No Result
View All Result
المشاهدات 0
رجائي فايد_
لأيام توحّدت أجهزة الإعلام حول الأزمة الأوكرانية، حيث حاولتُ كثيراً، أن أجد خبراً أو تعليقاً على خبر يخصّنا في أي جهاز إعلامي دولي، ففشلت (باستثناء أجهزة إعلامنا، التي جُبلت على تمجيد الزعيم، أي زعيم!)، وأيقنت ماكنت دائما أحاول أن أبعده عن تفكيري، لتظهر لي الحقيقة جلية، فأنا أنتمي لأمة اكتفت بالتوحد بالغناء (وحده ما يغلبها غلاب،، صح يا رجال،، أيوه صح)، واستحقت أن تعيش خارج التاريخ والجغرافيا، ورغم مشاكلنا المستعصية على الحل (السودان ومظاهرات المطالبة بالحكم المدني، وتونس، وقيس سعيد وغيرهم، من المشاكل التي ترزح تحت وطأتها شعوبنا)، وبحثت في لفائف التاريخ الحديث؛ كي أجد أمراً عن شعوبنا استحوذ على اهتمام العالم، فاكتشفت أنها وقائع مخجلة تنم عن حماقة صانعيها، ومن بين تلك الوقائع، وقع اختياري على الحرب الصدامية البعثية ضد الكويت (ولا أقول العراقية، لأن الشعب العراقي كان ضحية لتلك الحرب)، ومقارنتها بالحرب الدائرة الآن بين روسيا (بوتين) وأوكرانيا.
في إرهاصات الحرب العراقية الإيرانية، لم يُشرك صدام حسين مجلس الشعب في القرار ولو شكليا، وكما حدث عندما أشرك هذا المجلس في إرهاصات الحرب مع إيران، ففي جلسة كوميدية خاصة للمجلس، انطلق هتاف من أحد الأعضاء (ماذا تريدون) وجاءت الإجابة المدوية من الأعضاء كافة (تحرير شط العرب)، وتناسى هؤلاء أن صدام حسين، هو الذي سبق له وقت، أن كان نائباً للرئيس فوقّع على تعديل الخط الحدودي مع إيران، واقتسم معها شط العرب بموجب اتفاقية الجزائر (1975)، ليعود هؤلاء مطالبين بتحرير ما سبق أن وقّع عليه الزعيم الملهم!! وفي احتلال الكويت كان قراراً فردياً، فالزعيم الملهم بفيض من قوى خفية، ليس في حاجة إلى مشورة أحد! ونذكر أنه عندما تحول التراشق الإعلامي إلى مدفعي على شاطئ شط العرب، أن تقدم إلى الزعيم ضابطُ، فقال (سيدي إن هذه المدافع تنطلق من أرضنا، فلماذا لا نسكتها بالقوة ونسترد أرضنا)؟ وكانت حرب الثماني سنوات مع إيران.
أما في الحرب على الكويت، كان صدام حسين يعانى وضعاً اقتصادياً صعباً، فالمعونات الخليجية توقفت مع توقف الحرب، فحسين كان يقول أنه يدافع عن البوابة الشرقية للوطن العربي، كما كان من أحد شروطه لوقف القتال، هو استرداد الجزر الإماراتية (طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى)، وكان لابدّ أن يكون هناك مبرر لتلك الحرب، وكان المبرر هو استخدام الكويت للحفر المائل لآبار النفط، حيث سرقة نفط العراق، واستيقظ العالم على استيلاء القوات العراقية على الكويت، ولم تواجه تلك القوات بأي مقاومة تذكر (فالمتخمة بطونهم لا يقاومون)، معظم الكويتيين وفى مقدمتهم الأمير، والأسرة الأميرية فروا إلى الخارج، وانتظروا ما يجود عليه المجتمع الدولي من حل لمشكلتهم، وإلى أن يتحقق الحل كانت الأغنية حاضرة، ولم تكن مثل أغاني زمان (وحدة ما يغلبها غلاب!) ولكنها كانت أغاني تشكو الحال، وقلة الحيلة وتتوسل إلى الله سبحانه وتعالى (أشكو إليك، وبيتي وبيقول بيته، ومسجد لله بنيته).
كان الاهتمام بالمسألة الكويتية في أغلبه عربياً، يبث نشطات الجامعة العربية، وتوالت اجتماعاتها التي حفلت بالشتائم، كان رئيس الوفد العراقي في تلك الاجتماعات نائب رئيسها (عزت الدوري)، في حين مثّل الكويت أميرها الذي تعرض لسيل من شتائم الدوري، كان أقلها (نحن العراق يا….!)، وقذف في وجهه قنينة ماء، ما تسبب في تعرضه للإغماء، وكانت الجلسة برئاسة الرئيس المصري حسني مبارك، وانتهت الجلسات بأخذ قرار بأغلبية بسيطة بتحرير الكويت بالقوة، وسلم القرار لـ(ماما أمريكا!)، لتتولى زمام قيادة حرب تحرير الكويت، ويتولى القيادة جنرالٌ أمريكيٌ متقاعدٌ (نورمان شوارتسكوف).
أما في الحالة الأوكرانية، تخلى المساندون لها إلا بالمساعدات فقط، وتركوها فريسة للدب الروسي، وفرّ من فرّ، وبقي المقاومون، وفى مقدمتهم رئيس الجمهورية، وهذا هو الفرق.
No Result
View All Result