أكد سياسيون في إقليم الفرات، أن تهديدات الدولة التركية الفاشية، بالهجوم على مناطق في شمال وشرق سوريا، والتي تقوم بها تركيا؛ من أجل تصدير أزمتها الداخلية، وشددوا على ضرورة استعداد المجتمع، وشعوب المنطقة بفئاتها كلها للدفاع عن المنطقة.
بعد هزائمها المتكررة في مناطق الدفاع المشروع في باشور كردستان، وفشلها في كسر إرادة الشعوب، بمناطق شمال وشرق سوريا، وازدياد الضغوط عليها داخلياً، يحاول المسؤولون في الدولة التركية الفاشية، التغطية على هزائمهم بتوجيه الأنظار إلى الخارج، عبر تهديد مناطق شمال وشرق سوريا.
المشاريع الاحتلالية اصطدت بإرادة الشعوب
فعضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي السوري، كيلو عيسى يرى المشهد من زوايا كثيرة، فأوضح لوكالة هاوار؛ قائلاً: “ما كانت تطمح إليه تركيا فشلت فيه، فمخططاتها الطامحة لتنفيذها قبل قدوم 2023، واحتلال المزيد من أراضي الدول المجاورة لها، وضمها لها، اصطدمت بإرادة شعوب المنطقة ومقاومة أبنائها، وتلقت عدة هزائم جعلتها تراجع حساباتها، وتضعها أمام مشاكل جديدة داخلياً وخارجياً”.
وأضاف عيسى: “مع اقتراب موعد الانتخابات التركية، يواجه الشعب التركي العديد من الأزمات؛ بسبب السياسات الفاشلة للمسؤولين الأتراك المتحكمين بمصيرهم، ليس فقط من الناحية الاقتصادية، بل من نواحي الحياة كلها؛ بسبب سياسة الحكومة العدائية؛ لذا سنكون أمام مفاجئات مع الانتخابات التركية الجديدة، وستكون هناك تغييرات كثيرة في الداخل التركي”.
وفيما يتعلق بالأزمة السورية، وإطالة عمرها، تحدث عيسى: “الصراعات التي تظهر بين الدول في أماكن عديدة من العالم على صلة مع بعضها، وما يجري في سوريا، هو صراع مصالح بين الدول الكبرى، ودولة الاحتلال التركي، التي تحاول استغلال تلك الصراعات باحتلال المناطق السورية”.
وتابع عيسى: “الإدارة الذاتية دائماً تمد يد السلام للسوريين، وتبحث عن حلول للأزمة، التي طال أمدها، ولكن للأسف النظام السوري، وما يسمى بالائتلاف المعارض يديرون ظهرهم للسلام، وهنا ندرك جيداً، أن قراراتهم ليست بيدهم، بل هي تعليمات تُملى عليهم من الجهات الخارجية المتحكمة بهم، فمن مصلحتهم أن تسمر الأزمة بسوريا”.
وأكد عيسى: “ما يسمون أنفسهم بالمعارضة، يوجهون سلاحهم صوب مناطق الإدارة الذاتية، وينفذون المخططات التركية الاحتلالية، الطامحة باحتلال المزيد من الأراضي السورية، وضمها لأراضيها كما فعلت سابقاُ، وهذا سيؤدي بكل تأكيد إلى تعقيد المشهد السوري، وكلنا يعلم، بأن السلاح لا ينهي الأزمات، بل يعقدها”.
هدف تركيا إعادة سيطرة العثمانيين للمنطقة
وعلق كيلو عيسى على التدخل التركي بالشؤون السورية الداخلية: “تركيا تعقد المشهد السياسي في سوريا، فطيرانها المسير اليوم، يخطف أرواح العشرات من أبناء المنطقة بين الفترة والأخرى، وما زاد من جنونها إعفاء مناطق شمال وشرق سوريا من عقوبات قانون “قيصر”، وهنا يجب على الدول الضامنة لوقف الهجمات التركية على المنطقة القيام بواجبها، وردع تركيا، ووقف تطاولها على الدول المجاورة لها”.
وبين عيسى: أن “هدف دولة الاحتلال التركي واضح وصريح، فهي تحاول احتلال روج آفا حتى باشور كردستان، وهذا ما نقرأه في الخطابات السياسية للمسؤولين الأتراك، الذين يصرحون: بأنهم يحاولون توسيع خريطتهم الجغرافية، وللأسف هذا التوسع على حساب الكرد وأرضهم، وعلى شعب المنطقة برمته، أن يدرك بأن دولة الاحتلال تسعى لإعادة السلطنة العثمانية “.
وفي ختام حديثه، شدد كيلو عيسى على موقفه تجاه الهجمات التركية، وقال: “مهما فعلت دولة الاحتلال لن نسلم إرادتنا لها، فهذه أرضنا وعلى كل واحد منا، أن يقوم بواجبه الإنساني، والسياسي تجاه ما هو مطلوب، وواجب الدفاع عن هذه الأرض، لا يقع على عاتق من يخوضون المعارك في الخنادق، بل واجب الدفاع يقع على عاتق السياسي قبل المقاتل أيضا”.
التهديدات التركية إفلاس سياسي
من جهته تحدث عضو اللجنة المركزية في الحزب اليساري الكردي في سوريا، كاميران كنجو لوكالة هاوار: “التهديدات التركية في قيام شن هجمات على مناطق شمال وشرق سوريا عبارة عن إفلاس سياسي تركي، ودعم للحملة الانتخابية التركية، التي اقترب موعدها، وكذلك هي محاولة لتصدير أزماتها الداخلية للخارج، والتخلص من الضغوط الداخلية”.
وأضاف كنجو: “حاولت دولة الاحتلال التركي من قبل إعادة تنشيط خلاياها الإرهابية في المنطقة (داعش)، ولكن قضيت عليها قوات سوريا الديمقراطية، وهدفها اليوم إحداث فتنة، وزعزعة الأمن في المنطقة، التي تعيش حالة من الاستقرار، بعكس باقي المناطق السورية المحتلة، التي تعيش صراعات دموية، وما حصل في سجن غويران من أحداث وتمرد سجناء مرتزقة داعش داخله، وكشف علاقة المسؤولين الأتراك بتلك المحاولة الفاشلة، خير دليل على ذلك، ولكننا على ثقة تامة، أن محاولاتها كلها ستبوء بالفشل الذريع”.
وتابع: “بعد قضاء قوات سوريا الديمقراطية على المخططات التركية في المنطقة، ودحرها لمرتزقتها، لم يبق أمام دولة الاحتلال غير ورقة التهديدات بشن هجوم على المنطقة ومن ثم احتلالها، وهنا نرى بأن هدف دولة الاحتلال إبادة الشعب الكردي، وشعوب المنقطة كلها”.
واختتم كاميران كنجو حديثه، بمطالبة الشعب الكردي في باكور كردستان، وتركيا بالتحرك؛ لأن ذلك سيغير الكثير من المعادلات المتعلقة بالقضية الكردية، وبمستقل المنطقة بشكل عام.
