No Result
View All Result
المشاهدات 1
آراس بيراني_
بعد مواسم مثمرة من الإنتاج التلفزيوني الدرامي خلال العقدين السابقين على المستوى السوري، والتي تصدرت أعمالها معظم القنوات العربية من خلال إنتاجات متميزة، ذات صبغة اجتماعية أسرية تعكس واقع الأسرة السورية، ومشاكلها ضمن حبكات امتلكت المتعة، والتشويق، بالإضافة إلى قدرة الفنان السوري على أداء وتقمص الشخصيات، لكنها وخلال سنوات الحرب السورية تراجعت الدراما لأسباب، أهمها: تدخل الرقابة والجهاز الأمني في إنتاجيات تركيبة العديد من المسلسلات، أثرت على مستوى الفنان السوري، الذي كان حجر الزاوية في نجاح الدراما، كما أن هجرة عدد كبير من الفنانين خارج سوريا، سواء المعارضون أو الموالون، وانتقالهم للعمل في شركات إنتاج إماراتية أو مصرية، وإقصاء غيرهم من العمل نتيجة سياسات تتعلق بقرارات النقابة، وممارسة المحسوبيات في حجب أو منح الأدوار الرئيسية، وإفلاس عدة شركات إنتاجية، واستلام شخصيات مالية مافياوية لا تمت بصلة للحالة الفنية لدفة الإنتاج، فاتجهت بالتركيز نحو مشاهد الشقق الفخمة، والسيارات الفارهة، والمطاعم الراقية، واختيار وجوه نسائية جميلة كبضاعة لجذب المشاهد ضمن توليفة مشوهة وبعيدة عن واقع المرأة، دونما اكتراث بواقع الحرب، والأزمة الاقتصادية، التي تعصف بالأسرة أو المواطن السوري، وأضحى المشاهد السوري من أقل المتابعين لأعمال بلاده، بسبب انحسار مساحة رفاهيته، وانشغاله بتأمين حاجياته في ظل افتقاره لأدنى مقومات الحياة كالكهرباء، والمسكن وغيرها، ليغدو غير قادر على متابعة الدراما التي من المفترض أنها تتحدث عنه.
وطالما تم تعريف الدراما السورية كونها دراما الواقع إلا إنها ابتعدت كثيراً عن الواقعية في كل إنتاجاتها الفنية من دراما تاريخية أو فانتازيا تاريخية، أو بما سمي بدراما البيئة الشامية، وكأنه لا يوجد في طول هذا البلد وعرضه سوى بيئة شامية، وكأن أهل الشام دون غيرهم هم من قارعوا الاحتلال العثماني والفرنسي لاحقاً في مسعى لتهميش دور باقي المكونات في تحقيق الاستقلال، وقيادة البلد في المراحل اللاحقة، فأين هي البيئات السورية الأخرى؟، إذا ما استثنينا مسلسلات قليلة (الخربةـ ضيعة ضايعةـ خان الحرير) لا نكاد نرى سواها في الدراما السورية..
هذا التهميش الممنهج لصالح سياسة مركزية الإنتاج، وإهمال باقي اللهجات والشعوب، وبالتالي الدراما ليست إلا دراما دمشقية، دراما تمارس استغفال المشاهد، وتشبع رغباته الآنية وتمارس دورها التنفيسي، ناهيك عن اقحام بعض السلوكيات ومحاولة صناعة ثقافة هجينة واردة تحمل كل سلبيات مجتمع افتراضي لتزرعها في تربة محلية وفي عقول الناشئة.
ومن ناحية ثانية لا يمكن إنكار وجود بعض الأعمال التي حاولت محاكاة أزمات الشعب السوري، بما فيها الفقر والتشرد والتهجير، والاعتقال والفساد وتمكنت من الإضاءة على أجزاء من المشهد السوري الحقيقي.
وختاماً:
لابدّ من التنويه الى قضية غياب صناعة الدراما الكردية المحلية، رغم توفر البنية التحتية من تقنيات وفنيين وكادر اخراجي وتمثيلي وقنوات بث تلفزيونية، فمتى سنشهد صناعة دراما كردية، أو محلية تعبر عن ثقافة، ولغات، وعادات وأسلوب الحياة الاجتماعية والنشاط الاقتصادي لمجمل المجتمع لتكون بمثابة مرآة عاكسة لقضايا الإنسان الحالية، ولتمتد الدراما في إعادة إنتاج حكايا تاريخية وفلكلورية من ثورات وملاحم وشخصيات تاريخية، سياسية أو دينية أو أدبية…
No Result
View All Result