سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

من ذكريات التنقيب الأثري-1

محمد عزو

البعثة الأثرية، أو الحملة الأثرية الاستكشافية، تبدأ عملها التنقيبي بعد استكمال كافة الوثائق المطلوبة منها، لدى الدولة التي ستنقب فيها وستقيم على أرضها، وتتكون البعثة الأثرية، من طاقم علمي وفني متكامل على رأسها مدير البعثة، وفي الغالب يكون آثارياً، أي مختص في علم الآثار، واختصاصه يكون وفقاً لتاريخ الموقع الذي سينقب فيه، فهناك اختصاص في علم الآثار القديمة، واختصاص في علم الآثار الكلاسيكية، وعلم الآثار الإسلامية، وقد تجتمع هذه الاختصاصات الثلاثة في موقع أثري واحد، كما هو الحال في موقع تل “البيعة”.

في العادة يرافق مدير البعثة معاونه، ومهندس معماري، وآخر طبوغرافي، وعالم نبات، ومختص في دراسة الهياكل العظمية البشرية والحيوانية، وربما يكون طبيباً، إلى جانب مختصين في دراسة علم الفخار، والمعدن، والرسومات، ومصوّر ضوئي، كما يرافق البعثة مجموعة من الطلاب الذين يدرسون علم الآثار، في جامعات أمريكية وأوروبية وعربية مختلفة، يأتون هؤلاء الطلاب مع البعثة على حسابهم الخاص، للتدريب، أو لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه، ودائماً يرافق البعثة ممثلاً للسلطات الأثرية في “سورية”، ويفضل أن يكون من حملة الشهادة الجامعية في الآثار.. في أوائل بدايات ثمانينات القرن الماضي، كانت البعثة الأثرية الألمانية المنقبة في تل “البيعة”، في بداية موسمها الأول في منطقة “الرقة”، وكان عدد أفرادها يتجاوز عشرين فرداً، وكان مكان إقامة هذه البعثة في الموقع الأثري نفسه، وقد نصب أفرادها الخيام الصغيرة، التي جلبوها معهم في أرضية الدار، إلى جانب وجود بعض الغرف المبنية من مادة اللبن المجفف، وهذه الغرف كانت مخصصة للدراسة اليومية، دراسة اللقى الأثرية، وغرف للرسم، إلى جانب المطبخ العادي جداً، وغرفة متواضعة فيها عدة طاولات مخصصة لتناول الطعام اليومي، وطباخ البعثة ومعاونه هم أيضاً من عناصر البعثة، وهذا الطباخ في العادة يكون من أحد المدن السورية، ونادراً ما يكون أجنبياً، كانت البعثة المنقبة في تل “البيعة”، تعمل تحت إشراف البروفيسورة “ايفا شترومنغر” لروحها السلام، وهي سيدة تتجاوز الخمسين عاماً من عمرها، حينها كلفني الزميل الأستاذ “مرهف الخلف” رئيس دائرة الآثار في “الرقة” رحمه الله، الالتحاق بالبعثة كممثل للمديرية العامة للأثار والمتاحف في “دمشق”، بناءً على مكالمة هاتفية من السيد الدكتور “عفيف بهنسي”، لروحه النور والسلام، المدير العام للآثار والمتاحف آنذاك، وكانت هذه هي مرافقتي الأولى لبعثة أثرية أجنبية، بعد تخرجي من جامعة “تشارلز” في “براغ”، وعودتي إلي مدينتي “الرقة”.

 كان عدد العمال في البداية مقبولاً، والعمل يبدأ في الساعة الخامسة صباحاً، وينتهي في تمام الساعة الواحدة بعد الظهر، يتخلل هذه الفترة استراحة صباحية لتناول الفطور من قبل الجميع، تبدأ الساعة العاشرة، وتنتهي في تمام الساعة العاشرة والنصف، نظام تناول الوجبة الصباحية يتم فوق قمة التل، وعلى الأرض مباشرة، ولكن على الجميع التقيد بوضع مخلفات الطعام في أكياس بلاستيكية، ومن ثم رميها في برميل القمامة الذي جهزته البعثة قبل البدء في العمل، وإذا حدث وأن رمى أحد العمال بقايا الأطعمة على أرض الموقع، فإنه يفصل من العمل، ويستبدل بعامل آخر، كان يوم الجمعة هو يوم عطلة للجميع، وهو يوم تحسب فيه أجرة العمال بالكامل، وفي هذا اليوم عادةً تقوم البعثة بكامل طاقمها برحلة، إما إلى أحد المواقع الأثرية، التي تجري فيها تنقيبات أثرية، أو إلى إحدى المدن السورية، طالما عضو البعثة الأجنبي لديه إقامة سارية المفعول، وغالباً يبقى في المعسكر الطباخ أو معاونه، وأحياناً يبقى أيضاً عنصر أو عنصران من أفراد البعثة، لمتابعة الرسم والنقل الهندسي، ودائماً تحت إشراف ممثل المديرية العامة.

 مرّ شهر كامل على بداية أعمال الحفر، وكانت ورشات العمل موزّعة على ثلاثة محاور، *- الأول، يتركز فوق قمة التل الرئيس “الأكروبول”، *-والثاني في الجهة الشمالية الشرقية من منطقة “الأكروبول”، *-والثالث عند البوابة الرئيسة لسور المدينة من جهة الغرب، في محيط محور التنقيب الثالث الواقع بمحاذاة بيت البعثة من جهة الغرب، عثر المنقبون على هيكل عظمي عملاق، فوق أرضية يبدو أنها كانت تشغل مكاناً مهماً في مبنى حكومي يعود في تاريخه إلى الألف الثاني قبل الميلاد، الشخص المختص بدراسة العظام والهياكل العظمية، ظل مدة أسبوع كامل، وهو ينظف، وينقل، ويرسم، ويصور، إلى أن انتهى من هذه العمليات كافة، وفي العادة وبعد الانتهاء الكامل من دراسة الهيكل العظمي، يقدر المختصون أهمية هذا الهيكل، فإن كان مهماً يحتفظون به، وإن كان غير ذلك يطمر في مكانه، لكن الذي حدث في تل “البيعة” غير هذا وذاك، ففي صبيحة اليوم الثامن، بعث الرجل المختص عاملاً لطمر العظام المتبقية من هذا الهيكل تحت الأتربة، وذلك لعدم أهميته العلمية، لكن العامل تقاعس، ولم يذهب في ذلك اليوم بالتحديد، بل ذهب في اليوم الذي يليه، ولكنه لم يجد شيئاً، لقد اختفى الهيكل العظمي، وأخذ المختص علماً بذلك، وقال: اعتقد أنّ الكلاب الشاردة المتواجدة بكثرة قد حملتها بعيداً عن مكانها الأصلي، لكن العمال قالوا أنهم شاهدوا بقايا أقدام رجل عملاقة في محيط الحفرية، هذه الجملة الأخيرة طنت في آذان الجميع، وسرى مفعولها بسرعة بينهم….

يتبع…

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle