سيهانوك ديبو: لإيجاد حل مستدام في سوريا، فرض الحظر الجوي أولى الخطوات

أكد عضو المجلس الرئاسي لمجلس سوريا الديمقراطية سيهانوك ديبو، أن تهديدات وهجمات الاحتلال التركي على المنطقة، تساهم بإعادة إحياء مرتزقة داعش، لافتاً إلى أن فرض حظر جوي على المنطقة، سيعزز فرص تحقيق سلام مستدام في سوريا بشكل عام، التي أنهكتها الحرب.

مع اجتماعي مدريد وطهران، تصاعدت النبرة التهديدية لدولة الاحتلال التركي تجاه شمال وشرق سوريا، وتُرجِمت عملياً عبر هجمات عنيفة شنتها على مناطق متفرقة في ناحيتي تل تمر، وزركان في مقاطعة الحسكة، وناحية عين عيسى في مقاطعة كري سبي المحتلة، فضلاً عن مقاطعة الشهباء وناحيتي شرا وشيراوا في مقاطعة عفرين المحتلة، وزادت هجماتها بالطائرات المسيرة، التي استهدفت جميع مناطق شمال وشرق سوريا.

مخططات تركيا دائما ما تكون توسعية واحتلالية

وضمن السياق ذاته، تحدث عضو المجلس الرئاسي لمجلس سوريا الديمقراطية، سيهانوك ديبو لوكالة هاوار فقال: “إن التهديدات التركية ليست وليدة اللحظة، إنما هي مستمرة منذ عدة سنوات، وقد رصدت تأثيراتها المدمرة على عموم المنطقة، وبشكل خاص سوريا، منذ بداية الأزمة السورية، تركيا هي دولة محتلة لبعض المناطق السورية، وهذه هي المرة الرابعة، التي تهدد فيها بغزو المناطق الآمنة للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا”.

ولفت ديبو الانتباه إلى مخاطر تهديدات، وهجمات دولة الاحتلال التركي على المناطق السورية عامة، وقال: “بالتأكيد لهذه التهديدات مخاطر كبيرة على الداخل والواقع السوري، وعلى عموم الأزمات، التي تجتاح المنطقة والعالم، فالتدخلات التركية في أدق تفاصيل العملية السياسية السورية، وواقع الاحتلال، الذي فرضته والتغيير الديمغرافي، بالإضافة إلى أمور كثيرة أخرى، هي محاولة هندسة للمناطق المحتلة التي عقّدت مسار العملية السياسية السورية”.

وأكد ديبو: “إن التهديدات التركية على شمال وشرق سوريا مرتبطة بالواقع، والوضع الداخلي التركي المتأزم في المجالات كافة، السياسية والاقتصادية، والاجتماعية وغيرها، فتركيا اليوم تعاني من أزمات في علاقاتها الإقليمية والدولية، وباتت أكثر الدول، التي لها مخططات مسيئة، وتوسعية في المنطقة، ومطامعها لا تنتهي، منطلقة مما تسميه الميثاق الملّي، الذي تريد به إحياء السلطنة العثمانية البائدة”.

وعن أهداف دولة الاحتلال التركي في شمال وشرق سوريا، تحدث ديبو: “ضمن هذه الأجواء ظهرت قوات سوريا الديمقراطية رمزاً ضد الإرهاب، ومصدر استقرار لعموم الشعوب السورية؛ لذلك تسعى تركيا إلى توجيه ضربات إلى الإدارة الذاتية؛ لإفشال تجربتها، التي يمكن تعميمها على عموم سوريا، وبالتالي قواتها العسكرية وقوات سوريا الديمقراطية من خلال توجيه وتكثيف هجماتها الاحتلالية على المنطقة”.

وأضاف ديبو: “وتعدّ هذه نقطة أساسية لتلبية نداء داعش والحرص على ألا ينتهي؛ كونه العصا الغليظة السوداء في تحقيق مطامعها”.

رفع مستوى الحذر حيال التهديدات التركية

وفي إشارة إلى التدابير، التي اتخذتها الإدارة الذاتية بفرض حالة الطوارئ في عموم شمال وشرق وسوريا؛ استعداداً لمواجهة الاحتلال التركي تحدث ديبو: “هذه المخاطر استدعت الإدارة الذاتية إطلاق حالة الطوارئ وإعلان النفير العام في عموم مناطقها، وهنا نعتقد أنه على عموم مؤسسات الإدارة الذاتية، وعموم الشعوب في شمال وشرق سوريا الاستجابة لهذه الحالة، والتهيئة الحقيقية لها؛ لإفشال مرامي ومخططات الاحتلال التركي، والانتقال إلى الخطوة الأكثر جدية في تحرير المناطق، التي احتلتها تركيا”.

الحظر الجوي تعزيز أمان واستقرار المنطقة

وأكد ديبو: “في هذا الواقع، الذي نعيشه نرى أن أفضل خطوة يتخذها المجتمع الدولي هي فرض حظر جوي على عموم شمال وشرق سوريا، فإذا تم ذلك على المستوى العملي، سيكون بمثابة تمهيد، وتهيئة حقيقية لبداية حل مستدام للأزمة السورية، ومن ثم توجيه ضربات كبيرة إلى داعش، وإنهائه بشكل كلي، والانتقال إلى أن تكون الإدارة الذاتية نموذجاً معمماً، ووطنياً لعموم سوريا”.

وأوضح عضو المجلس الرئاسي لمجلس سوريا الديمقراطية، سيهانوك ديبو، في ختام حديثه: إن “إعلان حظر طيران في شمال وشرق سوريا سينعكس إيجاباً على عموم المنطقة، وسيعزز أمنها واستقرارها في وجه مخططات تركيا، وعموم المشاريع الإقليمية المحاكة ضد مناطق الشرق الأوسط”.

وكانت أحزاب وقوى سياسية في شمال وشرق سوريا، قد طالبت التحالف الدولي لمحاربة داعش، وروسيا الاتحادية في 28 حزيران الماضي، بفرض حظر جوي على شمال وشرق سوريا؛ لمنع الجرائم التركية، داعية الشعب في الداخل إلى حملات ضغط لمحاسبة تركيا.

فيما انضم عشرات الآلاف من نشطاء مواقع التواصل الافتراضي، والسياسيين، والصحفيين في شمال وشرق سوريا، بالإضافة لشخصيات عربية وأجنبية إلى حملة “هاشتاغ” التي انطلقت في 23 تموز للمطالبة بفرض حظر جوي للطيران التركي على شمال وشرق سوريا.