حققت جمعية تشاركية قروية، النجاح كأول عملية إنتاج للسماد الطبيعي في شمال وشرق سوريا، باستخدام الديدان للاستفادة من فضلاتها، وإنتاج سماد عضوي غني بالنتروجين.
منذ تأسيس الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، كانت الحياة التشاركية الكومينالية، أحد أهم دعائمها في بناء المجتمع وتطويره، وعليه بنيت العديد من المشاريع الكومينالية في المنطقة، من خلال الجمعيات التعاونية في المجالات كافة.
وفي قرية حاصودة، (جنوب غرب ناحية تربه سبيه)، التابعة لمقاطعة قامشلو، أسس خمسة أشخاص بينهم خبير زراعي، جمعية هي الأولى من نوعها في شمال وشرق سوريا، من خلال محاولتهم التخلص من السماد الكيماوي، وإنتاج سماد طبيعي باستخدام ديدان خاصة، تنتج السماد الطبيعي من خلال فضلاتها.
الجمعية أُسِّست قبل أكثر من عام، إلا أنها لاقت صعوبة في الحصول على الديدان الخاصة، بإنتاج السماد الطبيعي.
وبعد عدة محاولات استطاعت الحصول عليها عن طريق دمشق، حيث استوردت في بداية الأمر 2500 دودة، وباشرت بمشروع تربية الديدان في حوض من أكياس “الخيش” لعدم توفر الإمكانات في بناء أحواض مخصصة.
ورغم قلة الإمكانات، والصعوبات التي واجهت تأسيس الجمعية، إلا أنها بالإرادة حققت نجاحها، وتكاثرت الديدان، واليوم يملكون أكثر من خمسة آلاف دودة منتجة للسماد الطبيعي، ومن المتوقع بحسب المشرفين على المشروع، أن يتم توريدها للمزارعين الراغبين بالاستفادة منها خلال أقل من عام.
“سماد عضوي”
ويهدف المشروع إلى استخلاص سماد عضوي للزراعة، وذلك باستخلاص مادة الكمبوست، والتي تنتج عن طريق دودة الكمبوست، التي تتغذى على المخلفات العضوية، وتحولها إلى سماد عضوي صالح للبيئة، والنبات والإنسان، ويطلق عليه “الكمبوست”، حيث تُربّى الديدان ضمن فضلات الأبقار، بتغطية هذه الفضلات بأكياس النايلون لمدة خمسة عشر يوماً، وخلطها بأوراق الشجر، وبعض الخضروات، وعلف الحيوان، بعدها يقومون بتغطية حوض تربية الديدان من هذه الفضلات، ورشها بالماء من أجل تكاثر الديدان.
هذا وتنتج كل بيضة من بيوض الديدان المنتجة للسماد الطبيعي ثلاث ديدان إلى سبع، بحسب تغذيتها الطبيعية، ويعتمد المشروع الحالي على سلالات الديدان البيضاء، والحمراء الخاصة بإنتاج السماد الطبيعي.
الإداري في الجمعية، والمشرف على المشروع، خليل صالح، قال لوكالة أنباء هاوار: إن فكرة المشروع جاءت بعد ملاحظتهم أن التربة الزراعية في شمال وشرق سوريا، أصبحت قليلة الإنتاج، لكثرة استخدام السماد الكيمياوي، الذي يؤثر على خصوبتها، وحاولوا توفير سماد طبيعي، فجاءت فكرة تأسيس الجمعية، وجلب الديدان الخاصة بإنتاج السماد الطبيعي.
