سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

رغبات مهشمّة… ونافذة على الروح

عبد الرحمن محمد_

قد لا يكون من الإنصاف، أو الصواب أن نسمي الأدب، ونصنفه حسب جنس الكاتب أو الأديب، أي أن نصنفه إلى أدب نسوي، وآخر رجالي أو ذكوري، فالأدب يتوجه إلى البشر رجالا، ونساء ذكوراً، كانوا أم اناثاً، والأدب أدب، وإن تعدد واختلف كتَّابه، ومؤلفوه.
نصادف بالتأكيد أقلاما متميزة، وقامات سامقة في عالم الأدب من النساء، تميزت وأبدعت، وأصبحت مثالاً للتميز والإبداع في بلادها وفي العالم، والأمثلة كثيرة قد يضيق بها المجال هاهنا، لكننا نستطيع أن نتناول شخصية بارزة وأديبة باتت تعرف على امتداد الوطن العربي، والعالم، ونسلط الضوء على أبرز أعمالها الكتابية، وباكورة نتاجها المنشور، وهي رواية “رغبات مُهشمة”.
إخلاص فرنسيس ابنة لبنان، وقد رأت عينها العالم في قرية “علما”، لبنان عروس الوطن العربي، وجنته الخضراء، الذي طالما تغنى بجماله الأدباء والشعراء، لبنان الحاوي، وجبران، وسواهم من كواكب الأدب وأعلامه، لبنان الحب والحرب، والغناء والنقاء.
تنفرد إخلاص فرنسيس في كتاباتها بأسلوب أصدق ما يوصف به؛ إنه سهل ممتنع، فهي تُلبس نصوصها، وكتاباتها شعرًا كان أم قصة، أم مقالا ثوبا من الرمزية الشفافة، والشاعرية المرهفة، وفي سلاسة من الربط والجذب المدهش، وكيف لا وهي التلميذة النجيبة لجيل من رواد الأدب في لبنان، وفي الوطن العربي، وفي مقدمتهم الرائع جبران خليل جبران.
لبنان الجمال الآسر، والدفء والأدب، زاد في اتساع أفق الأديبة إخلاص، وقراءتها لصنوف الأدب العالمي، واطلاعها عليه، وبخاصة بعد هجرتها إلى أمريكا زاد من فرصتها في التعرف على جوانب أخرى من الأدب والفكر العالمي، في انعكاس واضح لذلك على نتاجها الأدبي، الذي يحمل مزيجا من الواقعية والرمزية الرومنسية، ممزوجة بمسحة من الرومانسية المعتقة والحداثوية المتأنقة؛ لتضع بصمتها على صفحات الأدب العربي والعالمي.
في عملها البكر “رغبات مهشمة” الكثير من الجديد في عالم الرواية، ولعل من أبرز ذاك الجديد المزج الباذخ بين الشعر والنص السردي، لتضيف نكهة الشعر الصاخبة، والهادئة في الآن ذاته، للتناوب مع أحداث الرواية، التي تناولت أحد أهم بديهيات بل ومقومات الحياة، وأقدسها وهو “الحب” وبكل ما تعنيه الكلمة من آفاق واسعة، حب الوطن، والناس، والنصف الآخر والرغبة، والشوق والحنين، وألقت بالكثير من الأسئلة في طريق كل من قرأها، بل وقرأ ذاته في صفحات الرواية.
في رغبات مهشمة حب مهمش، ورغبات وُضعت على رف زمن ما، لكنها لم تهمشه، بل تبرزه في كل حين عبر الصراع المتلاحق، والمتدفق في الحوارات الثنائية، بين بطلي الرواية، وكذلك في المونولوج الداخلي لكل منهما، وفي حوارات بسياقات متباينة أحيانا، تحمل الكثير من التفاصيل في الواقع والخيال والمعقول، واللا معقول، والحاضر المُعاش والماضي الفائت، الذي لن يعود.
