قامشلو/ دعاء يوسف –
أدانت الناطقة باسم منظمة سارة لشمال وشرق سوريا، أرزو تمو الهجمات المتكررة على النساء في المنطقة، مطالبةً بفتح تحقيق حيال جرائم الاحتلال التركي، ومن ثم محاسبته.
تستمر دولة الاحتلال التركي المعروفة بعدائها التاريخي للشعوب، بارتكاب الجرائم بحق شعوب شمال وشرق سوريا، سواء بقصفها المتواصل للمدن والقرى الآهلة بالسكان، منذ التدخل التركي العسكري في عمق الأزمة السورية عام ٢٠١٦ أو استهدافها المدنيين، والنساء بطائرات مسيّرة.
ومن هذا المنظور أدركت المرأة، وخصوصاً إبان الهجوم التركي، ودخول مرتزقته إلى بعض المناطق السورية ضرورة وعيها للموقف، ولعب دورها الأساسي والحتمي في الدفاع عن نفسها وشعبها وأرضها، وتنظيم نفسها بشكل متين؛ لتشارك بذلك في مجالات الحياة ونواحيها المجتمعية، والسياسية والعسكرية والأدبية في مرحلة حساسة تدعوها للمقاومة، فانطلقت نحو ساحات القتال، وكانت في مقدمة الجبهات تتصدى، وتتصدى أخطر المتطرفين.
فمارست المرأة دورها؛ لتكون القدوة والقيادية والرائدة في الكثير من الجبهات، والحملات العسكرية، التي طهرت المناطق من رجس مرتزقة داعش التابعين للمحتل التركي، وشكلت منظمات خاصة بها لتشكيل صف واحد بالتكافل والتضامن لوضع حد للجرائم والانتهاكات التي تطالها، لتصبح مقاومتها عنواناً للثورة، إلا أن وقوفها بين الاحتلال التركي وأحلامه جعله يتصرف بعدائية مع نجاحاتها، فيسعى لإنهائها عن الوجود خوفاً من الديمقراطية والحرية، التي تسعى لها المرأة.
انتقام الاحتلال التركي للمرتزقة
وفي هذا الصدد التقت صحيفتنا “روناهي” مع الناطقة باسم منظمة سارة لمناهضة العنف ضد المرأة في شمال وشرق سوريا “أرزو تمو” والتي حدثتنا عن سبب استهداف النساء في شمال وشرق سوريا بقولها: “كانت ولا تزال المرأة في شمال وشرق سوريا رأس الحربة في مكافحة الإرهاب، فتبين ببطولاتها وشجاعتها الدور الحاسم في القضاء على مرتزقة داعش عسكرياً، ومن هنا أصبح كسر إرادة المرأة الهدف الأكبر لدولة الاحتلال التركي، الراعية للإرهاب بمختلف مسمياته”.
وأضافت أرزو، أن الاحتلال التركي يقوم بإعادة سيناريو داعش إلى المنطقة، حيث صب جام غضبه، وعنصريته ضد المرأة، لنجاحها بقيادة ثورتها، وفي قيام مجتمع ديمقراطي تسوده الحرية والمساواة، وهذا ربما يكون أكبر مخاوف تركيا. وعن الاستهدافات الأخيرة بحق القياديات الثلاث (جيان تولهدان، وروج خابور، وبارين بوطان) الذي حدث في 22 من شهر تموز الماضي، وما تلاه بعدها استهداف سيارة لقوى الأمن الداخلي في ناحية عين عيسى، والذي أيضاً أسفر عن استشهاد أربع عضوات، وأعضاء من القوات، (بشار محمد علي بوزان، وجيهان محمد مصطفى، وسارة محمد الحسين، وسلمى علي مصطفى)، في انتهاك سافر لكل القيم والمبادئ الإنسانية، وخرق واضح للمواثيق والأعراف الدولية، علقت أرزو: “النساء في شمال وشرق سوريا هن قادة النضال ضد الإرهاب، لذا فهن الهدف الرئيسي للاحتلال وأعوانه”.
مستنكرة هذا العمل الإجرامي بحق من كرسوا حياتهم للدفاع عن الإنسانية، وحماية شعوب المنطقة، محمّلةً المجتمع الدولي والتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية المسؤولية عن استشهادهم، واستشهاد العشرات من المدنيين والنساء، وزادت: “الاحتلال التركي يحاول إحياء داعش في المنطقة، وبمحاولته القضاء على من كسروا شوكته أول مرة يضمن بقاءهم لوقت أطول”.
محاسبة المحتل عن جرائمه