عين عيسى/ حسام إسماعيل ـ
تضيف “الأدوية الزراعية الفاسدة” وغير معروفة المصدر، معاناة جديدة على كاهل المزارعين بريف ناحية عين عيسى، بعدما سببت أضراراً مباشرة، وبعيدة المدى؛ بسبب تسمم التربة الزراعية، وزيادة الأمراض والآفات الزراعية؛ نتيجة لذلك.
ويعاني مزارعو بلدة الهيشة (ريف عين عيسى الشرقي) من عشوائية حصول أصناف الأدوية الزراعية، ومنها مبيدات الأعشاب الضارة، التي تُستخدم “عادة” في مكافحة الأعشاب، التي تنمو ضمن حقول الذرة الصفراء، والقطن والخضروات، وتحتاج الى مكافحة، بعد نموها بمدى شهرين تقريباً من زراعتها.
وبسبب حاجة المزارعين لاستخدام “المبيدات العشبية”، لوحظ مؤخراً عدة حالات من استخدام هذه المبيدات، فأثرت على نبات الذرة الصفراء نفسه؛ بسبب الغش بمحتويات تلك المبيدات، أو وجود أنواع رديئة، يتم تسويقها للمزارعين على أساس أنها أدوية معتمدة، وفعالة النتائج.
كما وأن رش هذه المبيدات للمحاصيل السابقة (الشتوية) أثر على المواسم الصيفية، بحسب “مزارعين”، أي أن المزارع المستثمر، أو المستأجر يسأل أولاً “عن الأرض التي ينوي زراعتها، “إن كانت قدر رُشت من قبل بمبيدات عشبية، ليتمكن من زراعة الأرض، ولتفادي خسارة مؤكدة نتيجة لذلك”.
جشع البائع ورداءة المواد المستخدمة
يقول المزارع أحمد الشوين:” قلة الرقابة من قبل الجهات المعنية على مستودعات الأدوية، هو من تسبب بهذه النتيجة، والآن نحن نتعرض الى الخسارة تلو الأخرى، أولاً بسبب التكاليف الباهظة للمبيدات، وثانياً لغلاء مواد الدعم الزراعي (أسمدة ـ مخصبات…. إلخ) الأساسية لإنجاح أي موسم زراعي”.
ويضيف “لقد ضقنا ذرعاً بأصحاب الصيدليات الزراعية، وأصبح الموجودون فيها عبارة عن “تجار جشعين” يتنافسون على بيع هذه الأدوية، بأسعار باهظة الثمن، وتكاد لا تطاق، في حين لا يملك الكثير منهم الخبرة اللازمة، لتقديم الإرشاد والنصح فيما يتعلق بالأنواع الجيدة، والرديئة التي يكون أغلبها مصدره تركي، لذلك سببت خسائر كبيرة لنا، وتدنياً لمستويات الإنتاج بشكل كبير”.
الاستخدام العشوائي سبب أمراضاً للتربة
من جهته أشار المزارع مصطفى العويد الى عدم وجود رقابة كافية، للصيدليات الزراعية، من حيث مدى صلاحية المواد الزراعية، والأصناف المعتمدة، التي ينصح باستخدامها، لذلك عشوائية اختيار المبيدات والمخصبات الزراعية، والجهل بالآثار الجانبية، التي تسببها هذه الأدوية أثر بشكل كبير على المواسم الزراعية المتلاحقة، حتى أصاب التربة بأمراض متعددة كالأمراض الفطرية، والمسرطنة التي بدأت بالظهور على النباتات.
وناشد “العويد” في نهاية حديثه على ضرورة إيلاء الجهات المعنية للقطاع الزراعي أهمية، وإيجاد وحدات إرشادية في كل منطقة من قبل مختصين ومهندسين زراعين، بالإضافة الى فرض رقابة صارمة على أصحاب الصيدليات الزراعية، وتحديد الأصناف الموصى بها، ومنعهم من شراء مواد زراعية رديئة، تسبب كارثة للمزارعين.
الإرشاد والتوعية والمراقبة
ويؤكد المهندس الزراعي إبراهيم العيسى على أن المشكلة تكمن في عدم وجود شركات معتمدة، يتم التعاقد معها، وتضمن الأصناف الزراعية، ودخول بعضها إلى مناطقنا بطرق غير شرعية، وأغلبها تأتي من المناطق، التي تحتلها الدولة التركية، وتصبح عرضة لاستغلال من قبل التجار في تلك المناطق بطريقة مقصودة، أو لتحقيق مرابح عالية، من خلال “الغش” بتفريغ المنتجات الأصلية، واستبدالها بأخرى مغشوشة، أو متدنية الجودة، ومن ثم إعادة تغليفها، وتسويقها من جديد.