يحضر لبنان في أكثر من مرة في قلب الرواية، فالعاشقة التي تحفظ ملامح وطنها عن ظهر قلب، لا تنسى أدق التفاصيل التي امتزجت بدم قلبها، إنه روحها بتفاصيله كلها، تقول في ذلك: “بلدي، ما أجمل رائحة الصنوبر والشربين والأرز، ما أجمل شجر الزيتون، كم اشتقت إلى أصوات الحساسين في ربوعك” ثم يوقظها الوجع، مما آلت إليه البلد لتنقل الصورة الأخرى:
“غيرت الحرب كل شيء أصبح غريبا عليها، غيرت الحرب معالم البلد، الذي ترعرعت بأحضانه، أين الجبال التي كانت تتكلل بشجر الصنوبر؟ نراها الآن كومة من حجارة الأبنية الشاهقة، أين الدرب الطويل، الذي كان ضباب الصباح يغطيه، أين أنت يا وطني؟”
الأبرز في الحوار القائم، والميلودراما الداخلية لتلك المرأة، التي أبت أن تدفن مشاعرها وأن تًغتال رغباتها، فتبوح لنفسها بما يختلج في خباياها، وتصارح ذاتها، وذلك أضعف الإيمان: “سألوذ الآن بحضن الليل، أدندن نغم الهوى في أحلامي، وأرسم تفاصيل اللقاء على وسادتي”.
 إنها حوارات تحمل الكثير من الوجع، والتناقض والتمزق الداخلي: “لا، لا، قالت وابتسمت، لن أهزم من ذاتي، لن أدع هذه الأفكار تسيطر عليّ، ما دام في قلبي نبض بالحياة، فأنا عاشقة، ابتسمت لهذا التصميم، ارتمت على سريرها، أنهكها التعب، والسهر وكثرة الأفكار المتطاحنة، ومعارك المشاعر، أسلمت عينيها للكرى، وهي تردد آخر كلمات، قالها لها”
تلازم إخلاص شخصيتها الرئيسية في الرواية، تَلبسها وتعيشها، تتعقبها وتترصد حتى أنفاسها، وإن نامت، سهرت إلى جانبها كحارس لأحلامها، فهي امرأة تحاول قدر استطاعتها كسر قيود لازمتها، واستوطنت داخلها، وتجهد لتقفز فوق تلك الأسوار من حولها، فتنقل التفاصيل الدقيقة، وكل حركة لها، وعدد أنفاسها، وحتى تسريحة شعرها، ولون قميصها، وشكل حذائها، إنها امرأة تحفظ المرأة عن ظهر قلب.
“العيون تخبر ما عجزت الشفاه أن تنطق به، مرتبكة وعاجزة، الكلمات، تجتهد كي تقول، لكن لا فائدة، مشدوهة…” وتنتقل إلى مشهد آخر، يكاد يحيطنا بتلك الصورة الرائعة الإحساس، فنكاد نسمع ونرى، ونتلمس تلك اللحظة: “وساد سكوت وصمت بينهما، سكت الكلام، وصمتت الشفاه، لكن العيون كيف لها أن تصمت، من يستطيع كبح جماح بوحها، إنها حقا نافذة الروح، ترى من خلال عينيه ما لا يعرفه عن ذاته، وتخترق نظراته روحها، ليرى تلك الطفلة المدللة، تلك الطفلة الأنثى في جسد امرأة، يرى ارتعاش الخوف من العشق، ومن الوقوع في الحب، يرى فيها تاريخ بشرية بأكمله….”.
تبرع الكاتبة، ومن حس عال بالجمال، الذي تربت على تذوقه، في نقل الصورة، وتبث الروح حتى في تلك الجامدة منها، تتعمق في أعماق شخصياتها وتستنطقها، مع ذلك هي لا تغفل عن التعريف بها بشكلها، وبمظهرها وبمشيتها، وها هي تصف لنا “شمس” بطل قصتها وصفا يكاد ينطق: “الحياة قد حفرت لها أخاديد، وخطوطاً إن دلت على شيء، فهي تدل على أنها لم تكن سهلة بيوم أمامه، ولم يكن قد ولد، وفي فمه ملعقة من ذهب، كان يقول لها دائما، صنعت ذاتي بذاتي ونفسي عزيزة لدي، منذ صغري أصارع الحياة وأجازف، أغامر وأقامر، كم مرة كنت أُصدم بواقع، ولكن أقوم من جديد..”.
الحب والشوق والرغبات، ومصاعب وفسحات الحياة، التي قد تضحك في غفلة منها، العادات، المجتمع الأفق المحدود، العلاقات المتداخلة والمتشابكة، المرض والإرادة، إرادة التصميم على البقاء، ورفض الاستسلام حتى الرمق الأخير ذلك كله يتجلى في مفردات، وصور وفصول رواية “رغبات مهشمة”.
