مشايخ ورجال دين: التهديدات والهجمات التركية بعيدة عن سماحة الدين الإسلامي الحنيف

منبج/ آزاد كردي ـ

عدّ مشايخ ورجال دين، أن التهديدات والهجمات التركية تجاه مناطق شمال وشرق سوريا، تتعارض مع التوجه الديني، الذي يدعو الجنوح إلى السلم، واعتبار أن كل الدعوات، التي تنطلق وفق هذا السياق محرمة بالأدلة النقلية، وطبقاً لنهج النبوة السليمة.

في ظل التهديدات التركية، التي لا تتوقف بشن هجمات جديدة داخل الأراضي السورية، فضلاً على استخدامها الطائرات المسيرة، وشتى أنواع الأسلحة لاستهداف المواطنين السوريين بمناطق شمال وشرق سوريا، ما يهدد أمن واستقرار سوريا، والمنطقة بشكل عام.

الاعتداءات التركية تلحق الأذى بالمسلمين

 وحول التهديدات، والهجمات التركية، وخطرها على المنطقة بشكل عام، تحدث لصحيفتنا عدد من المشايخ ورجال الدين، وفي البداية تحدث من رابطة أهل البيت في مدينة كوباني الشيخ محي الدين علي، فقال: “إن الدين الإسلامي يمقت العدوان، ويحارب الظلم، الذي يكون من ورائه أذى للمسلمين، مستشهداً بقوله تعالى: )اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً(، معتبراً بأن: “كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه” كما قال الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم.

وأضاف العلي: “الإسلام بريء من الظلم، الذي يكون بغرض بث الذعر والتخويف”، فالاعتداءات والهجمات التركية تصب في ظلم الأخ المسلم، الذي لا يجوز أن يظلم أخاه المسلم، أو الاعتداء عليه، بأي شكل من الأشكال أو من أي جهة كانت، مستدلاً بقول سيدنا عمر: «أخشى من الله تعالى أن يقول لي يا عمر، لماذا لم تمهد الطريق للدابة على النهر؟».

وحدة صف شعوبنا سفينة النجاة

ومن جهته، اعتبر رئيس المؤسسة الدينية في مدينة منبج، وريفها الشيخ حسين حمد، بأن الغاية التي شرع لها الدين هو وحدة الصف والتآلف، منطلقين من شعار قوله: )واعتصموا بحبل الله جميعاً، ولا تفرقوا( مشيراً إلى أن هذه الآية منارة لنا، وهي رمز عز لكل إنسان يلتزم بدينه وبنبيه، وبوطنه، ذاكراً المعنى الحقيقي بهذا الجانب في حديث قوله r«المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله»، متحدثاً بأن التلاحم والتآلف مطلوب منا حتى يكون وطننا مستقراً من جميع التهديدات، التي تحيط به، حيث مرت علينا سنوات عجاف، رأينا فيها الكثير من الويلات والمتاعب.

وأوضح حمد: بأن “الوحدة والتكاتف يجب أن يكونا بين أطياف المجتمع سواء، كانا ثقافية، أو عسكرية، أو سياسية، أو مدنية، حتى ننجو بركب السفينة إلى بر الأمان، مستشهداً بحديث الرسول: «المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص، يشد بعضه بعضاً» نحن مأمورون بالتلاحم حتى نكون أمة واحدة، كما وصفنا الله: )كنتم خير أمة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف، وتنهون عن المنكر، وتؤمنون بالله).

ورأى حمد، أنه “من الواجب الإمعان في هذه الوصايا الأربع: “ألا نخون ربنا، وألا نخون رسولنا، وألا نخون ديننا، وألا نخون وطننا”، لأن الوطن خيمة يستظل بظلالها الجميع، لذا فالدفاع عنه واجب ديني وأخلاقي لكي نعيش بأمن واستقرار وسلام”.

نحن نسعى للسلام وننبذ الحرب

بدوره أشار مفتي منبج الشيخ عبد الرزاق كالو بقوله: “رسالتنا من الدين الإسلامي، هي رسالة الدعوة إلى السلم والسلام والأمن والأمان، أن لغة التهديدات تستلزم معها الحرب، ونحن لا نريد الحرب ولا الشتات ولا الدمار”.  وأضاف كالو: “نحن مع الأخوة، لا التفرق والتمزق، مع الوحدة والرحمة؛ لأن في الفرقة عذاباً”، مستشهداً برسالة الدين الإسلامي، التي فتحت به البلاد، فقط بالسلم لا بالحرب، وكذلك كانت دعوة نبينا محمد الذي دعا إلى الله مدة ثلاث وعشرين سنة، ولم يقتل خلالها إلا رجلاً واحداً، حيث كان هذا الرجل ينادي أمام الملأ: «إما أن يقتل محمداً، وإما أن يموت»، فالدين الإسلامي دين السلام والمحبة، والرحمة والتواسي، مؤكداً في ختام حديثه إلى قوله “نحن دعاة سلام، لا دعاة حرب”.

وتجدر الإشارة إلى أن المؤسسة الدينية في مدينة منبج وريفها أقامت خيمة اعتصام، ضد التهديدات التركية على مناطق شمال وشرق سوريا تحت إشراف المؤتمر الإسلامي في شمال وشرق سوريا، وتضمنت الخيمة مشاركة اللجان الدينية في الطبقة والرقة، وصرين وكوباني، بالإضافة إلى حضور لجان، ومؤسسات الإدارة المدنية في مدينة منبج وريفها، ومثقفين وسياسيين، وتخللها عدة كلمات لشيوخ، ورجال الدين.