الدراسة وتحقيق الذات.. سوريا أنموذجاً

شيرين داود (عضوة في منتدى حلب الثقافي)

العلم هو مفتاح النجاح في حياة الإنسان للعبور من خلاله إلى حياة ناضجة وعملية ثقافية وعلمية والوصول لمستقبل زاهر منظم ومخطط له لتحقيق الحلم الإنساني في نهاية المطاف بعد الكم الهائل من الجهد المبذول لأجل تحقيقها.

في الواقع السوري هذا المفهوم يختلف اختلافاً كبيراً، فهذا لا يُطبّق على الطلاب في جميع المراحل التعليمية وخاصة المرحلة الجامعية (مرحلة تحقيق الذات)، بسبب الأزمة السورية وتداعياتها الاقتصادية التي تعيشها البلاد خاصةً، اضطر الكثير من طلاب الجامعات التخلي عن الدراسة أو إكمال دراستهم في ظروف قاسية للغاية، حيث يظهر في كل مرة مشكلة جديدة تؤدي إلى صعوبة إكمال الدراسة أكثر فأكثر وخاصة في السنوات الأخيرة، وبعدة أشكال:

ـ ظهرت مشكلة كوفيد-19 (كورونا).

ـ حرق الغابات في المنطقة الساحلية والجزيرة السورية.

 -المشكلة الأكبر فقدان الوقود (المازوت) الذي أدى إلى أزمة، أو يمكننا القول بأنها كارثة حقيقية تواجه الطلاب وخاصة في فترة الامتحانات الفصلية، حيث يضطر الطالب الخروج من منزله قبل موعد الامتحان بساعتين وربما أكثر وبالظروف الطبيعية فإن مسألة وصوله تستغرق نصف ساعة فقط، حيث يضطر الطالب الانتظار لفترات طويلة في المكان المخصص لتأتي وسيلة النقل الداخلي الخاص المزدحمة وفيها مئة شخص وهي بالأساس تتسع لخمسة وثلاثين شخصاً فقط، (وفي كل موقف تمر منه ينتظر أكثر من عشرين شخصاً آخرين أملاً بصعود وسيلة النقل هذه) مما يسبب مشكلة وتأخير عن الامتحان وخلق حالة نفسية سيئة وضغط حاد على الطالب، وبعض الطلاب المقيميين خارج المنطقة وللأسف يخسرون فرصة تقديم الامتحان بسبب هذه الأزمة، فمعاناة الطالب تصبح أكثر والضغط يصبح عليه أكبر من كافة النواحي فيخسر طاقاته الفكرية والجسدية وبالتالي حلمه في تحقيق الذات.

ما ذكرته أنفةً وكرأي شخصي للحد من هذه الظاهرة لابد من إيجاد حلول سريعة تساعد الطلاب على اجتياز هذه الصعوبات:

ـ تأمين وسائل نقل خاصة بالطلاب فقط دون عامة الناس.

ـ زيادة عدد باصات النقل الداخلي وتحديد مواعيد ثابتة لمرور الباص في الموقف المحدد أو المخصص.

ربما هي حلول قد يراها البعض بسيطة وسهلة لكن علينا قدر الإمكان إيجاد حلول تساعد الجميع في اجتياز هذه المشاكل وخاصة في هذه الفترة والمرحلة الصعبة التي تمر بها بلادنا بما أننا نعيش في حالة حرب وتواجهنا الكثير من المصاعب من كافة النواحي، وبالتحديد الفئة الشابة المتعلمة، جيل الشباب فلا بد من تقديم بعض التضحيات في سبيل الوصول إلى الهدف الأساسي ألا وهو حلم تحقيق الذات وبناء مستقبل مشرق لنفسه ولوطنه، والجهات المعنية بشؤون الطلاب مُطالبة بإيجاد حلول إسعافية وعاجلة.