روناهي/ الدرباسية –
لفت الإداري في مركز الثقافة والفن بمدينة الدرباسية، أيمن شاكر، إلى أن الفن الحقيقي يجب أن يكون فناً ثورياً، قادراً على إيصال صوت الثورة للشعب.
تتعدد السبل والأشكال، التي تستخدمها الثورات للوصول إلى الانتصارات المرجوة، فليست الثورة حكراً على العمل العسكري وحده، بل هناك طرق عدة؛ للتعبير عن الثورة في وجه الواقع المُعاش، فالقلم يُعدّ أداة ثورية، كما أن الفن أيضاً قادرٌ على لعب دور ثوري إذا ما أراد ذلك.
لذلك دأبت ثورة روج آفا تسخير الإمكانات الممكنة واللازمة في خدمة شعوب شمال وشرق سوريا، لتحقيق أهداف ثورتهم.
فكما هو معروف، فإن كل لوحة فنية تُقدم، سواء أكانت فلماً، أو أغنية، أو أي شيء آخر، تكون حاملة لرسالة ما، تسعى في إيصالها للشعب، وكذلك الفن في شمال وشرق سوريا، يحمل رسالة يسعى إلى إيصالها إلى شعوب المنطقة.
قبل الثورة
ولنتعرّف أكثر على الرسالة، التي يسعى الفن في شمال وشرق سوريا إلى تقديمها، التقت صحيفتنا بالإداري في مركز الثقافة والفن بالدرباسية، أيمن شاكر، الذي قال: بداية يجب تسليط الضوء على التغيرات، التي طرأت على الواقع الفني في شمال وشرق سوريا قبل الثورة، وبعدها، وإجراء مقارنة بين الواقعين، فقبل ثورة شمال وشرق سوريا، كان الفن مُقيدا بأغلال يصعب كسرها، فالأعمال الفنية كلها كانت مؤدلجة، وتهدف إلى خدمة النظام القائم، فغالبا ما كنا نقوم بأعمالٍ غير راضين عن محتواها، ولكن ذلك كان يُفرض علينا فرضاً، كما أننا في الكثير من الأحيان، كنا نضطر إلى تجميل الواقع المُعاش من خلال الأعمال، التي نُقدمها والتي كنا نعلم تماما، أن محتواها مُغاير كُليا للواقع المعاش، أي نستطيع أن نقول: إنه كان فناً موجهاً بعيداً عن المهنية والواقعية.
بعد الثورة
أيمن يتابع حديثه مع صحيفتنا بالقول: مع انطلاق ثورة روج آفا في شمال وشرق سوريا، التمسنا تغيراً حقيقياً في واقع الفن، فأصبحنا نُقدم عروضاً وأغاني تعكس حقيقة ما نعيشه، كما أن هذا التغير الجاري على المستوى الفني، لم يكن ليظهر، لولا التغير العام الذي طرأ على المنطقة، فقبل الثورة، كما كان الفن مقيداً، كانت الأنشطة الأخرة كلها مُقيدة أيضاً، ولكن مع انطلاق الثورة استطاعت شعوب هذه المنطقة، أن تكسر القيود كلها، التي كانت تُكبلها من مختلف النواحي، ومن ضمنها الناحية الفنية، فعلى سبيل المثال، بعد انطلاق الثورة أصبحت هناك حريات سياسية أوسع، كتشكيل أحزاب سياسية، وفتح مؤسسات إعلامية… إلخ، هذا كله لم يكن موجوداً قبل الثورة، وكذلك الفن، استطعنا أن نُقدم أعمالاً فنية قائمة على أساس ثوري، وفي هذا الإطار، أطلقنا العديد من الأغاني الثورية التي تعكس حقيقة ثورة روج آفا لنضال الشعوب في شمال وشرق سوريا، كما قدمنا سلسلة من العروض المسرحية، التي تُظهر بشكلٍ جلي، مدى توسع الحريات فيما يتعلق بشعوب شمال وشرق سوريا، بفضل هذه الثورة.
استهداف الفن استهداف للثورة
أيمن شاكر أضاف بالقول: منذ انطلاقتها، تتعرض ثورة روج آفا لأشكال مختلفة من الاستهدافات الساعية لإجهاض هذه الثورة، وجلها تأتي من طرف دولة الاحتلال التركي، العدو الأول لحرية الشعوب، ففضلاً عن احتلاله لأراضينا في عفرين، وسرى كانيه، وكرى سبي، يستهدف المحتل التركي بشكل يومي القرى والبلدات الآهلة بالسكان والمدنيين، أضف إلى ذلك استهدافه لرسل الفن الثورية، كما جرى قبل أيام، حيث استهدفت دولة الاحتلال التركي سيارة، كانت تقل الفنان فرهاد مردي واثنين من رفاقه، ما أدى إلى استشهاد السائق، وجرح الفنان فرهاد مردي، والشخص الثالث الذي كان معهم.
إن تكرار هذه الاستهدافات، ولا سيما استهداف القامات الفنية، إن دل على شيء، فإنه يدل على القيم السامية، التي يحملها فنانو وفنانات شمال وشرق سوريا، والتي تسعى دائما إلى التحرر من الظلم ومن العبودية.
الإداري في مركز الثقافة والفن بالدرباسية، أيمن شاكر، اختتم حديثه بالقول: على الرغم من كل ما يتعرض له الفن في شمال وشرق سوريا، من محاولات إسكات صوته، إلا إننا، كفنانين، عازمون على مواصلة ما بدأناه، حتى نستكمل إيصال رسالتنا الثورية.
