مركز الأخبار ـ خلال الثلاثة أشهر الماضية قُتل سبعة مواطنين وتم خطف أكثر من 200، بينهم عشرات النساء، منهن قاصرات، بهدف تكريس التغيير الديمغرافي في مقاطعة عفرين المحتلة عبر الجرائم المتواصلة بحق النسبة القليلة من الكرد المتبقين في عفرين المحتلة.
تصاعدت وتيرة الجرائم والانتهاكات من قبل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته في مقاطعة عفرين المحتلة، من قتل وخطف وتعذيب المدنيين والاستيلاء على الممتلكات، وذلك أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي دون أن يحرك ساكناً.
عمليات التغيير الديمغرافي لم تتوقف
حول ذلك كشف الناطق باسم منظمة حقوق الإنسان عفرين – سوريا إبراهيم شيخو في تصريح له لوكالة هاوار حصيلة الجرائم والانتهاكات في عفرين المحتلة خلال شهر أيلول وتشرين الأول والثاني فقال: “حالات القتل وصلت إلى سبعة مواطنين، بينهم امرأتان، وحالات الاختطاف وصلت إلى 202 مواطناً، بينهم 25 امرأة وثلاث قاصرات”. ولفت شيخو: عمليات التغيير الديمغرافي التي يجريها الاحتلال التركي في عفرين المحتلة، حيث أقدم على بناء مدرستين شرعيتين ضمن المجتمعات الاستيطانية التي تقوم ببنائها جمعيات كويتية وقطرية، بالإضافة إلى بناء ثلاثة مساجد، الاحتلال التركي قطع أكثر من أربعة آلاف شجرة زيتون معمرة بشكل جائر، وحرق أكثر من ثلاثة هكتارات من الأراضي الزراعية والغابات الحراجية، مرتزقة الاحتلال الترك، بعد قطعهم لآلاف الأشجار في عفرين المحتلة، فتحوا ثلاث ورشات للفحم في عفرين بهدف الاتجار بها وتهريبها وخاصةً إلى تركيا.
وأشار شيخو: جيش الاحتلال التركي وجهازه الاستخباراتي (MIT) برفقة مرتزقته صعّدوا من الجرائم والانتهاكات التي يرتكبونها في عفرين المحتلة، وأرجع ذلك إلى “الأطماع التوسعية العثمانية البائدة ضمن الأراضي السورية، وخاصةً ضمن المناطق ذات الغالبية الكردية، بهدف ضمها إلى ولاية هاتاي التركية، وما يؤكد ذلك الزيارات التي قام بها المسؤولون الأتراك في الأشهر القليلة الماضية إلى عفرين والمناطق المحتلة الأخرى.
توطين أُسر تركمانية على طول الحدود
وأوضح شيخو بأن الزيارات المكررة وغير المعلن عنها لوزير داخلية الاحتلال التركي سليمان صويلو إلى المناطق المحتلة، لتفقد مراكز جيش المحتل، فضلاً عن الشريط الحدودي مع تركيا في قرى عفرين المحتلة، تؤكد نوايا تركيا الاستعمارية في الأراضي السورية تتضح يوماً بعد يوم، والغاية منها تغيير التركيبة السكانية وإنشاء (حزام تركماني) على طول الشريط الحدودي، عبر توطين أسر تركمانية في القرى الحدودية بعد تهجير جميع سكانها الأصليين إلى خارج عفرين قسراً.
وتسبّب العدوان التركي على مقاطعة عفرين المحتلة، في تهجير أكثر من 350 ألف مواطن، وتوطين أكثر 400 ألف عوضاً عنهم، بعد أن كانت نسبة الكرد فيها قرابة 95%، لتنخفض إلى أقل من 25 %.
وفي هذا السياق قال شيخو: الاحتلال التركي يحاول تهجير النسبة المتبقية من سكان عفرين الأصليين، من خلال تضييق الخناق عليهم وتهجيرهم لتسهيل عملية التغيير الديمغرافي التي يجريها في المنطقة، الدولة التركية تتحايل على القانون الدولي، وتضرب بعرض الحائط جميع المواثيق والعهود الدولية، على الرغم من صدور عشرات التقارير التي توثق جرائمها في عفرين المحتلة.
واختتم أحمد شيخو بقوله: ندعو المجتمع الدولي إلى فتح تحقيق شامل ومحاسبة المتسببين في الجرائم التي ترتكب بحق سكان عفرين، وفي مقدمتهم دولة الاحتلال التركي، المجتمع الدولي ومن خلال غض نظره عن الجرائم التي ترتكب في عفرين المحتلة، يعبّر عن رضاه وشراكته في هذه الجرائم.
