جل آغا/ أمل محمد –
احترفت دلال إبراهيم في قرية شورك النائية التابعة لمقاطعة قامشلو، مهنة الخياطة بعد تجاوزها الأربعين عاماً؛ لتُبرهن أن الرغبة والإرادة لا يوقفها عمر، وأن الحاجة هي التي تدفع الإنسان نحو النجاح أحياناً.
قصة نجاح
في قرية شورك الصغيرة، والمنعزلة التابعة لمقاطعة قامشلو، والتي تفتقر للكثير من الخدمات، تقطن دلال إبراهيم المنحدرة من قرية جوهرية في مدينة عامودا، والتي تعلمت مهنة الخياطة، بل واحترفتها بعد تجاوزها الأربعين عاماً، التقت صحيفتنا “روناهي” بدلال والتي حدثتنا بقولها: “من المعروف، أن الإنسان يكتسب معرفته، وخبرته بأصول مهنة ما بعمر صغير، وهذا الشيء طبيعي جداً؛ لأن العقل البشري يمكن استيعاب معارفه بشكل أكبر في مرحلة الطفولة والشباب، ولكني؛ ونتيجة لرغبتي الملحة على تعلم أصول مهنة الخياطة، استطعت احترافها بعمر الأربعين عاماً”.
صعوبات العمل
وزادت دلال: “وضع القرية من أهم الأسباب، التي دفعتني للتعلم، نعيش في قرية صغيرة تفتقر للكثير من الخدمات، نعتمد في تأمين حاجاتنا من مدينة قامشلو القريبة منا بشكل كبير، وعلى هذا، فقد طوعت نفسي في تعلم مهنة الخياطة باتباع دورات تدريبية، ومن خلالها استطعت تعلم هذه المهنة، ولا يمكنني إنكار بطء استيعابي، وإدراكي لتفاصيل المهنة، لم يسعفني في البداية التعلم بشكل أسرع، وذلك بسبب عمري، ولكن الرغبة جعلتني انتصر على مخاوفي”.
الإصرار على المتابعة رغم الظروف
وبذلك الإصرار أصبحت دلال متقنة لفن الخياطة لنفسها، ولأهالي القرية، وتتمنى أن يذيع صيت اسمها؛ لتغدو من الخياطات المشهورات في المنطقة، وتكون هذه المهنة مصدر دخل لها، ولعائلتها، وأضافت: “ليس هناك حدود للإصرار، علينا الثقة بأنفسنا، والمضي قدماً نحو أهدافنا، كثيراً قيل لي قبل عملي هذا، أن أتوقف، وإنني لن أتمكن من التعلم، ولكنني لم أصغِ لأحد، رغبتي أولاً ووضع القرية، هما دفعاني للاستمرار”.
لم تمارس دلال إبراهيم مهنة الخياطة قبل عامها هذا، أي أن عملها اليوم ليس امتداداً للماضي، بل خُلق من رحم المعاناة والحاجة، تُمارس الخياطة لتجني من خلال عملها، هذا قوت يومها على الرغم من قلته، ولكنه أفضل من لا شيء على حد قولها.