 تلتقط إخلاص فرنسيس صورا شتى منها، وفي انتقاء بهي لفضاء الصورة التي تنقلها، وتفاصيل الحدث الدقيقة، والحس الأنيق الملازم لتفاصيل قصة حب، ظاهرها بين شخصين، وباطنها ومكنونها قصة مجتمع بأكمله، قصة إنسانية، قضية حياة وموت، فناء ووجود، قصة تمرد على البقاء في قمقم المنع، والردع دينياً كان أم مجتمعياً أم فكرياً، إلقاء للضوء على جانب هام من حياتنا، وما يدور فيها، قصة حب في عالم يسمى بالعالم الافتراضي، لكن حقائقه قائمة وشخصياته ملموسة وتعيش بيننا وقريبة منا، بل وقد تكون أحداثها مشابهة لحياة أحدنا، ومن يدري؟.
سلاسة الأفكار والتطور في المشهد الدرامي، والانتقال العذب بين لوحة وأخرى ما يميز الرواية، إلى جانب الرهافة في الحس الإنساني الرومنسي، الذي يجرنا إلى التعاطف كليا مع شخصياتها، والانحياز للحب، وللجمال والانتصار لقيم الحب والعطاء وصفاء النفس، تأخذنا عبرها إخلاص فرنسيس إلى أجواء حميمية، بتنا نفتقد إليها ونحتاجها، وتذكرنا دوما بأن رغبات “مهمشة” لن تهشم روحاً تصبو للخير، وللحب، وللجمال.
أما عن الكاتبة فالأديبة إخلاص فرنسيس من قرية “علما” في لبنان، تأثرت وعاشت الحرب الأهلية في لبنان، ما ترك الأثر الكبير في حياتها، وبرز ذلك في كتاباتها المفعمة بالحس الإنساني، كما كان للجانب الجمالي، وللطبيعة الساحرة أثرها البالغ، فهاجرت إلى أمريكا في عام 2004لتعمل في مجال التعليم.
كان حلم الكتابة والرسم بالقلم من أكثر الأحلام، التي كانت تراودها، وكان لها ذلك في حياتها الجديدة، إذ لجأت إلى عوالم الكتابة، وبنهم وحب منقطع النظير، تقول الأديبة اللبنانية عن الكتابة: “…الحرف الجميل الذي يخترق الروح، والكلمة الحلوة، تبقى آثارها إلى أبعد مدى؛
لذا اكتفي بأن أكون فكرة، وكلمة في كيان امرأة، أحبّت الحياة برغم ما فيها من منغصات وآلام،أنا سليلة الحرب، انتصرت عليها بالحبّ، الحبّ جوهر الحياة، والإله الذي لا يُغلب، ولي من الإيمان ما يجعلني مُتيقنة أنّ لي السّماء…”.
أما عن نفسها فتقول: “خاطرة في قلب الحلم، حبّ الحياة، والجمال صومعتي، فلسفتي بنت الحياة، أنا
أخطاؤك، وخطاياك لن تقتلني، الإرادة دائماً حيّة خضراء عندي، شكيمتي لا تلين، وعقلي يأبى الاستسلام، وقلبي نابض بالحب، وبالحياة، المشاعر لا يمكن لأحد مهما بلغ جبروته أن يقهرها، ويوقف سيلها الهادر،
أما الروح فهي طائر حرّ لا يعرف سوى الحرية”.
ما كان يشغلها دائمًا المناداة بالحريات العامة، وخاصّة حرية المرأة في المجتمعات العربية، فمازالت تخضع لثقافة ذكورية، لذلك بدأت رحلتها بالتعرّف إلى نساء من مختلف الدول العربية، والعالم، ما ساعدها ذلك على إبداعها وإنتاجها.
أما نتاجها الأدبي حتى الآن فهو:
ديوان شعر “وأمضي في جنوني” (٢٠٢٠)
“مرفأ الحكايات” مجموعة قصصية قصيرة مشتركة توزيع دار نبطي للنشر الإمارات (٢٠٢٠).
“على مرمى قُبلة” مجموعة قصصية مؤلّفة من ٢٨ قصة قصيرة (٢٠٢٠) إصدار دار يافا للنشر-الأردن.
“رغبات مهشّمة” رواية توزيع الأهرام مصر (٢٠١٩).
 “العشق المقدّس” يتناول ٢٠ شخصية من الكتاب المقدّس.
أما أعمالها قيد الطباعة: مجموعة قصصية “ظل النعناع” و”نفحات من العمر” مشترك، “كوفيد ١٩ الجائحة، وظلالها تنويعات إبداعية بأقلام عربية”، وهو مجموعة من المقالات والشعر، وقصص قصيرة مشتركة.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle