أحمي: لمواجهةِ الحصارِ علينا الاعتمادُ على انتاجِنا المحليِّ ودعمُه

أكد المتحدث باسم الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، لقمان أحمي، أن على شعوب المنطقة الاعتماد على الانتاج المحلي، والقوى الذاتية، لمواجهة الحصار الذي تفرضه قوى متعددة، وبأساليب مختلفة ضد شمال وشرق سوريا.

فهناك العديد من القوى الإقليمية تحاول محاصرة مناطق شمال وشرق سوريا، ومن هذه القوى المحتل التركي والنظام السوري، وحكومة الحزب الديمقراطي الكردستاني، إذ يحاولون فرض الحصار للتأثير على الحالة العامة لهذه المناطق الآمنة، التي وبالمقارنة مع باقي المناطق في سوريا، نرى بن الحالة الاقتصادية والأمنية والسياسية أفضل بكثير مما هي عليه في المناطق السورية الأخرى.

أسلوب الحرب الخاصّة الحصار الاقتصادي

حول ذلك أجرت وكالة هاوار لقاءً مع المتحدث باسم الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، لقمان أحمي، فقال: منذ تأسيس الإدارة الذاتية عام 2014 وإلى الآن، وهي تتعرض للضغوطات العسكرية والاقتصادية، من أجل إفشال مشروعها الديمقراطي، الذي يحقق أهداف، وطموحات شعوب شمال وشرق سوريا.

وأكد أحمي: الإدارة الذاتية تكونت من داخل المجتمع، وتحتضن الأطياف والألوان والأديان، وأساسها وقاعدتها هي إرادة، ومطالب واحتياجات الشعوب، فلهذا السبب الأنظمة الاستبدادية كلها سواء النظام السوري، أو الأنظمة المجاورة لسوريا، يحاربون هذا المشروع الديمقراطي؛ لأنه لا يتفق مع ذهنيتهم الاستبدادية.

وبيّن أحمي أن مساعي إفشال مشروع الإدارة الذاتية، بدأت عن طريق العدوان العسكري، من خلال الهجمات واحتلال مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، كعفرين وسري كانيه، وكري سبي، ففشلت الأنظمة الاستبدادية في تحقيق مبتغاها؛ نتيجة المقاومة التي أبدتها شعوب المنطقة، وقوات سوريا الديمقراطية، لذلك لجأت إلى أساليب أخرى كالحصار الاقتصادي.

وتطرق أحمي إلى سياسة محاربة شعوب شمال وشرق سوريا عن طريق المياه، وقال: سبق هذا الحصار، حصار مائي، كقطع مياه نهر الفرات من قبل الدولة التركية عن شمال وشرق سوريا، الذي يتبعه عدة مجالات خدمية واقتصادية تهم المنطقة، تلاه قطع مياه الشرب عن مقاطعة الحسكة وريفها.

وتابع أحمي: تكرر إغلاق معبر سيمالكا الحدودي من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني، وذلك من أجل الضغط على الإدارة الذاتية، وخلق صعوبات في تأمين المستلزمات والمواد الأساسية للمواطنين.

فيما أغلقت قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني، في الـ 19 كانون الأول/ ديسمبر2021، معبر الوليد التابع لباشور المقابل لمعبر السويدية في منطقة الكوجرات التابعة لديرك، بُعيد إغلاق معبر فيشخابور، الذي يقابله معبر سيمالكا في روج آفا.

محاولة تطويق الإدارة الذاتية لتقديم التنازلات

وأوضح أحمي بقوله: إن الأنظمة والقوى الاستبدادية المحيطة بالإدارة الذاتية، تحاول تطويقها من الجهات كلها، سواء حكومة دمشق، أو مرتزقة الاحتلال التركي، أو حكومة الحزب الديمقراطي الكردستاني في باشور، وبعض الجهات الدولية مثل روسيا، التي استخدمت الفيتو ضد فتح معبر تل كوجر في مجلس الأمن، عملت على تضييق الخناق على المنطقة أيضاً.

وكانت حكومة دمشق قد أغلقت في 22 آذار 2021 معبر الطبقة الواصل بين مناطق سيطرتها، ومناطق الإدارة الذاتية، وذلك بعد إغلاق معبر تل كوجر في حزيران 2021 بفتيو روسي – صيني.

ولفت أحمي، إن عملية الحصار الاقتصادي، لن تنتهي إلا بالوصول إلى حل سياسي ديمقراطي للأزمة السورية، وقال: إلى الآن وعلى مدى ثماني سنوات من وجود الإدارة الذاتية، تمكنت من تجاوز العديد من الصعوبات، عن طريق الاعتماد على نضال الشعب، وإيمانه أن مشروع الإدارة الذاتية، هو السبيل الوحيد لنيل حقوقه في المجالات كلها.

وأشار أحمي، إلى ضرورة الاعتماد على الذات، واللجوء إلى الإنتاج المحلي، وقال: علينا الرجوع إلى الإنتاج المحلي في الأراضي الزراعية، والاعتماد على الفعاليات الصناعية الموجودة لكسر هذا الحصار.

وتسعى الإدارة الذاتية منذ تأسيسها إلى تأمين المستلزمات والاحتياجات الخدمية، الصحية والغذائية وغيرها للمواطنين، وذلك من خلال فتح معامل ومصانع عديدة، تعتمد على الإنتاج المحلي لشمال وشرق سوريا، كمعمل (ماي سن) لتعبئة المياه المعقمة والصحية، ومعمل الغزل والنسيج، ومعمل زوزان للألبان والأجبان، ومعمل للزيت النباتي.

وشدد المتحدث باسم الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، لقمان أحمي، في ختام حديثه على ضرورة اعتماد المواطنين على الفعاليات الإنتاجية والاقتصادية، وعلى المشاريع المحلية لتجاوز الأزمة الاقتصادية بشكل نهائي.