سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

من شينجيانج إلى كردستان.. مُقدمة في التجارةِ ونهضة الأممِ

أطلق الرئيس الصينيّ شي جين بينغ عام 2013 مبادرة إحياء طريق الحرير التجاريّ الذي يعود إلى نحو ألفي عام، ويربط الصينَ بدولِ العالم، وتتمحورُ المبادرةُ الجديدة حول توسيعِ التجارة العالميّة بإنشاءِ شبكاتِ من الطرقِ والموانئ والمرافق الأخرى تربطُ الصين ببلدان عديدة في آسيا وأفريقيا وأوروبا، لتسريعِ وصولِ المنتجات الصينيّة إلى الأسواق العالميّة، وبذلك فإنّ البعدَ الجيوليتيكيّ يشكّلُ أحد أهم دعائم هذا المشروع العملاق واتخذت الدول ومن بينها تركيا خطواتٍ عمليّةً لإعادةِ التموضعِ إزاءه وإنهاء الوجودِ الكرديّ على المسار التجاريّ.
تشتمل الرؤية الصينيّة في مشروعها الكبير (الحزام والطريق) على حزمة من التمويلات الصينيّة لمشاريع البنية التحتية في أرجاء العالم، وينقسم مشروع طريق الحرير الجديد إلى شقين: الشق البري ويمتد من الصين إلى كازاخستان، مروراً بإيران وتركيا وروسيا وألمانيا، وينتهي بإيطاليا.. والشق البحريّ الذي يبدأ بالصين ويمر بفيتنام وماليزيا والهند وسيرلانكا وكينيا واليونان، وينتهي أيضاً بإيطاليا.
قلق صينيّ وتفاؤل هنديّ وترقّب أمريكيّ
في مقابلة مع وكالة بلومبرغ الأمريكية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تحدث رئيس موانئ دبي العالمية، سلطان بن سليّم بتشاؤم عن قدرة التجارة العالميّة على التعافي سريعاً أمام اضطراب سلاسل الإمداد بين شرق آسيا وبقية أنحاء العالم. أشار بالتحديد إلى مشروع “الحزام والطريق” الصينيّ، فجوهر المشروع الصينيّ قائم على سلاسة تدفق السلع في الاتجاهين، وما يجري حالياً أنَّ تأخير التسليم، بسبب الإغلاقات المتتالية جراء تفشي وباء كورونا، قد وصل في بعض الحالات إلى ثلاث سنوات مقبلة. أي أنَّ هناك شحنات لن تصل إلى وجهتها إلا بعد ثلاث سنوات من الآن. السفن متكدسة في الموانئ. شركات الشحن تجني الأموال، وأصحاب المصانع يعانون. في الخلاصة، شكّك بن سليّم، وهو شخصية ذات ثقل في عالم التجارة الدوليّة، في قدرة الصين على الاستمرار في هذا المشروع بالعقليّة الحالية، واقترح أنّه ربما على الصينيين إخضاع “الحزام والطريق”، بمساراته الست، للمراجعةِ.
في اليوم نفسه، كتب رئيس الوزراء الهنديّ، ناريندا مودي، عدة تغريدات على تويتر، وكذلك تحدث وزير التجارة والصناعة في السياق نفسه. الرجلان تحدثا عن أنَّ الهند هي المكان الأمثل لاستئناف وقيادة النمو العالميّ، وبدا مودي متفائلاً أكثر من أيّ وقت مضى في الدفع بمشروعه الأكبر إلى الأمام وهو “بناء الهند الجديدة”. هذا العنوان هيمن كذلك على هوية جناح الهند في معرض “إكسبو 2020 دبي” الذي يستمر حتى نهاية آذار/ مارس 2022.
في مجلة “فورين أفيرز” الأمريكيّة، كتب كل من Michael Beckley وHal Brands مطلع شهر تشرين الأول/ أكتوبر عن “نهاية الصعود الصينيّ”، بالاستناد إلى عواملَ اقتصاديّةٍ واجتماعيّةٍ وسياسيّةٍ. مثل هذه النبرة في الحديثِ بثقةٍ عن أفولِ نجمِ الصين كانت مفقودةً في الصحافةِ ومراكز الرأي الأمريكيّة قبل جائحة كورونا.
إنَّ التفاؤل الهنديّ، والقلق الصينيّ، والترقب الأمريكيّ، ذو صلة بقيادة العالم وتحديد المسارِ الرئيسيّ للتجارة الدوليّة، وقد لا يعرف أحد من سكان قرية Kappar في بلوشستان الباكستانية بهذا الاضطراب التجاريّ في العالم، أو ما سيؤول إليه، لكن هذه القرية ستتأثر بشكلٍ مباشر بما يحدث في الأعلى، بين القوى العظمى. هل ستبقى هذه القرية مصدّرة للعمالة إلى الخارج؟ أم ستصبح، على العكس، منطقة جاذبة للباحثين عن فرص العمل من خارج القرية الواقعة على مشارف مدينة وميناء گوادر؟
تأثيرات عابرة للجغرافيا
إنّ التاريخ في جانبه العمرانيّ، الحضاريّ، تكرارٌ لا نهائي لهذا السيناريو. تضطربُ الصين بنهايةِ حكم أسرة هان في القرن الثاني قبل الميلاد فتصابُ بلاد إيران بالفقر. في القرن السابع الميلاديّ، تنهار “إيران شهر” مع الاقتحامِ العربيّ الإسلاميّ فتتلاشى المدينة المزدهرة، اصطخر (برسيبولس)، وقراها. تستقر الأوضاع في الصين ووسط آسيا في القرن السابع عشر فتزدهر بلدة اسمها “بيازيد” في كردستان ويكسبُ رجال قبيلة الجلالي مزيداً من الدخل المادي بين أورميه وأرزروم من خفارة القوافل أو نهبها.
إن المدن التي لم تكن على طرق التجارة، حتى مطلع القرن العشرين، كانت عبارة عن خرائب وبلدات صغيرة مهدّمة، على غرار شرقي الفرات وإدلب شمال وشرق سوريا، ومعظم مدن العراق.
في السنوات القليلة الماضية، بات “طريق الحرير الجديد” أحد المصطلحات المتداولة في الحياة اليوميّة في الشرق الأوسط، أفراداً وجماعات، مدنيين وسياسيين، دولاً وأحزاباً. يزدحم الجميع في طابور من الأمل ليكونوا جزءاً من شيء أشبه بـ”هبة سماويّة” كانت قد اختفت منذ قرون، وباتت طي النسيان في زمن الدول القوميّة الانعزاليّة التي رسمت خريطة جديدة لمصادر الثروة وتصدّرها النفط بلا منازع.
حتى قبل ثلاثة أعوام، لم يكن السعي لركوبِ مسار الرؤية الصينيّة “الحزام والطريق” (والرؤية تعبير أدق من المشروع) موضوعاً علنيّاً، وحاولت كافةُ دولِ المنطقةِ إخفاء استعداداتها المبكرة لمرحلةِ تحديث “الرأسماليّة الإمبراطوريّة” المتفوقة على الرأسماليّة القوميّة من حيث المسارات التجاريّة وتراكم رأس المال. مرحلة العمل الصامت لم تدم طويلاً لدى دول منطقة الشرق الأوسط لركوب هذا التحول العالميّ المرتقب، فسرعان ما تصادمت المشاريع القوميّة الإقليميّة، فتنافست الموانئ والمدن، ونتجت عنها أزماتٌ سياسيّةٌ وأمنيّةٌ، وما زالتِ الأزماتُ المحتملةُ تنتظر دورها.
