الرقة/ المهند عبدالله – افتتحت منسقية جامعات شمال وشرق سوريا التابعة للإدارة الذاتية السبت جامعة الشرق في مدينة الرقة، بعد إعادة تأهيل دامت لستة أشهر.
وتعتبر الجامعة الأولى من نوعها في مدينة الرقة، بعد أن توقفت الحركة التعليمية في المدينة طيلة فترة سيطرة المرتزقة الإرهابيون على المدينة. 
واتخذت المنسقية مبنى كلية العلوم الواقعة في الأحياء الشرقية من المدينة كمبنى لجامعة الشرق، بعد أن أعادت تأهيلها، حيث كان المبنى القديم شبه مدمر، وخارج عن الخدمة.
وكان الطلبة في الجامعة قد باشروا بالدوام الرسمي منذ بداية الشهر الحالي، حيث وصل عدد الطلاب إلى مئتي طالبة وطالبة.
وحضر الافتتاحية عدد من الأهالي وممثلين عن الإدارة الذاتية والمؤسسات والمجالس العسكرية ووجهاء وشيوخ العشائر في الرقة.
وبدأ الافتتاح بالوقوف دقيقة صمت، تلاها إلقاء العديد من الكلمات، جاءت في مجملها مباركة لهذا الانجاز الذي تحقق بفضل التضحيات التي قدمها أبناء شمال و شرق سوريا. 
وعلى هامش الاحتفالية التقت صحيفتنا بالرئيس المشترك الدكتور حسن العيسى الذي قال” افتتحت الجامعة منذ أسبوعين أبوابها أمام الطلبة واليوم نحتفل بافتتاح جامعة الشرق بشكل رسمي, بحضور الهيئات الإدارية من جميع مناطق شمال وشرق سوريا”
وأضاف حسن العيسى” بدئت الجامعة بثمانية فروع “رياضيات وفيزياء وكيمياء وعلوم ولغة إنكليزية وحاسوب وتربية ولغة عربية”
وأرف العيسى” إن الجامعة تعتمد على أسلوب البحث العلمي وليس على القراءة, وهناك مشروع لزيادة الفروع في ميزانية /2022/ بثمانية فروع جديدة ووصل عدد الطلاب والطالبات إلى 200 فقط لأجل التفوق في البحوث العلمية وليس التلقين والحفظ فقط لتكون علاقة التواصل بين الطالب ومدرسيه جيدة”.
ونوه العيسى” نقوم حالياً باستجرار مخابر للفيزياء والكيمياء والحاسوب وهنالك بعض الصعوبات التي نوجهها باستجرار أجهزة المخابر”
وأختتم العيسى” فيما يخص السنة الأولى التحضيرية لا تحتاج الى الكثير من الأمور العملية, ولدينا الكثير من الوقت لاستجرار الأجهزة المخبرية, وبدء الدوام الفعلي للطلاب والمحاضرين منذ أسبوعين ووضع البرامج الدراسية, وسنكتشف من خلال التدريس إذا كان هناك أخطاء لكي نتلافها”.
وفي لقاء لصحيفتنا قالت الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا بريفان خالد:” اليوم يضاف أنجاز أخر الى مكتسبات الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا أمام أهالي شمال وشرق سوريا عامةً وأهالي مدينة الرقة خاصةً والمدن المجاورة”.
وأضافت بيرفان خالد:” وكانت بداية انطلاقتنا من جامعة عفرين في عام 2015 وجامعة روج أفا في إقليم الجزيرة وجامعة كوباني في إقليم الفرات, ولخدمة المدن المحررة الأخرى الرقة والطبقة ودير الزور ومنبج أقتضى افتتاح جامعة الشرق في الرقة”.
واختتمت بيرفان خالد حديثها:” يعد افتتاح جامعة الشرق في ضل هذه الظروف الحساسة وتحت تهديد قوات الاحتلال التركي هو إنجاز عظيم وخطوة مهمة في سبيل العلم, ونأمل أن يكون هذا الصرح العلمي خطوة باتجاه الرقي بطلبتنا الى أعلى المراتب, كونهم عانو من ويلات الحرب وما شهده القطاع التربوي من دمار ويمتلك طلبتنا سلاح العلم والمعرفة”.
ومن جهته عبر رئيس أتحاد مثقفي الرقة “عبد الرحمن الأحمد” قائلا: ” تشهد مدينة الرقة افتتاح جامعة الشرق هذا الصرح العلمي والتربوي العظيم هذه النواة لكليات متعددة لخدمت الطلبة في جميع مناطق شمال وشرق سوريا”.
وأضاف الأحمد:” أهالي مدينة الرقة محبين للعلم ويقدمون الكثير في سبيل تعليم أبنائهم وفي السنوات العشر الماضية عانى الكثير من أبناء الرقة في سبيل تقديم الامتحانات الإعدادية والثانوية وفي سبل استكمال دراستهم الجامعية ضمن التكاليف الباهظة ومعاناة السفر”.
وأختتم الأحمد: ” جامعة الشرق تقدم التعليم مجاناً والمساعدات للطلبة, وبدورنا كاتحاد مثقفي الرقة نقدم كافة المساعدة المطلوبة لأجل ازدهار هذه الجامعة, وهذا المشروع لا يخص جامعة الشرق فقط إنما يخص كل أبناء الرقة وكل من يغار على هذا الجيل الذي غاب لسنوات عن العلم والتعليم”.
وفي نهاية الكلمات قدم مركز الثقافة والفن في الرقة عدد من الأغاني الشعبية التي تتميز بها مدينة الرقة ليعقد الحضور حلقات الدبكة.
والجدير ذكره إن جامعة الشرق من أكبر الجامعات في شمال شرقي سوريا، وتأتي في المرتبة الثالثة بعد جامعتي روج آفا وجامعة كوباني، ومن المتوقع أن يزداد عدد الطلبة الذين سيتوافدون إليها مستقبلا، بحسب العيسى.
ويتألف مبنى الجامعة المكون من بناء للقاعات والمخابر, ومبنى إداري ومطعم وأربع وحدات سكنية للطلاب اثنان للشباب واثنان للبنات.
