تفاقم حادثة قتل النساء في باشور كردستان

هيفيدار خالد –

ازدادت في الفترة الأخيرة حوادث القتل والانتحار في باشور كردستان وبالأخص بين النساء، وقد شهدت العديد من المناطق مؤخراً حالات عدة وحوادث قتل متتالية مرعبة بحق النساء.

ومع ظهور هذه الحالات تسرد الكثير من الروايات حول حوادث القتل، فترى منهن من يقلن بأنهن أقدمن على الانتحار أو إنهن تعرضن للحرق نتيجة انفجار غاز في المنزل أو أنها وقعت من فوق السطح أو الدرج وماتت، روايات عديدة لا يصدقها أحد، فقط نستطيع القول بأنه تحت هذه المسميات تُقتَل المرأة كل يوم.

تتعرض المرأة في باشور كردستان بشكل شبه يومي إلى القتل أو محاولة القتل، لكن لا الحكومة ولا الأحزاب السياسية ولا حتى المؤسسات المعنية بحماية حقوق المرأة والمناهضة للعنف تُلقي بالاً لهذه القضية رغم تزايدها وتعمقها يوماً بعد يوم.

فالمتابعون للشأن يقولون بأن أحد أهم أسباب قتل النساء في باشور كردستان وبشكل كبير، هو نتيجة للتشتت داخل الأسرة والذي يُعتبر مشكلة بحد ذاته بالإضافة إلى أن العملية التربوية لا تقوم بمهامها بالشكل المطلوب بحيث يلبي حاجة الأفراد في المجتمع.

ويقول المراقبون بأنه في الكثير من الأحيان تتحول المؤسسات والمراكز التعليمية، إلى أماكن للعنف.

 ويرى المحللون بأن حل هذه المعضلة يمر من تغيير آلية العملية التربوية في باشور كردستان وبذلك يمكن الحد من العنف الذي يتعرضْنَ له النساء.

ومن خلال متابعتنا للمشهد الحالي في باشور كردستان، نرى بأن كل ما يحصل للمرأة من جرائم وممارسات له علاقة مباشرة مع الأوضاع السياسية والاقتصادية وبخاصةً مشكلة البطالة المتفاقمة، لما لها نتائج سلبية على المجتمع والأسرة والفرد، إضافةً للدراما المستعرضة في القنوات التلفزيونية التي تؤثر سلباً أيضاً على المجتمع.

كما ويعزى المنظمات النسائية المختصة بشأن المرأة، تكرار حوادث الانتحار والقتل بحق النساء في باشور كردستان إلى مشاكل اجتماعية ونفسية واقتصادية، وترسو هذه المشاكل إلى أحداث العنف في ظل عدم فعالية القوانين المناهضة للعنف ضد المرأة.

ولأنه مازال المجتمع ضحية العادات والتقاليد البالية في بعض المناطق في باشور كردستان نرى بأنه يعيق تطبيق القوانين كثيراً وحتى حوادث العنف لم يصلها القانون بسبب هذه العادات. وحتى القوانين بحد ذاتها لم ترتقِ للمستوى المطلوب في مواجهة العنف الممارس ضد المرأة، وتعاني من النواقص وهي أيضاً بحاجة للتعديل بهدف تمكينها بشكل أمثل بحسب ما نقل عن حقوقيين يعملون هناك.

وللحد من كل ما يجري بحق المرأة من جرائم القتل الشبه يومية على المرأة وبخاصةً النساء المعنفات، عليهن تصعيد جهودهن وتوعية ذواتهن وبذاك إلحاق ضربة قاضية بالذهنية الذكورية التي تجعل من المرأة ضحية لكل ما يرتكب بحقها، وعلى المنظمات النسائية الإقليمية والعالمية بذل المزيد من الجهود ليصبحن الدواء الشافي لداء النساء