مسعى تركيّ لإنهاءِ وجودِ الكُرد على الطريق التجاريّ
ربما تكشفُ السنواتُ القادمةُ أنّه كانت هناك مبالغةٌ في عقدِ آمالٍ غير واقعيّةٍ على “ثورةِ التجارة” التي تقودها الصين، غير أنَّ التحوّل الجيوبوليتيكيّ العالميّ يدفعُ بالجميعِ في الشرق الأوسط إلى إعادةِ التموضعِ، ليس فقط على مستوى الدول، بل حتى الثوراتِ المسلّحةِ، فقضيةُ التمرد في بلوشستان الباكستانيّة باتت تتقاطعُ مع هذا التحوّلِ الجيوبوليتيكيّ بعد أن كانت، على مدى عقود، حركةً منسية، كذلك بالنسبة للأويغور في شينجيانغ غربي الصين، الذين أصبحوا فجأة في صدارةِ القضايا الحقوقيّة في العالم، وما كان ذلك ليكون لولا أنَّ منطقة الأويغور هي منطقةُ العبورِ الأولى لخطوط الربط التجاريّة التي تصممها الصين، وفي وسط آسيا عادت حركة طالبان لحكمِ أفغانستان بتمهيدٍ وترتيبٍ دوليّ علنيّ. وفي قلب الشرق الأوسط تستعرُ حروبٌ قديمةٌ بشكلٍ غير مسبوقٍ، مثل الحملة التركيّة ضد حزب العمال الكردستانيّ في المعاقل الجبليّة وتوسيعها حملتها العسكرية الجويّة على منطقة شنكال ضمن خطتها لفتح بوابة حدوديّة ثانية في العمق العراقيّ، بعيداً عن حدود تركيا (الصورة المرفقة توضح موقع البوابة المفترضة)، وهذه سابقةٌ دوليّةٌ وتاريخيّةٌ تجري تحت أنظار حكومات عراقيّة ضعيفة وإقليم كرديّ فاقد الحيويّة وقوى دوليّة كبرى لا تعتبر هذا التوغل “شأناً مهماً”. في حال نجاح تركيا في فتح هذه البوابة، فستكون نهاية تجاريّة حتميّة لإقليم كردستان العراق.
على غرار شنكال، احتلت تركيا مناطق في روج آفا وشمال شرق سوريا لغاياتٍ استعماريّةٍ عديدة، من بينها قطع الطريق الدوليّ M4  الذي بات جزئيّاً تحت سيطرة الاحتلال التركيّ. وفي النهاية؛ إنَّ رؤية أنقرة لمسارِ التجارةِ الدوليّة ليس أن تكونَ جزءاً منه، فهذا محسومٌ بحكم موقعِ البلدِ الجغرافيّ، إنّما تريد ألا يكون الكرد موجودين أو متواجدين، بالمعنى الفيزيائيّ الجسديّ، حول ما تتخيله من مسارات تجاريّة تعمل على بنائها كجزءٍ من خطوط دوليّة عابرة للقارات، سواء بين إيران وتركيا عبر شبكة خطوط من السكك الحديديّة أو بين العراق وتركيا. إنّ نموذج الحرب التركيّة المركّبة على عدد من الدوافع، نموذج للحروب المستترة العديدة التي تجري اليوم في الشرق الأوسط، بشكلٍ مباشر، كما الحرب في سوريا وليبيا، أو بشكلٍ غير مباشر، كما حدث مع تدمير ميناء بيروت ومقدمات تعطيل موانئ الساحل الشاميّ كافة وكذلك ميناء الفاو العراقيّ.
بعيداً عن “الحزام والطريق”، سنقوم برحلة قراءة موجزة في التاريخ، ونغامر بتفسير أحداث معينة من زاوية التجارة ومصادر الثروة، بما يعني تهميش عوامل التبشير الدينيّ والحروب الطائفيّة كدافعٍ رئيسٍ شائع في تفسيرِ حركةِ التاريخِ. هل هذا ممكن؟ وهل كانت صورة الازدهار التجاريّ، في الحقب السابقة، وردية فعلاً كما يتصورها الناس في الشرق الأوسط؟
هذه الأسئلة والأمثلة تنقلنا مباشرةً إلى الحديث بشيء من التوسع عن التجارة ودورها في نهضة العمران البشريّ، والتحولات التي طرأت بشكلٍ رئيسيّ على كردستان وإيران وعموم الشرق الأوسط، بتأثير من عوامل التجارة الدولية عبر التاريخ، وبحثٍ بعنوانٍ رئيسٍ: التجارة ونهضةُ الأممِ.
المركز الكرديّ للدراسات
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle