كوباني/ سلافا أحمد –
برعاية هيئة الثقافة والفن في إقليم الفرات، وفي صالة الفرات بمدينة كوباني، أُقيم معرض الفن التشكيلي في كوباني وتحت شعار “بألوان طيف مشته نور تتزين أناشيد الحرية”، وعلى مدى ثلاثة أيام كانت انطلاقتها في الـسادس والعشرين من شهر شباط المنصرم وشاركت فيه عشرون فنانة من كوباني، وحضره العشرات من أبناء أهالي مقاطعة كوباني، وأعضاء المراكز والمؤسسات التابعة للإدارة الذاتية في إقليم الفرات.
ويعدّ هذا المعرض، الثالث لفناني كوباني، بإشراف الفنان التشكيلي محمد شاهين، الذين شاركوا بـسبعين لوحة فنية، يجسدون من خلالها واقع المعاناة والمقاومة والنضال للشعب السوري على مدار عشر سنوات، إضافة إلى بعض اللوحات التي تجسد الواقع الثقافي للمدينة.
وشاركت الفنانة الشابة، أميرة نبي معرض الفنون التشكيلية الثالث، بأربع لوحات لها، إحدى لوحاتها صورة لطفل صغير، وخلفها آثار الدمار، والحرب لمدينتها، تجسد أميرة في تلك اللوحة معاناة أطفال شمال وشرق سوريا، الذين يعانون من انتهاكات الدولة التركية بحقهم، والحرب التي جردتهم طفولتهم، ولوحة أخرى تجسد فيها جمال المرأة الكردية وزيها الفلكلوري الجميل، وأخرى عن طبيعة المنطقة، التي تزينها الورد والزهور الجميلة، وأخرى لمقاتلة وحدات حماية المرأة وهي تحمل بإحدى يديها سلاحها لتحمي وطنها من الهجمات، وبيدها الأخرى تحمل فيها الطعام، وبها تحاول الفنانة أميرة تجسيد إرادة المرأة القوية، التي تسطيع رعاية بيتها، وحماية أرضها وعرضها.
وتشير أميرة في حديثها لصحيفتنا “روناهي”: إن هذا المعرض الثالث، الذي تشارك فيه منذ مسيرتها الفنية، وتقول إن “الهدف من افتتاح هذا المعرض تشجيع، وتنمية مواهب الفنانين؛ لتطوير أنفسهم، وإخراج مواهبهم، وتجسيد واقع أبناء المنطقة خلال رسوماتهم”.
أما الشابة نارين عبدي، وهي تشارك في المعرض بلوحتين لها، لوحة تحت عنوان “فارس السلام”، تناشد خلال لوحاتها السلام، والحد من الحرب، والانتهاكات التي تقع في بلادها، ولوحة أخرى تحت عنوان “الحنين للماضي” تجسد خلالها شوق امرأة تحن للزمن الماضي، الذي لم يكن حينها لا حرب ولا فراق أحبة.
تقول الفنانة نارين عبدي في إجابتها عن سؤالنا، لماذا اقتصر المعرض على المشاركات فقط؟ إن “للمرأة ذوقاً وحساً رفيعاً في مجال الفن والتعبير عن معاناة الغير، لذا المشاركون كلهم في المعرض فنانات، ويجسدن عبر لوحاتهنّ الفنية الواقع المر لأبناء المنطقة، ويواجهون الهجمات، والاحتلال والانتهاكات في كل يوم”.
والجدير بالذكر: إن هذا المعرض هو الثالث، إذ نُظم في عام 2018 المعرض الأول تحت شعار “حديث الوجوه” في متحف مدينة كوباني، وشارك فيها اثنا عشر فنانا تشكيلياً، بـتسع وثلاثين لوحة، تجسد واقع مقاومة، ونضال مقاومة كوباني.
أما المعرض الثاني فكان في عام 2019، كان تحت شعار “منكم الحكايا، ومنا الألوان”، عُرض في أشهر شوارع مدينة كوباني، شارع “التلل”، شاركت فيه اثنتان وثلاثون فنانة، وفناناً تشكيلياً بـ ثلاث وثمانين لوحة فنية، تجسد واقع معاناة الشعب السوري خلال العقد الأخير من الزمن.