أوضح البروفيسور الكولومبي فيكتور دي كوريا لوغو، أنّه تعرّض للتضليل بخصوص ثورة روج آفا، فبيّن بهذا الصدد: “كنت قد تلقيت معلومات خاطئة عن هذه الثورة، لكنني رأيت أنه من المهم جداً، أن أبحث عن المعلومات الحقيقية، فأتيت إلى روج آفا؛ لأرى مكتسبات الثورة على أرض الواقع، لأنّ نقص المعلومات، أو انتشار المعلومات الخاطئة يحولان دون دعمها، وبالنتيجة فإنّ ثورة روج آفا مكسبٌ كبير”.
مضى على ثورة 19 تموز عشرة أعوام، وهي تواجه الآن تهديدات، وهجمات احتلالية جديدة للاحتلال التركي ولمرتزقته، وإلى جانب هذه الهجمات أيضاً، تستمر سياسات أعداء الثورة تشويه الثورة بشتى الوسائل الممكنة.
جئت لأكون شاهداً على ثورة روج آفا
وحول ذلك تحّدث الكاتب، والأستاذ، والخبير في شؤون الشرق الأوسط؛ البروفيسور فيكتور دي كوريا لوغو لوكالة هاوار: “ثورة 19 تموز انتصارٌ عظيم، قبل كل شيء؛ لقد تعرّفت على نضال الشعب الكردي من خلال الكتب، والمناقشات الأكاديمية، وكانت المرة الأولى عام 2013، في آمد، ثمّ زرت باشور كردستان، وكنت عام 2019 في روج آفا، لقد زرت عامودا، كوباني، ومدناً أخرى في روج آفا، كان مهماً جداً بالنسبة لي، أن أشهد على النضال لاسيما نضال المرأة، وبناء المجتمع لنظامٍ جديد بعد الحرب في كوباني، لهو حقّاً انتصارٌ عظيم”.
وتابع لوغو: “لقد كانت زيارة قامشلو، عامودا وكوباني تجربةً رائعةً بالنسبة لي؛ لأنّكم تظهرون للعالم كيفية إمكانية بناء قوّةٍ شعبيّة حقيقية، وهذا يعدّ انتصاراً عظيماً، ما رأيته في روج آفا، أنّ الشعب الكردي وجميع الشعوب الأخرى في المنطقة، يعيشون مع بعضهم، لقد زرت مناطق مثل الصحراء الغربية أيضاً، وكنت في فلسطين، وزرت بورما في ميانمار، وبرأيي أنّ الدور الذي تلعبه المرأة في روج آفا دورٌ بارز ومثالٌ جيد”.
وذكر كوريا دي لوغو، بأنّ ثورة روج آفا هي مثالٌ للعالم أجمع: “النضال الأكبر ليس تجربة فقط بل انتصار، والكرد في روج آفا أصبحوا نموذجاً للمجتمعات الأخرى”.
وأوضح: أنّه تعرّض للتضليل بشأن ثورة روج آفا وقال: “بالنسبة لي فإنّ أحد أكبر المخاطر في أمريكا اللاتينية، هو نقص المعلومات، ومحدوديتها، والمعلومات الخاطئة، التي كانت تصلنا عن الشعب الكردي، حتّى أن بعض الخبراء يحاولون تشويه سمعة روج آفا، وهذا مهمٌ حقّاً بالنسبة لي؛ لأنّ انعدام المعلومات، أو انتشار المعلومات الخاطئة يحولان دون دعمها، أو الاعتراف بها”.
وعلّق لوغو، على الهجمات والتهديدات التي تواجهها ثورة 19 تموز قائلاً: “الجيشان التركي، والسوري يستمران بانتهاج المنطق ذاته للقضاء على الشعب الكردي، والنضال للحلول دون الحصول على حقوقهم المشروعة”.
الدولة التركية تسعى لتتريك المنطقة وتقسيمها
وأشار لوغو إلى، “أنّ الشعب الكردي في روج آفا، والمناطق الأخرى يسعى إلى احتواء الشعوب الأخرى، وضمهم لإدارة المنطقة، الدولة التركية تسعى لبناء أمّةٍ متجانسة، ذات أصلٍ تركي تعتمد على نظريات أتاتورك، وهذا يعني قمع الشعوب والقضاء عليها، ولهذا على الشعب التركي مواجهة الحكومة، والنضال من أجل وطنٍ متعدّد القوميات، والثقافات يمكن لجميع الناس العيش فيه بحرية وأمان”.
وبين لوغو: بأن النضال المسلّح ليس خياراً لكنّه واجب مفروضٌ على الشعب الكردي للدفاع عن نفسه، فمن جهة عليه بناء قدرات إقليمية أقوى، وتقاسم المبادئ الديمقراطية، ومن جهة أخرى الاستعدادات لضرورة استخدام الأسلحة للدفاع عن النفس، وهذا هو سبيل استمرار النضال الكردي”.
وعلّق لوغو على جرائم دولة الاحتلال التركي، ومرتزقته في شمال وشرق سوريا: “هذه الجرائم وقعت؛ بسبب عدم احترام المجتمع الدولي لسيادة القانون، الاتفاقيات والقواعد الدولية، إنّهم يركّزون على مصالحهم، وعند تحليل نضال الشعب الكردي، فإنّهم يظهرون ازدواجية المعايير الإنسانية، والأخلاقية”.
وأكّد لوغو: “يمكن رؤية الضغوط الممارسة على الشعب الكردي من كل حدب وصوب، ولهذا يمكن للمرء الحديث عن محاولات الإبادة، وعندما يتعلّق الموضوع باحترام المدنيين، وبعض الحقائق على سبيل المثال؛ فإنّ عبور الطائرات التركية إلى المنطقة، وقصف مخيم اللاجئين في مخمور، هو هجومٌ علني على المدنيين”.
واختتم فيكتور دي كوريا لوغو حديثه: “إن ضغط السلطات التركية على الصحفيين، وعلى النشطاء، والسياسيين في تركيا يعدّ انتهاكاً لحقوق الإنسان، فالحل موجودٌ على الورق بالفعل، لكنّ تلك الحلول لا تطبق على أرض الواقع”.
