كركي لكي/ ليكرين خاني –
انطلقت لورين في فضاء موهبتها، تنثر الإبداع، والتميز لمحبي، ولهواة الرسم؛ لتعبر من خلال لوحاتها عن عالم، يُمكنها من إيجاد ما تبحث عنه في مكامنه، ليصبح الفن التشكيلي بوصلة تستعين بها للوصول إلى أعماق المشاعر الإنسانية، وتوثقها للمشاهد بتقريرية واضحة.
استطاعت لورين محمد، ذات الخمسة والعشرين عاماً من مدينة قامشلو، عبر لوحاتها، أن تجعل المتلقي يرى الألم والفرح واقعا معاشا، ومحور أعمالها الواقع والقدر، إذ نبع ذلك من تجربتها الخاصة، وكان الرسم بالنسبة لها متنفساً، لما مرت به، وما تعانيه، ونرى في بعض لوحاتها قضية وطنها، فلم يكن الرسم بالنسبة لها إلغاء للواقع الخيالي؛ إذ أن لوحاتها تتسم بالواقعية القابلة للفهم، غير مستعصية الإدراك.
موهبة داعبت أظفارها منذ الصغر؛ لتكون قوية مبدعة عند الكبر، سارعت إلى صقلها بالتمرن، والدراسة، حيث كانت صحيفتنا “روناهي” السباقة لكشف المواهب دائما، فألقينا الضوء على إبداع لورين، وكان لنا لقاء معها.
حققت حلمها بالإصرار والمتابعة
“تمكنت من تحقيق هدفي بإصرارٍ، وبمتابعة مني، وبتشجيع من عائلتي، بدأت بالرسم منذ سن الثامنة، وأدركت أنني سأنجح في حال الاستمرار، حتى أصبح عالمي الرسم، وأدواته في الريشة، والألوان، والأوراق، ألجأ إليه كلما آنست ضوء ريشتي وبريق أوراقي؛ للتعبير عما بداخلي”، بهذه الكلمات بدأت حديثها معنا الفنانة التشكيلية لورين محمد وأضافت بالقول: “كان حلمي أن أصبح مُدرسة للرسم، أعلم الصغار كيفية وأساليب الرسم، وبالفعل بعد إنهائي الدراسة أخترت تدريب الأطفال في المركز الثقافي على الرسم، كنت أشعر بالسعادة؛ عندما أرى الصغار يقومون بتنمية موهبة الرسم لديهم، والسعادة الأكبر هي مشاركتي، ومساعدتي لهم في تنمية موهبة تساعد الطفل على الإبداع”.
شخصنة الوجوه في الرسم
نجحت لورين في تجسيد وجوه، ورموز على لوحاتها بخطوط فنية، تميل فيها للوصف الدقيق للملامح، ولتعابير الوجه، لتتخذ من مساحة البورتريه مكاناً لها، تبدع في رسم التفاصيل الصغيرة، وتبعث فيها الروح، فتقول لورين: “أحب أن أظهر جمال العالم من خلال لوحاتي، واستوحيت لوحاتي من براءة وجوه الأطفال، ومن التجاعيد في وجوه المسنين، لتعبر اللوحة بتفاصيلها عن مكامن العمر، ورحلة الحياة”.
وأوضحت لورين أنها تركز على البورتريه؛ كونها تستطيع من خلال موهبتها رسم ملامح الوجه بدقة كبيرة، وأشارت بقولها: “لقد وجدت نفسي قادرة على الدخول في عالم البورتريه، والتفاصيل الصغيرة للوجوه، وأركز على رسم وجه المرأة الكردية؛ لبيان قوتها، وإرادتها من خلال إبراز ملامحها، وإضفاء روح، وطابع خاص، يميز المرأة الكردية”.
أما عن المعارض، التي شاركت فيها لورين فتابعت لورين: “شاركت في العديد من المعارض في مختلف المناطق، منها معرض أقيم في مخيم واشو كاني للمهجرين من سري كانيه، ومعرض في قامشلو كان إحياء لذكرى استشهاد الشهيد خالد، وآخر المعارض، التي شاركت فيها كان المعرض السنوي السادس للفن التشكيلي برعاية هيئة الثقافة والفن في شمال وشرق سوريا”.