسة المشتركة لمديرية السياحة في مدينة منبج، ختام محمد علي، حديثها بالقول: “يأتي هذا العمل من باب تشجيع الاستثمار وللتشجيع أيضاً على السياحة الداخلية، وجذب المستثمرين، إضافة لافتقار المنطقة لمثل هذه المشاريع السياحية؛ لأن المنطقة ينقصها هكذا نمط مميز وجميل، ولما لها من دور اقتصادي على المنطقة”.
المراجع
الشويخ، ح.، 1979. مشروع ترقيم مدينة منبج. منبج: مجلس مدينة منبج/1190.
الضابطي، ي.، 2009. “قلعة النجم”.. حصن الأيوبيين على الفرات [مقابلة] (11 -3- 2009).
المشوح، و.، 1989. قلعة نجم؛ حصن الأيوبين على الفرات. تأليف: حضارة وادي الفرات. دمشق: الأهالي للطباعة والنشر، pp. 388-393.
مدونة وطن eSyria، 2009. “قلعة النجم”.. حصن الأيوبيين على الفرات.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle